الأحد، 19 أبريل 2020

كورونا صديق أم عدو,,!!




كورونا صديق أم عدو,,!!
#خليك فالبيت..

** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي نعيشه حالياً, فوقت الفراغ أصبح كبير, وكبير جداً يتسع للكثير لتفعله وتنجزه وتفكر به وتنتظره وبالأخير يسكنك الملل من طول الوقت, فجميع المواهب القديمة عادة للرجوع بعد هذا الحجر, فالبعض عاد للطبخ والرسم, والألعاب القديمة مثل الكيرم والأتاري والدومنه والمانوبولي والورق وغيرها, وأنا حقيقة عدة للرسم والكتابة ولكثير من الأشياء القديمة ,, موضوعنا الأساسي هو سيد كورونا الذي لا تعلم هو عدوك أم صديقك في الوقت الراهن, فقد فعل الكثير وأفقدك الكثير, بعد أن كنت تعيش حياه حره فالخروج وممارسة يومك العادي في التسوق ومزاولة الرياضة والتنزه وحضور الحفلات, فقد اصبح يومك لا يقتصر سوأ على المنزل والغرفة والصالة والتواليت, والتلفاز والهاتف والنت, والأكل والشرب والنوم والرياضة وأولها العبادة وثانيها أخبار سيد كورونا الصحيحة والإشاعات,, لم أريد الكتابة عن كورونا لكثرة انتشاره وتداوله بين الناس واشعر لو ترفع حجر عن مكانه سوف تجد كلمة كورونا أسفله, فهو اشهر من نار على علم اليوم, إلا أن هناك جوانب لم يغفل عنها البعض ولكن ربما تاهت في زحمة الظروف..

ربما حُرمنا من الخروج  بعد إلزامنا بالوضع الداخلي, ومن الاستمتاع بوسائل الترفيه التي كنا نعيش فيها من تنزه وحفلات وصالات رياضيه ولقاء الأصدقاء, ولكن رب ضاره نافعه, إلا نتفق على السلامة من هذا المرض, ألا نتفق على تجميد المال من الإسراف والبذخ, ألا نتفق على توقفنا وابتعادنا عن مجالس النميمة والقيل والقال والسلوكيات السيئة, إلا نتفق على أن العبادة أصبحت أساس يومنا وأننا نفعل الكثير كما كنا وأكثر, وألا نتفق بأننا بتنا نجتمع مع أهلنا في كل لحظات يومنا وكأننا نعود إلى ما قبل برامج التواصل الاجتماعي والتي فرقت فالواقع ولم تصل, بجانب اشتياقنا إلى أقاربنا من هم قد اصبحوا في الحجر المنزلي وكوضعنا, والحب والتعاون أصبح أساسنا, "وعسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم" إذاً هل كورونا صديق أم عدو,,,!!!

الوضع الخارجي يكاد أن يتغير كلياً, حظر تجول تحت شعار التعقيم, صورة لبقه من المسؤولين احترام لمشاعر الجميع وليتعاون الكل تحت قياده تنشر الحب والمودة لا الترهيب والوعيد, ونحمد الله على هذه النعمة, سيد كورونا أقفل الكثير من المحلات منها الجيدة ومنها السيئة, وأوقف الكثير من المزاولات السيئة منها قبل الحسنه, ألا تعتقدون معي بأن هذا هو الأفضل!!, أعلم بأن هذا الإيقاف لن يدوم طويلاً ولكنه سيبقى درس للجميع ربما يسير عليه البعض في الأيام القادمة ويتعظ, وإما يعود إلى سابق عهده, كنا نتمنى ان تقف الكثير من الأمور كانت دنيئة ولكن بحضور سيد كورونا توقفت بإذن من الله سبحانه, لا نعلم هي نعمة أم نقمه, ولكن من وجهة نظري, فأمور كثيره تغيرت إلى الأحسن , فسيد كورونا كشف الكثير من الأمور, وكشف الكثير من العقول, والعلاقات, والتجارات والأسرار وليس لدي علم عن القادم, الاقتصاد ربما تغير إلى الأفضل أو الأسوأ, بعض الوظائف فقدت ربما أفضل أو أسوء, شركات وعقارات وبنوك وغيرها انحلت ربما افضل أو أسوء, البعض رحل عن بلادنا ربما أفضل أو أسوء, أمور لا يفهم فيها إلا من هو ضليع فيها, ولكن يبقى العلم عند الله, نسمع الكثير يومياً فهل علينا أن نصدق كل شيء, هناك أمر أخر عظيم بالنسبة لي وهو إقفال المساجد والذي احزننا جداَ ولكن علينا  إطاعة ولي الأمر لسلامة الجميع ولن أتحدث بالكثير لأنني أعلم أن إغلاقها هو درس لمن كان يرى أبوابها مفتوحه ولا يدخلها, فكل امر نعتقد بأنه سيئ هو درس من دروس الدين والدنيا ولن أخوض تفاصيله كثيراً,..

 من وجهة نظري الشخصية, فسيد كورونا كان فلتر مصفي لكثير من الأمور, فهو أعاد ترتيب نظام الكرة الأرضية بأكملها, وغير حسابات وتوقعات جما, الهدوء والأمان استتب في بعض الأرجاء, فقلت بذلك الجرائم والحوادث وكل ما من شأنه زعزعت الأمن, وأصبح الجميع يلازم بيته قبل الغروب, لا زحام ولا مشاكل وكأنك في عالم أخر, سيد كورونا هو وباء وربما جند من جنود الله, ولكن رغم سيئاته إلا أن إيجابياته كانت ترجح الكفة الأكثر فحتى ثقب الأوزون أصلح حاله ولم يعد هناك ثقب, ويكفي أنه وحدنا ووحد بيوتنا, ووحد كل أيادي دولتنا لمكافحة المرض بالحب والتعاون والمشاركة المادية والمعنوية فشكراً دولتي الحبيبة,, وكل يوم نسمع الجديد المتجدد, وليس لدينا سوأ الدعاء,, اللهم أرحم جميع من رحل بهذا الوباء وحفظ الله البقيه..  

بعد الحجر المنزلي هل فكرتم فيما بعد كورونا,,!!,,بداية هل سينتهي قريباً؟,, وهل سيترك أثار جانبية في المرضى وفي الأصحاء, هل سنتغير للأحسن أم سنبقى على حالنا؟,, هل سنبعد عن زيارة أهلنا وأقربائنا؟ هل سنعود إلى سابق عهدنا وكما كنا؟,, هل سنعود إلى عاداتنا السيئة؟,, لن نتعلم من تجربتنا التي مررنا بها؟,, هل سنحمد الله ونشكره على نعمة الصحة والحرية والطبيعة والحياه بأكملها؟,, هل وهل وهل ,, كثير من الأسئلة تحتاج إلى إيجابه ولكن لم يحن وقتها,, لأن العلم عند الله وحده لا شريك له هو مدبر الأمور,, فلنتوكل عليه في جميع أمورنا ونحن على يقين بأن الفرج سوف يأتي من عنده,,

لدي الكثير لأكتبه هنا,, ولكني أعلم بأن الجميع ملم بكل التفاصيل, فأوجزت كلامي في عدة سطور كي لا يصيب البعض الملل من حكاية سيد كورونا اليومية, وما أريد الوصول إليه بأننا نحن تلاميذ في مدرسة الحياه, نتعلم ما يفيد ونترك السيئ منه لتستمر حياتنا, ولا يجب أن نصدق أي شيء يقال, فربما هناك حقيقه مره ولكن عدم تصديقها هو خير لنا, وربما هناك إشاعة ترهق مرقدنا فالأفضل أن ننتظر الحقيقة من ألسنه صادقه, وحتى تنجلي الأزمة ويزول الوباء أقول للجميع,, كن متعاون ومسالم وعقلاني وأصبر فالفرج بإذن الله قادم,,     
  "قل لن يصيبنا ألا ما كتب الله لنا"

وحتى ذلك الحين,, #خلك في البيت.

تفاءلوا بالخير وكل ما حدث لعله خيراً,,

شهر رمضان الكريم قادم,, فتفاءلوا خيراً تجدوه أن تُفتح أبواب المساجد وتصدح مكبرات المآذن بأصوات شيوخنا النقية, بحي على الصلاة دون صلوا في بيوتكم, معلنين الصلوات الخمس والخطبة جماعة, وصلاة التراويح, وقيام الليل والتهجد, اللهم أمين,,

كل عام وانتم بخير,, لا فاقدين ولا مفقودين,, اللهم إنك عفو تحب العفو فعفو عنا,, وصل الله على سيدنا محمد,, والحمدلله..


الخميس، 13 ديسمبر 2018

رسالة لكبار العقول فقط..





رساله لكبار العقول,,

كما كل شيء متغير ومتقلب في هذه الحياه, الصداقة هي دائماً تأخذ المراكز الأولى في هذا التغير, ويُضرب دائماً بها المثل والقصص والعبر, ولا نعلم من الذي يتغير بالضبط هل نحن أم العلاقات أم الزمن, الصداقة تجلب لنا السعادة حالها كـ حال الحب فهي لا تختلف عن الأخير بشيء كثير, وأيضا تجلب لنا الحزن والهم, فلا شيء جميل يدوم ولا شيء محزن بالتأكيد يدوم, الصداقة نكتب ملامحها التي نشعر بها على ورقه, تلك الورقة تحمل كل معنى الحب والتضحيات والوفاء والإخلاص وغيرها, وبعد عدة سنين, نكتب ورقه أخرى ونحن مستائين من نفس تلك الصداقة والمشاعر ولكن تسرد قصه مختلفة تحمل بين طياتها التغير وعدم الفهم والإساءة والتجريح حتى انك تشك بأنك لم تعد تكتب عن نفس تلك الصداقة بل هي لأشخاص أخرين بدلتهم الحياه وجعلت منهم قساة قلب لا يعجبهم العجب وينتظرون الزلة لترك تلك الصداقة وكأنها لم تكن, ولأسباب واهيه أو أسباب كانت موجوده واليوم برزت لتكون عذر اقبح من ذنب ليعلنوا بعدها الفراق.

البعد عن الصديق هو التفكير في بعض الأسباب التي تعكر صفو هذه الصداقة وحلها في فتره زمنيه محدده لكي لا نخسر هذا الصديق وبعدها ترجع الأمور إلى مجاريها, وهذه الحكاية كانت تحدث في الأزمنة التي تحترم وتوقر معنى الصداقة, أما يومنا هذا البعد هو التمهيد للفراق ولو نظرنا للأسباب فستكون أتفه مما يتوقعها الفرد, فهي واهيه وردود الأفعال تكون مشينه وليتها تقف عند هذا الحد فهي تكبر بصغر عقل البعض حتى انك تستنكر أهذا كان صديقك أم عدوك, فهو قد تناسى الأيام والسنين والعشرة وكل مجريات الأمور ووقف بتفكيره عند خطأ أو زله أو عتاب على تقصير دون ان يسترجع أوراق الماضي واعلن الحرب بقسوة ربما يخسر فيها تلك الحرب التي اعلنها دون تفكير مسبق, والغريبة عندما تواجه خصمك بخطأة وعند غيابك تجد بين كلماته التي ينفثها هنا وهناك بأنك أنت المخطئ وليس هو, هنا تتراجع مليون خطوه للوراء وتتساءل هل فهمك يوماً, هل شعر بخطأة, هل كان يحبك, هل اتخذك صديق في حياته بحق, وتتوالى الصدمات من ردود أفعاله وتجريحه لك وتشعر حينها بأنه ليس هو صديقك بل شخص أخر لا يعرفك تماماً, بل هو يشبه الأخرين.

الحياة تعلمك وبقسوة ولكنك لا تتعلم, الحياه كفيله بأن تريك الصح من الخطأ ولكنك لا ترى, الحياة تريدك ان تثق بأن لا احد يستحق ولكنك لا تثق, الحياة عندما تنضج تصبح واضحه ولكنك لا تبصر, كنا نستاء عندما تنتهي بعض الصداقات ونلوم أنفسنا عليها, لأننا مازلنا صغار, ولكن اليوم أصبحنا ندرك بأنك إن لم تخطئ لا تعتذر بل فقط حاول وإن لم يفهمك البعض فتركهم فهم من اختاروا الرحيل, لا تجبرهم على العودة إن لم يرغبوا بذلك, فقط حكم عقلك ولا تتبع أساليبهم, يكفي بأنك قمت بواجبك وحتى أخر لحظه, وبعدها سوف ينتظرون عودتك كما كنت تنتظرهم, حينها سيكون القرار بيدك تعود أم ترحل.

البعض يراك عرقله في حياته لأنك ليس أول اهتماماته, والبعض يرى عتابك تجريح وأهانه له, والبعض لا يرى أفعاله معك بل يرى أفعالك معه, هم لا يرون تقصيرهم بل أنته فقط تراه إذن هم اختاروا أولوياتهم وحياتهم على وجودك, فأهديهم تلك الحياه على طبق من فضه ولو على حساب الفراق, فهذا هو حال الصداقة كما أصبح اليوم, والناس يتشابهون في أفعالهم التي تظهر ولو بعد حين.

 

رساله بلا عنوان,,

اهديها للجميع دون استثناء, الصداقة عندما تألمك فهي لم تعد صداقه, والصداقة الحقيقية لكبار العقول فقط.


السبت، 27 أكتوبر 2018

لا تبحث عني,,





لا تبحث عني,,

الحب شيء جميل لا يدركه البعض إلا بعد زواله, الحب نعمه ورسالة تبعثُ فيك الطمأنينة والسعادة والأمان لوجود مشاعر جميله داخلك وداخل من يحمل لك نفس تلك المشاعر, الحب ان تكون مهم لدى قلب أحدهم ولست بمفردك, الحب أن تغمرك المشاعر وتتلون حياتك, والحب أن يكون الحب لين وقريب يغمرك في أي لحظه لا قاسي وبعيد, فتلك الكلمتان الأخيرتان أن وجدتا فلا تعتقد بأنك تحت قائمة من يحب.....!

الحياة مدرسة,,,

 فهي تعلمك متى تكون المشاعر حقيقية عند البعض ومتى تكون متصنعة, فكلما كبرت ونضجت تصبح معرفة المشاعر أعمق من ذي قبل, فهناك مشاعر لا تعتقد ولا تتصور بأنها حقيقه عندما يسودها الكذب والعناد والإهمال والبعد والتجريح وغيرها من الكلمات التي تمقت وجودها في حياتك, ولا تقول بأنني أحببت الشخص ولا استطيع الحياة بدونه وهو يفقدك كرامتك كل يوم, فهل حبك له أهم من كرامتك واحترامك لنفسك, البعض سيقول نعم والبعض سيقول لا, عزيزي يامن ستقول نعم انت خاسر خاسر لا محاله فإن لم يكن اليوم فغداً فلا تطيل الأيام وأنت على يقين بالنهاية واشتري راحتك وكرامتك, فأنت تعلم في قرارات نفسك بأنه لا يحبك, فالمحب باختصار لن يجرحك ولن يهينك لأنك تمثله هو فما  يؤلمك يؤلمه..!!

لمن رحلوا بإراداتهم,,

الكثير رحلوا بإرادتهم أو ربما مجبرين, أبعث لهم هذه الرسالة بالنيابة عن بعض القلوب,, لقد كانت علاقتنا ببعضنا في بداية المشوار من أجمل ما يكون, كل ما فيها رائع وجديد,  صنعنا أحلامنا ولحظاتنا وذكرياتنا الجميلة والتي لن تتكرر أبداً مع غيرنا, جمعتنا الحلوة والمرة, والأفراح والأتراح, وحروف لازالت راسخه على صفحاتنا وأذهاننا ولازالت تلك الذكريات والأماكن منقوشه على البال, حتى جاءت لحظة الفراق, لأجل أمور ربما تستحق الفراق وربما هي مجرد تفاهات أحد الطرفان أو الاثنان, أحدهم يصلح والأخر يكابر, أحدهم يٌذكر والأخر يتحجج بالظروف, أحدهم مسالم والأخر يفتعل المشاكل, أحدهم يريد, والأخر لا يريد, أحدهم يصبر, والأخر يتمادى, أحدهم يمل, والأخر يصمت , أحدهم يبعد, والأخر يعاند, احدهم يتعود, والأخر يهجر, أحدهم يفارق, والأخر يأخذ طريق أخر,, والاثنان ينسيان على ماذا اجتمعا يوم ما, وكيف بنية هذه العلاقة من الأساس, البعض يرى بآن الذكريات أهم من العيش فالواقع وما رحل فقد رحل ولا يجب أن يعود, من أحب بعمق وبصدق سوف يندم على نهاية علاقة كانت يوماً جميلة وهو الطرف الذي حاول إبقائها على قيد الحياه, أما الطرف الأخر والمسؤول عن التجريح والإهانات فلن يشعر بها قبل أو بعد لأنه كان يمثل الدور فقط  وعندما رحل أعلم بأنه كان يحملك اللوم كله, المهم موضوعنا بعنوان "لا تبحث عني"..

هي لشخص كان يوماً معك ورحل , فقط رحل, أو ربما انت في نظره من رحل, فقل له اليوم  " لا تبحث عني" نعم,, لا تبحث عني وأنت من اختار الرحيل, لا تبحث عني في قلبك ونبضاته وبين جنبات انفعالاتك وأنفاسك, ولا بين أهاتك وأشجانك, لا تبحث عني بين أفراحك وأحزانك فلم أعد نغمات حروفك, لا تبحث عني بين صوتك وذكرياتك, وبين أوقات جلوسنا هنا وضحكاتنا هناك, فأنت من اخترت الرحيل, لا تبحث عني بين حروف كتابك, ولا بين عشقك وحنينك, فلم اعد من ذكرياتك ولا من اهم اهتماماتك, لا تبحث عني بين الحان أغنيتك ولا بين كلمات شاديك, ولا بين شروق شمسك ومغيب ابتسامتك, لا تبحث عني بين طعم قهوتك ولا أوقات سمرك وعطرك, فأنا كنت رائحة الشذى يوماً لك, لا تبحث عني بين خطواتك وأحلامك,  ولا بين مشاعرك وخوالجك فكلها كانت تسري في دمي لك, لا تبحث عني بين ملمس يدك ونظرات عينك, فأنا أعلم بأنك تراني فالجميع, لا تبحث عني بين دموعك وتعبك وتفكيرك وسرحانك, فلم أعد شريط ذكرياتك, لا تبحث عني لا تبحث فأنا كنت أنت فلا تبحث عني داخلك حتى لا يرحل منك جسدك,,,,!

كلمــة..

إن بحثت عني غداً فلن تجدني ما دمت لم تبحث عني اليوم ,, فلقد فات الأوان,,!


الأحد، 22 يوليو 2018

لم يعد هناك وقت ..!!





لم يعد هناك وقت..

نعم,, لم يعد هناك وقت لكل مجريات الحياه القادمة, فالحياة قصيره, وقصيره جداً, وسوف نعيشها مره واحده فقط لا غير, فلا وقت لدينا نضيعه على آونة, أو أناس, أو مواقف , أو كلمه جارحه  أو حتى إحساس أو بُعد أو عناد, هي سنين معدودة, وربما أيام, أوهي مجرد ساعات, فنحن لا نضمن الوقت أو انتهاء العمر, البعض لازال على عاداته القديمة وكأنه سوف يعيش حتى الأزل, ولكن ليته يعلم بأنه سوف يفني عمره في لاشي, دون أن يسعد نفسه أو يمضي بها في الهناء والراحة ولو كانت قد صُنعت بيده, لو تعود بي الحياه فقط بضع سنين إلى الوراء لكنت فكرت ولو برهه للمعنى الحقيقي لمضمون كيف تجعل نفسك سعيداً دون هموم أنته وحدك من صنعها بنفسك بنسيانك لمرور العمر السريع دون أن تنهض من سبات الرتابة والملل والنوم والروتين وترديد جملة العمر أمامي طويل حتى ضاع أمامي ذلك العمر,,,!!!

اليوم,,

ابحث عن السعادة لا بل أصنعها وأسأل نفسي كل يوم أين كٌنت قبلها, أبحث عن الماضي, أبحث عن خطواتي القديمة, وعما أحب, أبحث عن مواهبي التي تلاشت في زحمة الانشغال, أبحث عن بقايا ذاكرتي وعما تحتويها من ملامح كنت اعشقها ذات يوم, وأبحث عن ضحكاتي ومزحي وابتسامتي وفكاهيتي التي كانت هي محور قصة حياتي ولازمتني اليوم الجدية التي تلبست معظم أوقاتي وبت أتأقلم لالتصاقها بكاريزميتي, بت أتساءل وأتساءل كثيراً من أنا وكيف كنت لأرجع كما كنت في سابق عهدي, أخذتني الأيام وجعلتني أستسلم لها دون وعي , تركتُ كل المحطات وجعلت همي وحزني أكبر مسائلي المركونة في ذلك الملف, هملتُ تلك النفس لأقصى الحدود, وربما أغرقتها بيدي في بحر سعادة لم تكن لي يوماً حتى أنستني ذاتي وكل من حولي, كل يوم اصحوا وأقول هذا يوم من عمري قد ذهب بدون ان افعل فيه شيء قد يسعدني أو يريحني من هموم الحياه, ذهب أبي وذهبت معه كل حياتي, ولازلت أقاوم هذه الحياه للاستمرارية فقط ولكن لازال الشعور يلازمني بأن الحياه قد انتهت بعد رحيله ولن تتغير هذه الفكرة ما حييت.

اليوم,,

الهناءة التي أرجوها محدودة للغاية, فلم اعد احلم بالكثير, ولم يعد يهمني تحقيق ما تبقى منها, كل ما أسعى له هو الشعور بالراحة وصفاء الذهن والبعد عن الشوائب التي تعكر مزاجي, فتعبي يزداد بمجرد دخولي دوامة الحياه التي لا تنتهي مشاكلها, هدوء صمت سكون, هذا ما اعشقه اليوم, وسعادة صغيره هي بنبض قلبي لا حساس جميل أسعدني للحظات أُكمل به باقي يومي دون تعكير مزاج, بت أكره البعد والعناد والترهات التافه, فكل شيء اصبح صغير في عيني, والحل لكل مشاكلي هو البعد ثم البعد ثم البعد مهما كان حجمها فسوف تحل ذات يوم, أنا لست عنيدة, ولكن أعامل بالمثل فالتنازل هجرته منذ زمن لأنه لم يجدي نفعاً في حياتي السابقة, إذا كنت سأجاري صغار العقول فلن أعيش على طبيعتي لحظه, مازال البعض يظلم, مازال البعض يسوء الفهم, مازال البعض لا يحترم, ومازال البعض يبتعد بدون سبب ومازال البعض يخطئ ولا يعتذر, وأنا أقول لم يعد هناك وقت لكل هذه الترهات, ربما تنام وتصحو على خبر وفاة هذا الشخص فكيف ستعتذر له بعد فوات الأوان.

اليوم,,

العمر يجري أمام عينيك وأنته شبه راضي, ولكن ماذا عن الشيخوخة هل أنت خائف من الدخول في مرحلتها, وعند الدخول فيها فهل ستخاف العمر القصير أم الطويل وكيف ستكون باقي المراحل بعدها, أنا حقيقه أخاف الكبر وأخاف العمر الطويل لماذا؟, لأن نهاية كل ما أحب عند بداية الشيخوخة, وطول العمر سوف يريني في حياتي أمور لا أرغب برؤيتها أو سماعها, فكل أمر أصعب من الأخر والعلم عند الله, هي مراحل صعبه للغاية, لذلك لنعش يومنا هذا بالعرض والطول ونسعد أنفسنا بأنفسنا ولا ننتظر نعيمنا من الغير, فلو كانت سراؤنا مرهونة بأمر الغير لما سعدنا يوماً واحداً في حياتنا,,,,!,, لذلك استيقظ قبل فوات الأوان فدنياك جميله وأخرتك أجمل, وعقلك الواعي هو من سيسيرك للأمور الصحيحة, رتب حياتك وضع أولوياتك لتحقيقها فالحياة, النوم جميل ولكن الصبح أجمل, أرتقي بنفسك أفعل مالم تفعله مهما كان عمرك, فأنت ما دمت بخير وبصحه وعافيه أصنع الحياه الجميلة لنفسك, أعطي ولكن ليس أكثر من طاقتك فهناك من يستحق والأكثر لا يستحقون, اليوم قاتل لأجل سعادتك, أحب وانشر السعادة وخذ وأعطي وواسي وافعل كل ما يرضي ضميرك ويرضي الله, الكثيرين سوف يخذلونك في هذه الحياه وسوف يقف معك واحد أو أثنان ولكن جميعهم لن يقفوا معك وأنت وحيد سوا نفسك, فلا قلب عليك مثل قلبك فهو يلازمك طيلت حياتك, هي ليست قيود الأنانية لا بل هي واقع الحياه الصحيحة, فأخر عمرك سوف تلازمك السراء والتي اختزنتها على صفحات ماضيك وذاكرتك, فكل ما يمر شريط ذكرياتك الطويل والحافل بالصور الجميلة سوف تخلف لديك كتاب يبهجك باقي عمرك,,


كلمه,,

كُلنا راحلون ذات يوم ,, لذلك لم يعد هناك وقت ,,,,!!!
فتبع الطفل الذي في داخلك قبل فوات الأوان..


الخميس، 15 فبراير 2018

خيال واسع..




خيال واسع..

... ليت ذلك الهوا معي,, ليت تلك النجوم البعيدة تعيد النظر فالتقرب إلي,, ليت هذا اللحن المغرم ينبع من ذلك الجاز,, وليت كل ما حولي يعيش برغبتي, أصحو فأجد ماكنت أحلم به, وتصله يدي بكل أريحيه ولوكان في أعالي تلك التلة, فهو السهل الصعب والذي يغدقني بفيض أنهاره الجارية, أحياناً نعشق العقبات لنعيش في لذة النتيجة, ولكن بُعد المنال يجعل بعض الأحاسيس تتملكنا وتقيد أحلامنا ومفاهيمنا وتجعلها محدودة مضجرة حتى تتلاشى ونعيد النظر في حذف وكتابة أحلام أخرى على حسب العمر والنضج والتجارب وهلم مجره,,,!!

... حلمت بذلك القلب, الشغوف المحب, الذي ينضح بتلك الأحاسيس الجياشة, يعطي ولا ينتظر المقابل, يهتم ويتفهم دون الحاجه إلى تفسيرات وتحليلات, يقرأ العين ك قارئة الكف, يهديني السعادة على طبق, مجرد طبق فما يهمني هو المضمون لا نوع الطبق, أريده أن يكون وكأنه أنا لا هو, يحمل بين تكويناته التماثل معي, فهل هو في خيالي فقط, أنا على يقين بوجوده ولكن في أي عالم سوف ألقاه,,,!!

... في مرحله من مراحل العمر تهجرنا الأحلام أحياناً, ويبقى الهدوء والسكون والضوء الخافت والوحدة رمز الترجل للسفر الفكري البعيد, وكتاب صفحاته صفراء, تحمل سطوره الكثير من الحروف والكلمات والمعاني, نسهر عليه ليالي نتخيل أبطاله وتفاصيل وهميه لنصل إلى المضمون والذي هو عالم من الخيال نعيشه لنهرب من الواقع المرير, خط سير نرسمه نحن بأحرف كتاب لنصل به إلى الذروة ونتمنى حينها أن لا يقاطعنا أحد حتى لا تهوي عقولنا وأخيلتنا الواسعة إلى القاع ونصحوا من فتره وجيزة صنعناها لا نفسنا كانت تحمل معها معاني الهناء,,,!!

... ليت العالم يتغير أو حتى يعود كما كان, فكل ما فيه اليوم لا يصلح للعيش فيه من جديد, الزمن تغير, البشر تغيروا, العمل تغير, وحتى الصناعات تغيرت, المال تغير, والأمراض تغيرت, وحتى الواقع والحقيقة تغيرتا, أريد عالم يخلو من الحروب, وبشر حقيقي لا زائف, وحُب واقعي لا استغلال, وعالم جميل وهادئ لا خراب وصخب, فهذا التغير أخذ يتسرب إلينا وكأنه فيروس معدي ينتقل بمجرد التفكير فيه, والخوف من أن تصبح كل التغيرات عاده مدمره لما قبلها من العادات الطبيعية,,,!!

... أحلامنا فالمنام هي أجمل عالم مخملي نعيش فيه يومياً, رغم الكوابيس أحياناً, وحتى الكوابيس تتحول نعمه عندما نصحو ونرى انه كان مجرد حلم ليس إلا, عالم واسع يجعل من مخيلتك حقيقه, نتمنى أحياناً لو نعيش فيه فعلياً, ولا نعود منه أبداً, لجماله والقدرة على تحقيق كل ما ترغب به, فأنا أستطيع أن أرى فيه كل من رحل عن هذه الدنيا, وأن أحادثه وأوصل له كل رسائل قلبي حتى يرتاح, بجانب معرفة بعض من أموري المستقبلية , واختيار الطرق المؤدية الصحيحة, وامتلاك مالم تملكه يوماً والسفر إلى أجمل المدن, والحديث مع لم تقابلهم يوماً, بجانب القصص الخيالية والرومنسية التي تتمنى لو أنك تغرق في أحلامها أبد الدهر, الأحلام تخبرك وتحذرك وتسعدك وتنفس عن همومك وضغوطاتك, ف الحمدلله دائماً أبداً,,,!!

...الخيال الواسع عالم جميل وسعيد, ولكن في بعض الأحيان يضع صاحبه في دائرة المستحيل والادعاء أحياناً, فهناك من يتخيل كل شي بصوره أوسع من اللازم ولا يجعلها بينه وبين فكره, بل يشرك فيها من حوله, حتى يصدقها هو ويبدأ الدخول بعدها من باب الكذب, مثلاً,, فهو يتخيل بأن لديه ذلك القصر والخدم والحشم والأطيان وغيرها, وعند الجلوس مع الأصحاب  يبدأ  بسرد القصص الوهمية التي تكمن فقط في خياله الواسع عن الممتلكات  والسفرات والمواقف وغيرها من البطولات الخالدة, فهو هذا جل ما يتمناه ويتوق إليه في عقله الباطن ولكن بأفعاله الأسطورية تلك يجد متنفس لتحقيق أحلامه ولو كانت بالزيف وسرد القصص الخرافية , وهو بهذا العمل يضع نفسه تحت هالة السخرية والتهكم والحديث من خلفه, فكل شيء إذا زاد عن حده انقلب ضده,,,!

... ما أصبو إليه هنا ومن خلال  سطوري البسيطة, بانك لا يجب أن تتخلى عن تخيلاتك فهي المتنفس الوحيد لضغوطات حياتك, ولكن بالمقابل لا توسع  دائرة خيالك حتى لا تصل إلى نقطة التزييف للحقائق, فكن معتدل في كل شيء, أما أنا فخيالي سيبقى واسع لأنه يختلف كلياً عما يسعى إليه البعض, فخيالاتي لا تشملني وحدي بل الجميع,,
فأنا أتمنى السلام..

                             والجمال.. والهدوء.. فالحياة.

 


الجمعة، 24 نوفمبر 2017

هذا ليس عالمي..




هذا ليس عالمي..

في لحظه من اللحظات كنت أتابع ذلك الفلم القديم, أسلوبه كان مختلف جداً, الأجواء, التصوير, الموسيقى, القصة المعبرة, الأبطال والمشاركين فيه, الملابس المحتشمة, الجمال الطبيعي, هذا بجانب البراءة والعاطفة الحقيقية, فريق كامل فعل المستحيل وبأبسط التكاليف لتصل رسالة الفلم كامله إلى عقل المشاهد دون إن يلفت انتباهك إلى عري أو حركات تلوث عين المشاهد, تثق بما سوف تتابعه في تلك اللحظات دون ان تغير القناة إلى غيرها اكثر حشمه, هنا أنت تتابع قصه حقيقيه مشوقه بكل ما تحمل من معاني جميله سوف تترسخ في عقلك ذات يوم وسوف تُعلم أبناءك العبر دون ان تفتح أعينهم على طرق شائكه لا مرد منها كما تفعل أفلام اليوم التي لامعنى لها ولا قصه محدده سواء تعري وتقليد اعمي ولغة دخيله وموسيقى صاخبه وأفعال وجرائم من شأنها تدمير أجيال كامله للأسف, ولكن بأجواء الفلم القديم انتابني حنين تمنيت لو يعود ذلك الزمن بكل ما فيه وبكل من فيه, لأن الزمن الذي نعيشه اليوم أصبح مخيف جداً ولأتضمن ما يحمله الغد من تغيرات, فمسلسلاتنا ومسرحياتنا أصبحت للأسف تافهة, لا قصه ولا عبره, بعادات دخيله وملابس مبالغ فيها بجانب عدم الاحترام والحرية التامة فالسلوك وكأنهم أجانب, ولا ننسى ذكر عمليات التشويه اقصد التجميل, والجراءة فالتعامل بين الرجال والنساء.

الزمن القديم..

زمن جميل, زمن البراءة والحشمة والخجل, كان الرجل رجل والمرأة أمراه, كلن يعلم دوره ومكانته فالمجتمع, لهم قوانين شرعيه ومبادئ وأخلاق وعادات وتقاليد لا يتخطونها مهما كانت الظروف, الزواج لديهم مقدس وشي كبير والطلاق كان أكبر, والأبناء مسؤولية الاثنان من تربيه وتعليم وغيرها حتى يتخرجوا من مدرسة الحياه رجال ونساء قادرين على تخطي الصعوبات وفتح بيوت ربما تكون على نفس مستوى تربيتهم القديمة أو افضل لأن من شب على شيء شاب عليه, كانت المرأة محتشمة وخجولة ولا تسمع لها صوت ولا تراها كثيراً, والرجل كذلك له حدوده واحترامه وكلمته التي كانت تعتبر وعد لا يخلف, وهذا الأمر لا يقتصر فقط على حياتنا بل وحتى في الدول الغربية , فالاحتشام عندهم تعني بأن هذا الشخص مستقيم, والمتعري فهو المنحرف, زمن كان متشابه تقريباً في كل شي حتى فالعادات والتربية, أما اليوم فقد تغير كل شي, وكأنه جيل يعاكس الجيل الذي قبله في كل شي حتى في المأكل والمشرب, لذلك أصبحت الجرائم الغريبة بانتشار واسع لدرجة أنها أصبحت عاده يوميه, وانتشر التعري لدرجة أن الاحتشام أصبح غريبه, وتلاشى الوقار واحترام الكبير والكرامة وعزة النفس والصدق والأمانة وكثرة الخيانة والظلم, وكثرة الأمراض وتنوعه بسبب تغير الأكل والشرب والعادات السيئة, وانهارت المسؤولية اتجاه الشريك الأخر والأهل والأبناء وعدم الإحساس بالأخرين, فهذا ينشر الإشاعات والأخر يروجها دون خوف من الله وانتقامه, والكل يصدقها دون البحث عن الحقيقة, النميمة والنفاق أصبحت تحتل المراكز الأولى بجانب الفتن وخاصه في برامج التواصل الاجتماعي والتي من المفترض أن تكون لنشر مبادئ الدين وأخلاقه الحميدة, والنصيحة يكره البعض سماعها وينصح بها.

جيل التكنلوجيا..(الأيباد)

يفتخر البعض بأنه ولد في زمن التكنلوجيا ولا ننكر نحن فضل هذا الجيل وتغيره لحالنا الجذري وتسهيله وجعل كل صعب أبسط مما نتوقع, ولكن,, أين صلة الرحم, أين التواصل, أين الحركة والنشاط والصحة واللياقة البدنية, نصف الأطفال أصابهم مرض التوحد بسبب انطوائهم الشديد على الأجهزة الإلكترونية دون أن يحادثوا أحد وبعضهم فقد النطق الصحيح والمفجع ان البعض فقد حياته لتواصله المستمر على الجهاز , وبعض الأهالي يتعمدون إلى هذا الأمر لتخلص من إزعاجهم المتواصل فالبيت دون الاكتراث إلى صحتهم أو احتمال ضعف النظر لديهم, وللعلم لو وجهه كل فرد إلى حسن استخدام هذه التكنلوجيا لتخرج أبناء عباقرة فالعلم كما يفعل البعض لا فالألعاب, ولحتلت صلة الرحم المركز الأول في التواصل الاجتماعي , ولكن مع الكسل وتغير الحال انعدم التواصل, باختصار التكنلوجيا كما نعلم جميعاً سلاح ذو حدين وبعض العقول الواعية فقط من تحدد أي سلاح تختار.

كان الطفل,,

في ذاك الزمان يحترم والديه ويعمل لهم مليون حساب, وحين يحدثه أباه في أمر ما يطأطئ رأسه للأسفل احترام وتقدير وخاصه عندما يسئ الأدب, ولكن ماذا عن اليوم, فمنذ طفولته يمد يده ويطيل لسانه ولا يكن أي احترام لأهله وكأنه خلق وحده فالدنيا حر ولا فضل لأحد عليه, وهذا الأمر اصبح في كل مكان هنا وهناك وفي اغلب البيوت والدول والقارات وكأنه مرض وتفشى بين الجميع, كميه كبيره من الجرئه والعناد والعصبية والصوت العالي وسوء السلوك, في الزمن القديم كانوا السيئين تستطيع عدهم على أصابع يدك أما اليوم فالخيرين تستطيع عدهم على أصابعك, انقلب الحال فما الذي قلبه, هل هي التكنلوجيا, أم التقليد, أم قلة التربية, أم تساهل الأهل في كل شي ومنها التدليل الزائد, فاليوم اصبح الطفل زنان لا يصمت عن طلب يطلبه إلا بعد تنفيذه له, هل أكون مبالغة لو أقول بأن اغلب الأطفال أصبحوا سيئين السلوك!!! والدليل أن اغلب النساء متعبات ويشتكون من تصرفات أبنائهم وطلباتهم التي لا تنتهي,, هذا الجيل صعب جداً في التربية, فلو تجنب الإباء كل مصدر سيئ لأبنائهم من تلفاز وتكنلوجيا وألفاظ سيئة, فالمدرسة تجمعهم أحياناً بأصحاب السوء الذين يكونون هم المعلم الأول لطريق السجائر والمخدرات والألفاظ البذيئة والتعجرف والعناد والتمرد على الأهل, فما هو الحل,,!!!,,والمصيبة عندما يتجه الطفل بطاعة أوامر أصحابه السيئين ويفضلهم على والديه فأين ذهبت التربية التي غرسة فيه منذ الصغر,,!!!

طلب الحرية..

اذكر عندما كنا صغار كان اقتناء الهاتف جرم, ووضع المكياج شيء سيئ, الخروج للسوق أو لبيت الأصدقاء فيه مبالغة إلا للحاجة مثل المذاكرة أو اخذ كتاب أو أي يشي مُلح, الملابس كانت فضفاضيه والعباءة والحجاب التي تخلو من البهرجة, أي خروج مستشفى زفاف عزيمه رحله طويله سفر لا يتم إلا مع الأهل, كل شي عيب وحرام كنا نحتاج الى القليل من الحرية للتنفيس عنا ولكنها تبقى بحدود معقوله , الملابس الغير محتشمة أو الحديث مع الرجال أو التحدث بالصوت العالي, فكل شيء فالحياة يعتمد على السمعة سواء للرجل أو للمرأة والشرف هو أهم من كل شي, عندما يحدث شي مختلف وغير مألوف تقوم الدنيا ولا تجلس ولا ينتهي الموضوع إلا بمعاقبة السئ أو رحيله من المكان ويبقى عبره لمن يعتبر, والجميع يخاف على أبناءه بجانب خوف الأبناء على سمعة أهلهم فهذا الخوف والاحترام هو سبب صلاح الجميع حين ذاك, ونحن مقتنعين بهذه المبادئ لأنها أخلاق ديننا الحنيف التي نص عليها قرآننا الكريم والمنزلة من الله سبحانه جل جلاله, فنحن عندما نتبع تعاليمه فهو يحفظنا ويوفقنا ويرزقنا الجنة على اتباعه, ولكن جيل اليوم أي مبادئ يتبع, أعلم إن هناك الكثير من سيرفض كلامي لأنه يرغب بالحرية المطلقة والتي لا يحدها أي حدود تربيه أو مبادئ دينه من حرام وحلال لأنانيته ورغبته الشديدة في خوض شاطئ الرفاهية والتمتع فيه دون اكتراث بسمعة أهل أو دين, ومقولته هي العمر يجري ويجب أن أعيش كل لحظاته, ولا يعلم أن الموت ربما يباغته في أي لحظه كالموت المفاجئ وهو على معصيه,, فيكون قد خسر دنياه ويا حسره على ما فرط ليخسر أخرته,, فيكون قد دفع ثمن حريته التي طلبها على حساب دينه, وماهي هذه الحرية, شرب المنكرات والمخدرات ومواعدة الكثير من الفتيات, والرقص في الأماكن المنحلة, وضياع نفسه وماله في مالا يرضي الله دون التفكير في تأديته للصلاة ولو لركعتان بما انه ولد مسلماً, والمصيبة أن بعض الإباء اليوم خير معلم على شرب المنكر وارتياد مقاهي الشيش فالرفاهية أهم من التربية السليمة أحياناً.

بعض الفتيات اليوم لم يُغلق عليهم باب كما حدث مع البعض فالسابق ورغم ذلك فهن خرجنا بحرية فاقت الخيال نفسه, فالتبرج أصبح بالتدريج, بداية العباءة المزركشة, ثم العباءة المخصرة وذات الحزام والتي هي فالواقع موديل يخص الراهبات, بعدها سحب الحجاب إلى نصف الرأس, ثم فتحت العباءة القصيرة ليبزغ البنطال ثم السكني السترتش, ثم البنطال القصير ثم التنورة القصيرة بحذاء طويل يقارب النصف متر أم حذاء مسطح يستخدمه البعض على الشاطئ أو فالبيت, وليت الشكل يكون جميل , مع مكياج كامل لحفلات الزفاف يشمل سواد الحواجب التاتوه والرموش الطويلة, وتغير كامل للوجه, وأما يشمل عمليات تجميل ونفخ أو مكياج التوتوريال, والتان,, الوجوه نسخه طبق الأصل لأغلب الفتيات, والمصيبة عندما يبدأ من عمر ال 12 يبدأ هذا التحول وكأنها عادات وتقاليد عصرية, وتكون بصحبة أصدقائها أم أخيها أم زوجها,, السؤال الذي يطرح نفسه,, أين دور الأم وموقعها من الأعراب عندما تتركها تخرج من البيت بهذا المنظر على صغر سنها,, واحيانا تخرج معها وكأنها مقتنعة بهذا التنكر, سؤال أخر لمن هذا التبرج بالأساس,, أي ما المقصد منه,, هل تعلمين أختي الكريمة بأن الرجل ربما يراكِ جميله ومسليه ولكنه ينبذ سلوككِ ويحترم ويرى الفتاة المحترمة أجمل عنكِ فهي اختياره للمستقبل حتى لو اختلفت تربيته فمبدئه واحد, أُم أولادي يجب أن تكون محترمه ومستقيمه حتى وهي خارج البيت إلا من عاش حياة الحرية وكان بالأساس بعيد عن مبادئ الدين لا يكترث للغيرة والاحتشام ويعشق الحياه المنفتحة فهو من سيقبل بكِ ويقبل بأي فتاة حتى لو تراقصه في الأماكن السيئة, دخلتُ ذات يوم الانستقرام ولفت انتباهي فتاة ترقص على إنغام أغنيه وتؤدي الحركات على حسب الكلمات, لم يعجبني أبداً تصرفها, ودخلت داخل الحساب فصاحبه يضم في هذا المكان كل الفتيات الاتي يرقصن بنفس الطريقة وليتني لم أدخل, أحسست باننا في نهاية العالم, فتيات يقلدنا بعضهن البعض على نفس الأغنية أو غيرها ويلبسن لباس يكاد أن يسترهن, وصغار وكبار, واشتهرن على هذا الوضع, فهل أهاليهن على علم بهذا الانتشار الواسع لهن , والمصيبة في التعليقات فأغلبهم يشجعونهن على هذا الفعل المشين, هل هم مسلمين بالفعل وانهم تربوا على الدين الإسلامي!!!!!! أم هم مسلمين بالوراثه ليس إلا.. بالفعل هذا العالم لم يعد عالمي.

الحب بين الجيلين,,

فالماضي كان الحب برئ وعذري وصادق يحمل كل معاني الإخلاص والوفاء, فعندما يعشق المرء يكون أكبر وأعظم سر بين الاثنين خوفاً على العلاقة ومدى جديتها بين الطرفين وربما تستمر بالصدف والنظرات النادرة, وربما برسائل يكون حبل الوصل شخص يحفظ ذلك السر الجميل وبعدها يأتي الزواج وتدوم العشرة وكل ذلك بمشيئة الله, ولكن ماذا عن اليوم, فكلمة حب أصبحت مجرد كلمه لا يشعر بها سواء القليل أما الباقين فهم يسعون لهذه العلاقة فقط للتسلية وزيادة عدد الأفراد في الهاتف وتكون هناك مصلحه متبادلة وتفاخر بين الأصحاب وابتزاز وفضائح ومجاهره بكل ما يحدث, فالكافيهات هي من تتحدث عن قصص الحب التي تأتي وترحل بين ليله وضحاها دون جديه تذكر إلا من رحم الله, واذا حدث الزواج فماذا سيكون مصيره ومصير الأبناء, لم يعد هناك حب حقيقي, ولا صدق يذكر, ولا حتى وفاء, كل شي تغير, فهذا العالم ليس عالمي.

كل شيء تغير,,

نعم كل شيء تغير وفي العالم عامة دون استثناء, الأخطاء أصبحت عاده, والكذب أصبح عاده, الأب تغير, والأم تغيرت, والأبناء, لم تعد الأفكار كما هي, الجميع يسعى إلى الحرية والانفتاح الكلي, الإفتاءات تغيرت, الفتن زادت, حتى الكتابات والأشعار اختلفت ونحن فقط نواكب هذا التطور, سن الثلاثين والأربعين كان شباب ونضج واليوم اصبح بداية الشيخوخة والخمسين عجز في نظر هذا الجيل الصغير الذي يعتقد بأنه لن يكبر يوماً, اليوم الخير أصبح غريب وينشر فالصحف, بينما الخطأ والجريمة والسرقة والخيانة وكل السلوكيات السيئة أصبحت أمر أقل من العادي, الغش والرشوة والنفاق هم أساس إنجاز المعاملة والأمانة أصبحت مهمشه, أفعل ذلك فالكل أصبح يفعل بالمثل, أصبح بعض الناس يخشون الناس ولا يخشون الله, كان الشخص عندما تحدث له مصيبه يعتبر ويتعظ ويعود إلى الله واليوم عندما يعود ويقف على رجله يظلم ويتمرد أكثر, لا حساب للموت فحتى النهاية لم تعد تهم, قلوب قويه متحجره لم تعد تذكر الله وتهتدي بل تزيد حتى ترحل, ما هي الأسباب!! هل لأننا في نهاية العالم بالفعل, الكل يبتعد عن الدين أغلب هذا الجيل لم يعد يصلي وكأن الدين لم يعد يناسب حرياتهم وتمردهم وسلوكياتهم الغريبة وأصبحوا نفسي نفسي...!!!! الأمهات لم يعدنا ينصحن أبنائهم كما فالسابق فالبعض يتفاخرون بسلوكيات أبنائهم الطالحة, والإباء يعتبرون ما يفعله الأبناء مجرد مزحه فهو مشغول بعمله وأصحابه ورفاهيته فلماذا يلتزم بتربية أبناءه فهو في عام 2017 والأبناء يربون انفسهم بأنفسهم, وسوف يشتكِ من سلوكهم بعد ان تأكله الشيخوخة ويحتاجهم ويبدأ مسلسل العقوق..!

كلمه أخيره..

لن يتفق معي الكثيرين ممن هم من هذا الجيل,, ولكن سوف يوافقني الكثيرين من الواعين بأذن الله ممن هم من هذا الجيل والجيل السابق,, قبل فوات الأوان,, وقبل أن يعود الإسلام غريباً.

عندما ننصح بعضهم يرد بأن جيلنا يختلف عن جيلكم القديم وأنا أوافقه الرأي فجيلنا الأجمل والأبسط في كل ملامحه, فهل يختلف الدين وتعاليمه ومبادئه أيضا بين الجيلين؟ ,, لكم حرية الإجابة..!!!!,, ولكن لم يعد هذا الزمان مكاني البته فطوبا لمن رحل ورب العباد راضٍ عنه,, فعلامات الساعة الكبرى تقترب.. رحمنا الله جميعاً و(رحمكَ الله يا والدي الغالي).

السبت، 16 سبتمبر 2017

رجل يتعقبني..!!




رجل يتعقبني..!!

مجرد حكاية..

هي ليست من النوع الذي ينظر إلى الرجال ولا تعجبها بعض تحركاتهم أو إشاراتهم ,ولم يلفت انتباهها أحدهم يوماً, ولو رفعت رأسها ذات يوم وهي تمشي فقط لكي لا تتعثر بمن يمشي أمامها, ليست جامده ولكنها جاده فالحياة, هكذا تربت,, الصح يبقى في نظرها صح والعكس صحيح, ومن يلاحقها بكلام أو يتغزل أو غيره فهو يسقط في نظرها لأنه من منظورها عمل الشئ ذاته لمليون واحده قبلها, وكما للفتاة سمعه ف للرجل أيضا سمعه هذه هي مقولتها, هذا جميل وذاك شهم ولكن ليس لدرجة ان تقع في غرامه, فما لا تقتنع به لا تفعله ومنه الاختيار لبعض الناس, رجل كان أو امرأه, ليس غرور ولكن وجهة نظر أن تحكم على العالم قبل الشروع فالعلاقات, فهناك من يستحق وهناك من لا يستحق, وفي حياتها أولويات تجبرها على تلك الحدود لنظرتها البعيدة والمستقبلية والتي ربما تكون سديدة وبحكم التجارب التي رأتها وسمعت عنها تولدت لديها القناعة بأن لا شئ يستحق العناء إلا بقسمه من الله سبحانه وحتى لو طال الانتظار,,,!!

خرجت..

ذات يوم إلى السوق, وعند انتهائها مرت على كافيه مفتوح لتستريح وتشرب بعض العصائر الباردة, وبالصدفة تقابلت مع احدى صديقاتها وجلست معها تتحادث عن بعض الأمور, في تلك الآونة كانت تشعر بأن هناك عين بين الأعين الأخرى ترقبها بتمعن مما لفت انتباهها, ولم تستطيع حينها بأن تأخذ راحتها بالحديث مع صديقتها, وماهي سواء دقائق ورحلت هي من المكان.

خرجت..

في يوم أخر إلى السوق مع شقيقاتها, وجلست في نفس الكافية المفتوح, وكانت نفس العين ترقبها, فاختبأت بدورها خلف شقائقها في حين أن تلك العين كانت تختبئ خلف الجريدة, ولم تكن تصدق بأن تلك العين تتقصد مراقبتها بل هي تعتقد بأنها مجرد صدف, وربما لم تكن تنظر إليها بل إلى الجميع وبأنها مجرد أوهام لا غير..

خرجت..

إلى نفس الكافية بعد فترات متباعدة لتطلب الإفطار وترحل به, وعليها ان تنتظر على المقاعد حتى ينتهي الطلب, وخلال تلك اللحظة كانت ترفع رأسها لترى ذلك الشخص يهم بالقدوم إلى الكافية وعند دخوله مر بجانب مقعدها وتمتم ببعض الكلمات لم تفهمها, وماهي ثواني حتى جاءت أختها فحمدت الله على حضورها المفاجئ, وجلست معها لتناول الإفطار, في حين أنه اختار مكان يجلس فيه ليكمل المشوار..

خرجت..

إلى سوق الخضار, تجر في يدها السلة, وقد انتهت من بعض الأغراض , وهي في طريقها إلى مكان أخر استوقفها خيال شعرت بأنه هو من يقف أمامها, فرفعت رأسها واذا بنفس الشخص يقف وينظر إليها دون حراك وأمام الجميع دون أي حياء من موقفه, وما كان منها إلا أن تتفاجأ بتصرفه واستنكارها له, فأبعدت السلة ورحلت من أمامه باستغراب شديد وتساؤل أيعني بأن هذا الشخص يقصدني , نعم انه يقصدني, فبرغم براءة وجهه إلا أن تصرفاته جريئة بعض الشئ, والى متى..!!

خرجت..

بعد انقطاع طويل دام عدة اشهر, إلى نفس السوق, ولتستريح ذهبت إلى نفس الكافية وماهي إلا دقائق حتى حضر ذلك الشخص, فتفاجأت به كالعادة ولكن بشئ مختلف بجانب استنكارها لتصرفاته إلا إنها بدأت تتساءل هل هو يتعقبني,!!, هل يعلم بموعد قدومي إلى هنا أم هي الصدف, والغريب ان هناك شخص أخر يعتاد الجلوس فالكافية ,,يكون صديق له ,,فعندما يكون هذا موجود فيكون ذلك الشخص فالطريق إلى هنا وكأنه يخبره بموعد قدومها إلى الكافية, رحلت إلى البيت وهي تستفسر مالذي يجري أيكون هذا تعقب حقيقي أم هو مجرد وهم, ولم تكون هي المرة الأولى أو الثاني أو الثالثة بل هناك الكثير الكثير منها حتى اصبح لديها تعود بجوده في هذا الكافية وكأنه جزء منه, والغريب عند دخولها الكافية والمكان مكتظ بالرجال فهي تلمح علامات التجهم في وجهه وكأنه يقول لها أرحلي من هنا, وهي ترحل بالفعل ليس لأجله بل لأن المكان كان مزدحم بالرجال بالفعل, وعندما تمر بالصدفة وتراه مع أصحابه فتشعر بأنهم جميعاً يلتفتون إليها وكأنهم يعلمون بأمره,, وضع غريب حقيقه..

خرجت..

لديها دفع بعض الفواتير على جهاز الدفع الألي, وكانت بانتظار انتهاء البعض من استخدام الجهاز, وهي في الانتظار تفاجأت بحضوره قادم من بعيد, ومر بجانبها وابتعد وماهي إلا دقائق حتى عاد, كانت في معظم الأحيان تستنكر وتستفز من تصرفاته ولكن لحيائها  من بعض الرجال الذين كانوا يقفون بجانبها, كانت تشعر بالأمان بوجوده يحوم حولها, لم يحاول أن يكلمها أو يكون بقربها وكأنه يعلم ماهي حدوده, ولكنه بقى بعيداً جداً وهذا ما جعلها تشعر بالأمان اتجاهه, لم تحمل له المشاعر أو العاطفة قط لأنها لا تعلم من هو وماهو المستقبل, ولكن هو مجرد استغراب لتصرفاته العجيبة وتواجده الدائم بين الناس.

خرجت..

في يوم ممطر وبارد إلى البحر, وقفت أمام الشاطئ تنظر إلى الجميع فهناك الأطفال, والنساء, والرجال, والكل سعيد بتلك الأجواء الممتعة الخيالية, اقتربت مركبه وتوقفت بين المركبات ونزل منها أطفال, عادت ببصرها إلى البحر لتكمل المشاهدة ولحظات فلتفتت إلى يمينها واذا برجل يرتدي الملابس الرياضية الأحمر والأسود ويحمل طفل وبعدها انزله على الأرض وهو يجلس فالتَفَتَ إليها ينظر دون ادنى استغراب بوجودها على البحر فانصدمت هي وقالت في نفسها هو نعم هو, لم ينظر إلى باستغراب وكأنه يعلم بوجودي هنا, من أخبره بأنني هنا ولو حتى تعقبني فكيف سيعلم أين اسكن أو أين سأذهب, اسأله محيره فعلاً, وكانه يخبرها بأنه قريب أو يسكن بالقرب منها, وماهي دقائق إلا ورحل تاركاً خلفه ملايين الاستفسارات.

لحظات ضعف غريبه..

ذات يوم كانت هي مغمومة بشده وذلك لفقد عزيز, فقد اعتزلت العالم لفترة من الزمن وفي أول يوم خروج لها من البيت لشراء حوائج البيت كانت بحاجه ماسه لمن يواسيها وهي في تلك المحنه, وأثناء مرورها على الكافية المفتوح كانت تبحث عن وجهه هو بين الوجوه, وكأنها تبحث عن الأمان, عن من يواسيها ويهتم لأمرها, مشاعر غريبه كانت تنتابها وكأنها تائهة بين شجونها وخوفها ودموعها, ولكنها ولأول مره لم تجده أمامها كالمعتاد, هنا كان تدخل القدر فلربما تلك اللحظات كانت بداية الطريق الخاطئ والمتاهات التي لا نهاية لها.

خرجت..

إلى مركز تجاري فُتح منذ شهور للتسوق بحكم قربه من محل إقامتها واعتادت الذهاب إليه في حين أن الكافية القديم لم تعد تدخل إليه البته, والموقع الجديد يحمل بين طياته الكافيهات والمطاعم والسينما وغيرها ومنها الأجهزة الإلكترونية التي جاءت لأجلها وهي تمر بجانب احدى الكافيهات المفتوحة التمحت عين ترقبها كالسابق وبعد انقطاع طويل, فكان بالتأكيد هو, هناك الكثير من الأبصار تنظر إليها ولكن بطلة قصتنا تلك الأعين الهادئة الجريئة والتي لا تمل من المطاردة أبداً مع الكثير من علامات الاستفهام, ذهبت هي إلى محل الإلكترونيات تستفسر عن منتج فقاطعها خيال يترقبها من بعيد ويخطوا بخطوات بطيئة اربكها عن الحديث مع البائع, واقترب اكثر فأكثر إلى المحل ولكنها توترت فحملت مشترياتها ومشت في شكل مستقيم دون ان تلتفت حتى وصلت إلى باب الخروج, كانت أول محاولاته!! ربما للحديث معها أم لحمايتها أم ماذا بالضبط وتلك كانت تساؤلاتها بعد رحيلها من المركز التجاري.

استمر هذا التعقب..

 المتكرر عامين أو ثلاثة أو أكثر , وفي يوم كانت تجلس مع صديقاتها, يتابعن السوشيل ميديا, ومن بين صور بعض الحسابات وقعت عينيها على حسابه الخاص بالصدفة, اتسعت حدقة عيناها من هول الصدمة فهذا الشخص لم يسبب لها سواء الصدمات والمفاجآت الغريبة, لم تخبر صديقاتها, فقط أخذت اسم الحساب ووضعته في هاتفها دون إضافة, لتعرف فقط من هذا الرجل الذي يتعقبها طول تلك الفترة, جلست جلسه معتدلة بعيده عن الكل تنتظر المفاجأة القادمة بابتسامه لا معنى لها سواء سؤال,, من تكون! من تكون!, يا صاحب الظل الطويل, المهم, دخلت الحساب, نظرت إلى ملامح وجهة وبتمعن أكثر فهي لم تكن تستطع رؤيته, كان وسيم بعض الشئ, ولكن عيناه غريبتان لا تستطيع النظر إليهما فهن غائرات,, ومن خلال البحث والتنقيب عرفت الاسم أولاً ومن هي العائلة الكريمة,  وثانياً متزوج ولديه أبناء, وثالثا وأخيراً وهي الغريبة بعض الشي والتي تفسر بعض الأشياء بأنه يقطن في نفس المنطقة, أي أنه يتعقب خروجها من البيت, أيعقل ذلك, والسؤال المهم الأن.. ماذا يريد إذا كانت لديه حياته الخاصة!!.

خرجت..

وهي تعلم بأنها بالتأكيد سوف تراه, ولكن بنظره أخرى, هي نظرة المتزوج ولديه عائله, مرت بجانب الكافية وصعدت للأعلى بالسلالم وكان يمشي بالخلف منها, وأدخلته في متاهات, فكان يبحث عنها هنا وهناك ولم يكن يعلم بأنها خلفه تنظر إليه بنظرة الشفقة والاستغراب وهي تقول بداخلها, لقد عرفت كل شي عنكَ للأسف فماذا تريد مني, لم تشعر بعاطفه نحوه أبداً لا قبل ولا بعد, لأنها تجهله تماماً وتجهل مبتغاه الحقيقي, وباتت مستنكره اكثر غرابة تصرفه, نعم ماذا يريد!! ذات يوم وهي تتابع السوشيل ميديا, كانت تنظر إلى المتابعين وإعجاباتهم للصور ومن خلال برنامج الانستقرام ومن بين الناس كانت الصدمة الأخيرة إعجابات منه, كيف حصل على حسابها أم أنه كان يعرفها شخصياً وكان يبحث عنها, ولم يضيفها وأختفى بعدها فالسوشيل فقط,,,

أما الصدمة التي سببتها هي له, عندما خرجت ذات يوم برفقة أبن أختها وكانت تنزل السلم حتى وصلت الكافية وهو كان يجلس هناك ومعه أطفاله وينظر إليها باستغراب وتجهم وبوجه عبوس وخاصه عندما وضعت يدها في يد أبن أختها وهي تبتسم, حينها استنكر فعلتها متسأل من ذلك الشخص الذي معها وممسك بذراعها, ولم يهتم هو بأنه كان يجلس مع أطفاله لأول مره أمامها, هكذا هم الرجال يعشقون الوصول إلى المستحيل دون احترام حياتهم الخاصة, ومنذ ذلك اليوم تغير أسلوبه ولم يعد يمشي خلف خطواتها ولكنه اكتفى بنظراته كما كان فالسابق وكأنه تصور بأنها لغيره وهذا هو الحال الأفضل لكليهما.

لم يعد يهمها كما كانت فالسابق وأكثر, فهي تراه حتى الأن بغموض كامل, ومازال هو يتعقبها بهدوء متكامل, هنا تأتي النهاية....... the end