الخميس، 15 فبراير 2018

خيال واسع..




خيال واسع..

... ليت ذلك الهوا معي,, ليت تلك النجوم البعيدة تعيد النظر فالتقرب إلي,, ليت هذا اللحن المغرم ينبع من ذلك الجاز,, وليت كل ما حولي يعيش برغبتي, أصحو فأجد ماكنت أحلم به, وتصله يدي بكل أريحيه ولوكان في أعالي تلك التلة, فهو السهل الصعب والذي يغدقني بفيض أنهاره الجارية, أحياناً نعشق العقبات لنعيش في لذة النتيجة, ولكن بُعد المنال يجعل بعض الأحاسيس تتملكنا وتقيد أحلامنا ومفاهيمنا وتجعلها محدودة مضجرة حتى تتلاشى ونعيد النظر في حذف وكتابة أحلام أخرى على حسب العمر والنضج والتجارب وهلم مجره,,,!!

... حلمت بذلك القلب, الشغوف المحب, الذي ينضح بتلك الأحاسيس الجياشة, يعطي ولا ينتظر المقابل, يهتم ويتفهم دون الحاجه إلى تفسيرات وتحليلات, يقرأ العين ك قارئة الكف, يهديني السعادة على طبق, مجرد طبق فما يهمني هو المضمون لا نوع الطبق, أريده أن يكون وكأنه أنا لا هو, يحمل بين تكويناته التماثل معي, فهل هو في خيالي فقط, أنا على يقين بوجوده ولكن في أي عالم سوف ألقاه,,,!!

... في مرحله من مراحل العمر تهجرنا الأحلام أحياناً, ويبقى الهدوء والسكون والضوء الخافت والوحدة رمز الترجل للسفر الفكري البعيد, وكتاب صفحاته صفراء, تحمل سطوره الكثير من الحروف والكلمات والمعاني, نسهر عليه ليالي نتخيل أبطاله وتفاصيل وهميه لنصل إلى المضمون والذي هو عالم من الخيال نعيشه لنهرب من الواقع المرير, خط سير نرسمه نحن بأحرف كتاب لنصل به إلى الذروة ونتمنى حينها أن لا يقاطعنا أحد حتى لا تهوي عقولنا وأخيلتنا الواسعة إلى القاع ونصحوا من فتره وجيزة صنعناها لا نفسنا كانت تحمل معها معاني الهناء,,,!!

... ليت العالم يتغير أو حتى يعود كما كان, فكل ما فيه اليوم لا يصلح للعيش فيه من جديد, الزمن تغير, البشر تغيروا, العمل تغير, وحتى الصناعات تغيرت, المال تغير, والأمراض تغيرت, وحتى الواقع والحقيقة تغيرتا, أريد عالم يخلو من الحروب, وبشر حقيقي لا زائف, وحُب واقعي لا استغلال, وعالم جميل وهادئ لا خراب وصخب, فهذا التغير أخذ يتسرب إلينا وكأنه فيروس معدي ينتقل بمجرد التفكير فيه, والخوف من أن تصبح كل التغيرات عاده مدمره لما قبلها من العادات الطبيعية,,,!!

... أحلامنا فالمنام هي أجمل عالم مخملي نعيش فيه يومياً, رغم الكوابيس أحياناً, وحتى الكوابيس تتحول نعمه عندما نصحو ونرى انه كان مجرد حلم ليس إلا, عالم واسع يجعل من مخيلتك حقيقه, نتمنى أحياناً لو نعيش فيه فعلياً, ولا نعود منه أبداً, لجماله والقدرة على تحقيق كل ما ترغب به, فأنا أستطيع أن أرى فيه كل من رحل عن هذه الدنيا, وأن أحادثه وأوصل له كل رسائل قلبي حتى يرتاح, بجانب معرفة بعض من أموري المستقبلية , واختيار الطرق المؤدية الصحيحة, وامتلاك مالم تملكه يوماً والسفر إلى أجمل المدن, والحديث مع لم تقابلهم يوماً, بجانب القصص الخيالية والرومنسية التي تتمنى لو أنك تغرق في أحلامها أبد الدهر, الأحلام تخبرك وتحذرك وتسعدك وتنفس عن همومك وضغوطاتك, ف الحمدلله دائماً أبداً,,,!!

...الخيال الواسع عالم جميل وسعيد, ولكن في بعض الأحيان يضع صاحبه في دائرة المستحيل والادعاء أحياناً, فهناك من يتخيل كل شي بصوره أوسع من اللازم ولا يجعلها بينه وبين فكره, بل يشرك فيها من حوله, حتى يصدقها هو ويبدأ الدخول بعدها من باب الكذب, مثلاً,, فهو يتخيل بأن لديه ذلك القصر والخدم والحشم والأطيان وغيرها, وعند الجلوس مع الأصحاب  يبدأ  بسرد القصص الوهمية التي تكمن فقط في خياله الواسع عن الممتلكات  والسفرات والمواقف وغيرها من البطولات الخالدة, فهو هذا جل ما يتمناه ويتوق إليه في عقله الباطن ولكن بأفعاله الأسطورية تلك يجد متنفس لتحقيق أحلامه ولو كانت بالزيف وسرد القصص الخرافية , وهو بهذا العمل يضع نفسه تحت هالة السخرية والتهكم والحديث من خلفه, فكل شيء إذا زاد عن حده انقلب ضده,,,!

... ما أصبو إليه هنا ومن خلال  سطوري البسيطة, بانك لا يجب أن تتخلى عن تخيلاتك فهي المتنفس الوحيد لضغوطات حياتك, ولكن بالمقابل لا توسع  دائرة خيالك حتى لا تصل إلى نقطة التزييف للحقائق, فكن معتدل في كل شيء, أما أنا فخيالي سيبقى واسع لأنه يختلف كلياً عما يسعى إليه البعض, فخيالاتي لا تشملني وحدي بل الجميع,,
فأنا أتمنى السلام..

                             والجمال.. والهدوء.. فالحياة.

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق