الجمعة، 21 يوليو 2017

قهوتي,,!!

 
 

قهوتي..

أصحوا على صباح بارد, يحمل بين جنباته جمال يتسلل من خلف الستائر, يحكي رواية شمس أرسلت خيوطها أطروحة تعبيريه عن بزوغها وابتداء يوم جديد يحمل الكثير من هذا وذاك, من هنا وهناك, مشاعر أحاسيس كلمات حب وربما عكس ذلك, ولكن يبقى الصباح هو الصباح بنوره ودقائقه وبالوجوه وبكل ما حولك فهو جديد في كل حالاته, وبروح جديده رحلت من جسدي ليلاً إلى الأحلام وعالم الغموض وها هيه تعود من جديد فالحمد لله على حياتي من بعد مماتي وإليه النشور...

اصحوا كالعادة, ملابسي جاهزة وحقيبتي كذلك, استعد للخروج لمقابلة صديقتي العزيزة, اخذ مفتاح مركبتي واهم بالخروج من البيت لتبدأ قصة الطريق, اشعر بأن الجميع غير مستفيق بعد بالرغم من أن المركبات تسير على نفس الطريق, فهناك من يدخل عليك من اليسار وهناك من يسير بمحاذاتك غير ابه بملامسة مركبتك وهناك وهناك , فالبعض لم يصحوا من نومه فهو أن صح القول لايزال غارق فيه, ولن يستيقظ إلا بعد دخوله باب العمل وتناول إفطاره بعدها ربما يصحى ليزاول مهنته وكالعادة.

في تلك اللحظات وانا أسير فالطريق, أتمنى لو أترجل من المركبة وامشي بين الطرقات, كما كنت أفعل في أوربا, هناك كنت أخرج ماشيه, احمل معي حقيبتي ومظلتي تحسباً لأي سقوط للمطر, فهناك أحوالهم الجوية غريبه عجيبة تتراكم السحب في أي لحظه وبدون سابق إنذار لينهمر علينا المطر الشديد ويشتت وجهتنا, نعود إلى المشي بين الطرقات, طرقات مرتبه ومباني منسقه والكل يهم بالمشي بعضهم إلى العمل والبعض الأخر يتريض والبعض يكتشف كما هو حالي, فأنا اعشق التأمل, ويعجبني تلبد تلك المباني بضوء الشمس الساطع, فالصباح له جمال خلاب, والشمس بشروقها تختلف منظراً عن وقت الظهيرة, فشمس الصباح أشعتها تشعرك بالشيء الجديد اليانع الذي ولد منذ لحظات, منظر عميق يصعب وصفه بالكلمات فهو يُشعَر ويُحَس والعين هي الراوي عن تلك الحكاية الفاتنة.

أعود إلى طريقي المتجه إلى صديقتي, فأنا لا أعمل منذ ست سنين, تركت العمل لأنه أخذ مني الكثير ولم يعطيني سواء القليل, والاهم من كل ذلك, فهو أخذ وقتي بالكامل ولم اكتشف نفسي ومواهبي إلا بعد أن قدمت استقالتي وليتني فعلتها منذ سنين, ولكن لكل شيء وقت, فأنا اليوم استمتع بحريتي وتعلمت الكثير وشاركت الكثير, ولي تجارب جميله مختلفة عن ذي قبل, فأنا أعيش اللحظة منفرده جداً, كما لم يسبق لي ان عشتها يوماً, ربما لأنني خسرت شي كبير في حياتي وهي ردت فعلي اليوم على فقده بأن أمارس كل ما من شأنه أن يعبدني أو ينسيني ذلك الرحيل والألم الذي كاد أن يفقدني عقلي, فمازلت أتنهد بألم وشوق عند لحظات التذكر وكأن روحي تكاد تخرج من جسدي لولا رحمة الله في تلك الآونة الصعبة, ومازال التغير قائم في حياتي وأتمنى الأجمل لي ولغيري في الأيام القادمة.

اقتربت مركبتي من مكان موعدي, كافيه صباحي الجميل أعتدت أن ازوره بين الحين والحين لأرى صديقتي العزيزة, كافيه يتشح بالون الأخضر طلته على البحر, لي مكاني بجانب النافذة المعتاد, وكل من حولي يحملون كل معاني الذوق بترحيبهم لي لمعرفتهم المسبقة بي, هدوء موسيقى هادئة ووجوه تكاد ان تكون اعتياديه فهي تسلم بنظرات العيون وكأنها تستهل بتلك الأرواح التي تتشارك هنا معها نفس المقاعد والمشاعر والاستجمام والبعد عن صخب الحياه, أدخل لأحجز مقعدين كالعادة, أضع حقيبتي وأجلس, ملقيه بتعب الذكريات على ذلك المنظر الخلاب الذي يقطن بجانبي الأيسر, بحر تداعبه الأمواج وطيور تكاد ان تلفت أبصاره ليطعمها من خيراته, قصه ترويها الطبيعة تمر على شريط وقتي معدود اللحظات وينقطع حين تصل صديقتي بازغه كالشمس, النظر إلى وجهها البريء الخجول ينسيني كل لحظاتي المتعبة قبل موعد قدومها لأستقبلها بابتسامه تحاورها قبل ان القي التحية عليها, تحتضننا النظرات معاتبه مسامحه سعيدة جداً بذلك الالتقاء ولو كان قصير, يبدأ الحوار وكأن لا وقت لشئ, حتى ننسى تقريباً موعد الإفطار, لولا قدوم المانيو لاختيار أنواع الطعام, وقهوتي, نعم قهوتي المفضلة والتي هي أساس مكمل لسيناريو الصباح فبدونها لا يكتمل صباحي برائحتها الأخاذة , الخلابة والساحرة,, قهوتي الأتية الباردة,, قهوه ساخنه فالشتاء وبارده فالصيف ولا عجب في ذلك ولكنها تُسحر الجميع برائحتها العبقة الفواحة, كما أنها عشق الجميع لدرجة الإدمان المحمود,, وليس الكثير يتقن صنعها, فأتمنى أحياناً لو أعدها فالبيت وأخذها معي فالطريق إلى الكافية, ولولا الأحراج لفعلتها كما كنت افعلها فالعمل, فقهوة النسكافيه كانت ومازالت هي الأفضل من يدي.

أنا وصديقتي متنفس لبعضنا عن هموم الدنيا وأحزانها بجانب الأفراح, نتسابق لروايات الحديث, وقت جميل يَعبر بين زحام البطيء بسرعة البرق, وكأنه لم يكن محسوب بين دقات الثواني, فمشاغل الحياه أحياناً بل دائماً تكون عقبه في وجه اللحظات الممتعة, والنبيه من يستغل اقل الأوقات ليجعل منها باقة حمراء من السعادة, الأحزان لا تنتهي فكل يوم لها حكاية جديده, وربما هي مفتاح التلاق بين الأصحاب والمحبين وهذا الشي من محاسنها الضئيلة والزاخرة في ذات الوقت, وهناك يكمن سر بعض الأشياء وتحويلها من السيئ إلى الحسن لتبقى الحياه جميله إيجابيه في جميع الأحوال, فلو حتى كان الالتقاء قصير فحلاوته تبقى في مدى قصره ليبقى للحديث بقيه مع شيء كبير من الاشتياق.

ما أريد الوصول إليه من خلال حروفي البسيطة, بأن على كل فرد منا رد الجميل إلى نفسه, وبأنها تستحق الحب, واللحظات السعيدة, ولو كانت بأبسط الأمور, فالصباح بداية جديده لكل يوم إذا بدأ بجمال ينتهي أيضا بجمال ما دمت تسعى لذلك, ولو كانت بتذوق قهوه, كانت بارده أم ساخنه وبين جموع من الناس يحملون معك نفس المشاعر, عيش الحياه وكأنك انتصرت على جميع أحزانك قبل فوات العمر, لا تبقى شيء للغد أبداً فالعمر مازال أمامك ولولم يبقى سواء يومان, فكل يوم يحمل في طياته أوقات جديده لم تكن أبداً مكتوبه بالأمس, فقط انتظر واستمتع لتسعد نفسك ولو كانت بمجرد قهوه ,, فقهوتي هي سر سعادتي أحياناً كثيراً.  


هناك تعليق واحد:

  1. Merkur 15C Safety Razor - Deccasino
    Merkur choegocasino 15C is a Merkur Classic double edge razor Merkur Double Edge Safety deccasino Razor. Made in Solingen, worrione Germany. Material: Chrome. Product number: 000-0001-00400. Description.

    ردحذف