السبت، 16 سبتمبر 2017

رجل يتعقبني..!!




رجل يتعقبني..!!

مجرد حكاية..

هي ليست من النوع الذي ينظر إلى الرجال ولا تعجبها بعض تحركاتهم أو إشاراتهم ,ولم يلفت انتباهها أحدهم يوماً, ولو رفعت رأسها ذات يوم وهي تمشي فقط لكي لا تتعثر بمن يمشي أمامها, ليست جامده ولكنها جاده فالحياة, هكذا تربت,, الصح يبقى في نظرها صح والعكس صحيح, ومن يلاحقها بكلام أو يتغزل أو غيره فهو يسقط في نظرها لأنه من منظورها عمل الشئ ذاته لمليون واحده قبلها, وكما للفتاة سمعه ف للرجل أيضا سمعه هذه هي مقولتها, هذا جميل وذاك شهم ولكن ليس لدرجة ان تقع في غرامه, فما لا تقتنع به لا تفعله ومنه الاختيار لبعض الناس, رجل كان أو امرأه, ليس غرور ولكن وجهة نظر أن تحكم على العالم قبل الشروع فالعلاقات, فهناك من يستحق وهناك من لا يستحق, وفي حياتها أولويات تجبرها على تلك الحدود لنظرتها البعيدة والمستقبلية والتي ربما تكون سديدة وبحكم التجارب التي رأتها وسمعت عنها تولدت لديها القناعة بأن لا شئ يستحق العناء إلا بقسمه من الله سبحانه وحتى لو طال الانتظار,,,!!

خرجت..

ذات يوم إلى السوق, وعند انتهائها مرت على كافيه مفتوح لتستريح وتشرب بعض العصائر الباردة, وبالصدفة تقابلت مع احدى صديقاتها وجلست معها تتحادث عن بعض الأمور, في تلك الآونة كانت تشعر بأن هناك عين بين الأعين الأخرى ترقبها بتمعن مما لفت انتباهها, ولم تستطيع حينها بأن تأخذ راحتها بالحديث مع صديقتها, وماهي سواء دقائق ورحلت هي من المكان.

خرجت..

في يوم أخر إلى السوق مع شقيقاتها, وجلست في نفس الكافية المفتوح, وكانت نفس العين ترقبها, فاختبأت بدورها خلف شقائقها في حين أن تلك العين كانت تختبئ خلف الجريدة, ولم تكن تصدق بأن تلك العين تتقصد مراقبتها بل هي تعتقد بأنها مجرد صدف, وربما لم تكن تنظر إليها بل إلى الجميع وبأنها مجرد أوهام لا غير..

خرجت..

إلى نفس الكافية بعد فترات متباعدة لتطلب الإفطار وترحل به, وعليها ان تنتظر على المقاعد حتى ينتهي الطلب, وخلال تلك اللحظة كانت ترفع رأسها لترى ذلك الشخص يهم بالقدوم إلى الكافية وعند دخوله مر بجانب مقعدها وتمتم ببعض الكلمات لم تفهمها, وماهي ثواني حتى جاءت أختها فحمدت الله على حضورها المفاجئ, وجلست معها لتناول الإفطار, في حين أنه اختار مكان يجلس فيه ليكمل المشوار..

خرجت..

إلى سوق الخضار, تجر في يدها السلة, وقد انتهت من بعض الأغراض , وهي في طريقها إلى مكان أخر استوقفها خيال شعرت بأنه هو من يقف أمامها, فرفعت رأسها واذا بنفس الشخص يقف وينظر إليها دون حراك وأمام الجميع دون أي حياء من موقفه, وما كان منها إلا أن تتفاجأ بتصرفه واستنكارها له, فأبعدت السلة ورحلت من أمامه باستغراب شديد وتساؤل أيعني بأن هذا الشخص يقصدني , نعم انه يقصدني, فبرغم براءة وجهه إلا أن تصرفاته جريئة بعض الشئ, والى متى..!!

خرجت..

بعد انقطاع طويل دام عدة اشهر, إلى نفس السوق, ولتستريح ذهبت إلى نفس الكافية وماهي إلا دقائق حتى حضر ذلك الشخص, فتفاجأت به كالعادة ولكن بشئ مختلف بجانب استنكارها لتصرفاته إلا إنها بدأت تتساءل هل هو يتعقبني,!!, هل يعلم بموعد قدومي إلى هنا أم هي الصدف, والغريب ان هناك شخص أخر يعتاد الجلوس فالكافية ,,يكون صديق له ,,فعندما يكون هذا موجود فيكون ذلك الشخص فالطريق إلى هنا وكأنه يخبره بموعد قدومها إلى الكافية, رحلت إلى البيت وهي تستفسر مالذي يجري أيكون هذا تعقب حقيقي أم هو مجرد وهم, ولم تكون هي المرة الأولى أو الثاني أو الثالثة بل هناك الكثير الكثير منها حتى اصبح لديها تعود بجوده في هذا الكافية وكأنه جزء منه, والغريب عند دخولها الكافية والمكان مكتظ بالرجال فهي تلمح علامات التجهم في وجهه وكأنه يقول لها أرحلي من هنا, وهي ترحل بالفعل ليس لأجله بل لأن المكان كان مزدحم بالرجال بالفعل, وعندما تمر بالصدفة وتراه مع أصحابه فتشعر بأنهم جميعاً يلتفتون إليها وكأنهم يعلمون بأمره,, وضع غريب حقيقه..

خرجت..

لديها دفع بعض الفواتير على جهاز الدفع الألي, وكانت بانتظار انتهاء البعض من استخدام الجهاز, وهي في الانتظار تفاجأت بحضوره قادم من بعيد, ومر بجانبها وابتعد وماهي إلا دقائق حتى عاد, كانت في معظم الأحيان تستنكر وتستفز من تصرفاته ولكن لحيائها  من بعض الرجال الذين كانوا يقفون بجانبها, كانت تشعر بالأمان بوجوده يحوم حولها, لم يحاول أن يكلمها أو يكون بقربها وكأنه يعلم ماهي حدوده, ولكنه بقى بعيداً جداً وهذا ما جعلها تشعر بالأمان اتجاهه, لم تحمل له المشاعر أو العاطفة قط لأنها لا تعلم من هو وماهو المستقبل, ولكن هو مجرد استغراب لتصرفاته العجيبة وتواجده الدائم بين الناس.

خرجت..

في يوم ممطر وبارد إلى البحر, وقفت أمام الشاطئ تنظر إلى الجميع فهناك الأطفال, والنساء, والرجال, والكل سعيد بتلك الأجواء الممتعة الخيالية, اقتربت مركبه وتوقفت بين المركبات ونزل منها أطفال, عادت ببصرها إلى البحر لتكمل المشاهدة ولحظات فلتفتت إلى يمينها واذا برجل يرتدي الملابس الرياضية الأحمر والأسود ويحمل طفل وبعدها انزله على الأرض وهو يجلس فالتَفَتَ إليها ينظر دون ادنى استغراب بوجودها على البحر فانصدمت هي وقالت في نفسها هو نعم هو, لم ينظر إلى باستغراب وكأنه يعلم بوجودي هنا, من أخبره بأنني هنا ولو حتى تعقبني فكيف سيعلم أين اسكن أو أين سأذهب, اسأله محيره فعلاً, وكانه يخبرها بأنه قريب أو يسكن بالقرب منها, وماهي دقائق إلا ورحل تاركاً خلفه ملايين الاستفسارات.

لحظات ضعف غريبه..

ذات يوم كانت هي مغمومة بشده وذلك لفقد عزيز, فقد اعتزلت العالم لفترة من الزمن وفي أول يوم خروج لها من البيت لشراء حوائج البيت كانت بحاجه ماسه لمن يواسيها وهي في تلك المحنه, وأثناء مرورها على الكافية المفتوح كانت تبحث عن وجهه هو بين الوجوه, وكأنها تبحث عن الأمان, عن من يواسيها ويهتم لأمرها, مشاعر غريبه كانت تنتابها وكأنها تائهة بين شجونها وخوفها ودموعها, ولكنها ولأول مره لم تجده أمامها كالمعتاد, هنا كان تدخل القدر فلربما تلك اللحظات كانت بداية الطريق الخاطئ والمتاهات التي لا نهاية لها.

خرجت..

إلى مركز تجاري فُتح منذ شهور للتسوق بحكم قربه من محل إقامتها واعتادت الذهاب إليه في حين أن الكافية القديم لم تعد تدخل إليه البته, والموقع الجديد يحمل بين طياته الكافيهات والمطاعم والسينما وغيرها ومنها الأجهزة الإلكترونية التي جاءت لأجلها وهي تمر بجانب احدى الكافيهات المفتوحة التمحت عين ترقبها كالسابق وبعد انقطاع طويل, فكان بالتأكيد هو, هناك الكثير من الأبصار تنظر إليها ولكن بطلة قصتنا تلك الأعين الهادئة الجريئة والتي لا تمل من المطاردة أبداً مع الكثير من علامات الاستفهام, ذهبت هي إلى محل الإلكترونيات تستفسر عن منتج فقاطعها خيال يترقبها من بعيد ويخطوا بخطوات بطيئة اربكها عن الحديث مع البائع, واقترب اكثر فأكثر إلى المحل ولكنها توترت فحملت مشترياتها ومشت في شكل مستقيم دون ان تلتفت حتى وصلت إلى باب الخروج, كانت أول محاولاته!! ربما للحديث معها أم لحمايتها أم ماذا بالضبط وتلك كانت تساؤلاتها بعد رحيلها من المركز التجاري.

استمر هذا التعقب..

 المتكرر عامين أو ثلاثة أو أكثر , وفي يوم كانت تجلس مع صديقاتها, يتابعن السوشيل ميديا, ومن بين صور بعض الحسابات وقعت عينيها على حسابه الخاص بالصدفة, اتسعت حدقة عيناها من هول الصدمة فهذا الشخص لم يسبب لها سواء الصدمات والمفاجآت الغريبة, لم تخبر صديقاتها, فقط أخذت اسم الحساب ووضعته في هاتفها دون إضافة, لتعرف فقط من هذا الرجل الذي يتعقبها طول تلك الفترة, جلست جلسه معتدلة بعيده عن الكل تنتظر المفاجأة القادمة بابتسامه لا معنى لها سواء سؤال,, من تكون! من تكون!, يا صاحب الظل الطويل, المهم, دخلت الحساب, نظرت إلى ملامح وجهة وبتمعن أكثر فهي لم تكن تستطع رؤيته, كان وسيم بعض الشئ, ولكن عيناه غريبتان لا تستطيع النظر إليهما فهن غائرات,, ومن خلال البحث والتنقيب عرفت الاسم أولاً ومن هي العائلة الكريمة,  وثانياً متزوج ولديه أبناء, وثالثا وأخيراً وهي الغريبة بعض الشي والتي تفسر بعض الأشياء بأنه يقطن في نفس المنطقة, أي أنه يتعقب خروجها من البيت, أيعقل ذلك, والسؤال المهم الأن.. ماذا يريد إذا كانت لديه حياته الخاصة!!.

خرجت..

وهي تعلم بأنها بالتأكيد سوف تراه, ولكن بنظره أخرى, هي نظرة المتزوج ولديه عائله, مرت بجانب الكافية وصعدت للأعلى بالسلالم وكان يمشي بالخلف منها, وأدخلته في متاهات, فكان يبحث عنها هنا وهناك ولم يكن يعلم بأنها خلفه تنظر إليه بنظرة الشفقة والاستغراب وهي تقول بداخلها, لقد عرفت كل شي عنكَ للأسف فماذا تريد مني, لم تشعر بعاطفه نحوه أبداً لا قبل ولا بعد, لأنها تجهله تماماً وتجهل مبتغاه الحقيقي, وباتت مستنكره اكثر غرابة تصرفه, نعم ماذا يريد!! ذات يوم وهي تتابع السوشيل ميديا, كانت تنظر إلى المتابعين وإعجاباتهم للصور ومن خلال برنامج الانستقرام ومن بين الناس كانت الصدمة الأخيرة إعجابات منه, كيف حصل على حسابها أم أنه كان يعرفها شخصياً وكان يبحث عنها, ولم يضيفها وأختفى بعدها فالسوشيل فقط,,,

أما الصدمة التي سببتها هي له, عندما خرجت ذات يوم برفقة أبن أختها وكانت تنزل السلم حتى وصلت الكافية وهو كان يجلس هناك ومعه أطفاله وينظر إليها باستغراب وتجهم وبوجه عبوس وخاصه عندما وضعت يدها في يد أبن أختها وهي تبتسم, حينها استنكر فعلتها متسأل من ذلك الشخص الذي معها وممسك بذراعها, ولم يهتم هو بأنه كان يجلس مع أطفاله لأول مره أمامها, هكذا هم الرجال يعشقون الوصول إلى المستحيل دون احترام حياتهم الخاصة, ومنذ ذلك اليوم تغير أسلوبه ولم يعد يمشي خلف خطواتها ولكنه اكتفى بنظراته كما كان فالسابق وكأنه تصور بأنها لغيره وهذا هو الحال الأفضل لكليهما.

لم يعد يهمها كما كانت فالسابق وأكثر, فهي تراه حتى الأن بغموض كامل, ومازال هو يتعقبها بهدوء متكامل, هنا تأتي النهاية....... the end  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق