الجمعة، 24 نوفمبر 2017

هذا ليس عالمي..




هذا ليس عالمي..

في لحظه من اللحظات كنت أتابع ذلك الفلم القديم, أسلوبه كان مختلف جداً, الأجواء, التصوير, الموسيقى, القصة المعبرة, الأبطال والمشاركين فيه, الملابس المحتشمة, الجمال الطبيعي, هذا بجانب البراءة والعاطفة الحقيقية, فريق كامل فعل المستحيل وبأبسط التكاليف لتصل رسالة الفلم كامله إلى عقل المشاهد دون إن يلفت انتباهك إلى عري أو حركات تلوث عين المشاهد, تثق بما سوف تتابعه في تلك اللحظات دون ان تغير القناة إلى غيرها اكثر حشمه, هنا أنت تتابع قصه حقيقيه مشوقه بكل ما تحمل من معاني جميله سوف تترسخ في عقلك ذات يوم وسوف تُعلم أبناءك العبر دون ان تفتح أعينهم على طرق شائكه لا مرد منها كما تفعل أفلام اليوم التي لامعنى لها ولا قصه محدده سواء تعري وتقليد اعمي ولغة دخيله وموسيقى صاخبه وأفعال وجرائم من شأنها تدمير أجيال كامله للأسف, ولكن بأجواء الفلم القديم انتابني حنين تمنيت لو يعود ذلك الزمن بكل ما فيه وبكل من فيه, لأن الزمن الذي نعيشه اليوم أصبح مخيف جداً ولأتضمن ما يحمله الغد من تغيرات, فمسلسلاتنا ومسرحياتنا أصبحت للأسف تافهة, لا قصه ولا عبره, بعادات دخيله وملابس مبالغ فيها بجانب عدم الاحترام والحرية التامة فالسلوك وكأنهم أجانب, ولا ننسى ذكر عمليات التشويه اقصد التجميل, والجراءة فالتعامل بين الرجال والنساء.

الزمن القديم..

زمن جميل, زمن البراءة والحشمة والخجل, كان الرجل رجل والمرأة أمراه, كلن يعلم دوره ومكانته فالمجتمع, لهم قوانين شرعيه ومبادئ وأخلاق وعادات وتقاليد لا يتخطونها مهما كانت الظروف, الزواج لديهم مقدس وشي كبير والطلاق كان أكبر, والأبناء مسؤولية الاثنان من تربيه وتعليم وغيرها حتى يتخرجوا من مدرسة الحياه رجال ونساء قادرين على تخطي الصعوبات وفتح بيوت ربما تكون على نفس مستوى تربيتهم القديمة أو افضل لأن من شب على شيء شاب عليه, كانت المرأة محتشمة وخجولة ولا تسمع لها صوت ولا تراها كثيراً, والرجل كذلك له حدوده واحترامه وكلمته التي كانت تعتبر وعد لا يخلف, وهذا الأمر لا يقتصر فقط على حياتنا بل وحتى في الدول الغربية , فالاحتشام عندهم تعني بأن هذا الشخص مستقيم, والمتعري فهو المنحرف, زمن كان متشابه تقريباً في كل شي حتى فالعادات والتربية, أما اليوم فقد تغير كل شي, وكأنه جيل يعاكس الجيل الذي قبله في كل شي حتى في المأكل والمشرب, لذلك أصبحت الجرائم الغريبة بانتشار واسع لدرجة أنها أصبحت عاده يوميه, وانتشر التعري لدرجة أن الاحتشام أصبح غريبه, وتلاشى الوقار واحترام الكبير والكرامة وعزة النفس والصدق والأمانة وكثرة الخيانة والظلم, وكثرة الأمراض وتنوعه بسبب تغير الأكل والشرب والعادات السيئة, وانهارت المسؤولية اتجاه الشريك الأخر والأهل والأبناء وعدم الإحساس بالأخرين, فهذا ينشر الإشاعات والأخر يروجها دون خوف من الله وانتقامه, والكل يصدقها دون البحث عن الحقيقة, النميمة والنفاق أصبحت تحتل المراكز الأولى بجانب الفتن وخاصه في برامج التواصل الاجتماعي والتي من المفترض أن تكون لنشر مبادئ الدين وأخلاقه الحميدة, والنصيحة يكره البعض سماعها وينصح بها.

جيل التكنلوجيا..(الأيباد)

يفتخر البعض بأنه ولد في زمن التكنلوجيا ولا ننكر نحن فضل هذا الجيل وتغيره لحالنا الجذري وتسهيله وجعل كل صعب أبسط مما نتوقع, ولكن,, أين صلة الرحم, أين التواصل, أين الحركة والنشاط والصحة واللياقة البدنية, نصف الأطفال أصابهم مرض التوحد بسبب انطوائهم الشديد على الأجهزة الإلكترونية دون أن يحادثوا أحد وبعضهم فقد النطق الصحيح والمفجع ان البعض فقد حياته لتواصله المستمر على الجهاز , وبعض الأهالي يتعمدون إلى هذا الأمر لتخلص من إزعاجهم المتواصل فالبيت دون الاكتراث إلى صحتهم أو احتمال ضعف النظر لديهم, وللعلم لو وجهه كل فرد إلى حسن استخدام هذه التكنلوجيا لتخرج أبناء عباقرة فالعلم كما يفعل البعض لا فالألعاب, ولحتلت صلة الرحم المركز الأول في التواصل الاجتماعي , ولكن مع الكسل وتغير الحال انعدم التواصل, باختصار التكنلوجيا كما نعلم جميعاً سلاح ذو حدين وبعض العقول الواعية فقط من تحدد أي سلاح تختار.

كان الطفل,,

في ذاك الزمان يحترم والديه ويعمل لهم مليون حساب, وحين يحدثه أباه في أمر ما يطأطئ رأسه للأسفل احترام وتقدير وخاصه عندما يسئ الأدب, ولكن ماذا عن اليوم, فمنذ طفولته يمد يده ويطيل لسانه ولا يكن أي احترام لأهله وكأنه خلق وحده فالدنيا حر ولا فضل لأحد عليه, وهذا الأمر اصبح في كل مكان هنا وهناك وفي اغلب البيوت والدول والقارات وكأنه مرض وتفشى بين الجميع, كميه كبيره من الجرئه والعناد والعصبية والصوت العالي وسوء السلوك, في الزمن القديم كانوا السيئين تستطيع عدهم على أصابع يدك أما اليوم فالخيرين تستطيع عدهم على أصابعك, انقلب الحال فما الذي قلبه, هل هي التكنلوجيا, أم التقليد, أم قلة التربية, أم تساهل الأهل في كل شي ومنها التدليل الزائد, فاليوم اصبح الطفل زنان لا يصمت عن طلب يطلبه إلا بعد تنفيذه له, هل أكون مبالغة لو أقول بأن اغلب الأطفال أصبحوا سيئين السلوك!!! والدليل أن اغلب النساء متعبات ويشتكون من تصرفات أبنائهم وطلباتهم التي لا تنتهي,, هذا الجيل صعب جداً في التربية, فلو تجنب الإباء كل مصدر سيئ لأبنائهم من تلفاز وتكنلوجيا وألفاظ سيئة, فالمدرسة تجمعهم أحياناً بأصحاب السوء الذين يكونون هم المعلم الأول لطريق السجائر والمخدرات والألفاظ البذيئة والتعجرف والعناد والتمرد على الأهل, فما هو الحل,,!!!,,والمصيبة عندما يتجه الطفل بطاعة أوامر أصحابه السيئين ويفضلهم على والديه فأين ذهبت التربية التي غرسة فيه منذ الصغر,,!!!

طلب الحرية..

اذكر عندما كنا صغار كان اقتناء الهاتف جرم, ووضع المكياج شيء سيئ, الخروج للسوق أو لبيت الأصدقاء فيه مبالغة إلا للحاجة مثل المذاكرة أو اخذ كتاب أو أي يشي مُلح, الملابس كانت فضفاضيه والعباءة والحجاب التي تخلو من البهرجة, أي خروج مستشفى زفاف عزيمه رحله طويله سفر لا يتم إلا مع الأهل, كل شي عيب وحرام كنا نحتاج الى القليل من الحرية للتنفيس عنا ولكنها تبقى بحدود معقوله , الملابس الغير محتشمة أو الحديث مع الرجال أو التحدث بالصوت العالي, فكل شيء فالحياة يعتمد على السمعة سواء للرجل أو للمرأة والشرف هو أهم من كل شي, عندما يحدث شي مختلف وغير مألوف تقوم الدنيا ولا تجلس ولا ينتهي الموضوع إلا بمعاقبة السئ أو رحيله من المكان ويبقى عبره لمن يعتبر, والجميع يخاف على أبناءه بجانب خوف الأبناء على سمعة أهلهم فهذا الخوف والاحترام هو سبب صلاح الجميع حين ذاك, ونحن مقتنعين بهذه المبادئ لأنها أخلاق ديننا الحنيف التي نص عليها قرآننا الكريم والمنزلة من الله سبحانه جل جلاله, فنحن عندما نتبع تعاليمه فهو يحفظنا ويوفقنا ويرزقنا الجنة على اتباعه, ولكن جيل اليوم أي مبادئ يتبع, أعلم إن هناك الكثير من سيرفض كلامي لأنه يرغب بالحرية المطلقة والتي لا يحدها أي حدود تربيه أو مبادئ دينه من حرام وحلال لأنانيته ورغبته الشديدة في خوض شاطئ الرفاهية والتمتع فيه دون اكتراث بسمعة أهل أو دين, ومقولته هي العمر يجري ويجب أن أعيش كل لحظاته, ولا يعلم أن الموت ربما يباغته في أي لحظه كالموت المفاجئ وهو على معصيه,, فيكون قد خسر دنياه ويا حسره على ما فرط ليخسر أخرته,, فيكون قد دفع ثمن حريته التي طلبها على حساب دينه, وماهي هذه الحرية, شرب المنكرات والمخدرات ومواعدة الكثير من الفتيات, والرقص في الأماكن المنحلة, وضياع نفسه وماله في مالا يرضي الله دون التفكير في تأديته للصلاة ولو لركعتان بما انه ولد مسلماً, والمصيبة أن بعض الإباء اليوم خير معلم على شرب المنكر وارتياد مقاهي الشيش فالرفاهية أهم من التربية السليمة أحياناً.

بعض الفتيات اليوم لم يُغلق عليهم باب كما حدث مع البعض فالسابق ورغم ذلك فهن خرجنا بحرية فاقت الخيال نفسه, فالتبرج أصبح بالتدريج, بداية العباءة المزركشة, ثم العباءة المخصرة وذات الحزام والتي هي فالواقع موديل يخص الراهبات, بعدها سحب الحجاب إلى نصف الرأس, ثم فتحت العباءة القصيرة ليبزغ البنطال ثم السكني السترتش, ثم البنطال القصير ثم التنورة القصيرة بحذاء طويل يقارب النصف متر أم حذاء مسطح يستخدمه البعض على الشاطئ أو فالبيت, وليت الشكل يكون جميل , مع مكياج كامل لحفلات الزفاف يشمل سواد الحواجب التاتوه والرموش الطويلة, وتغير كامل للوجه, وأما يشمل عمليات تجميل ونفخ أو مكياج التوتوريال, والتان,, الوجوه نسخه طبق الأصل لأغلب الفتيات, والمصيبة عندما يبدأ من عمر ال 12 يبدأ هذا التحول وكأنها عادات وتقاليد عصرية, وتكون بصحبة أصدقائها أم أخيها أم زوجها,, السؤال الذي يطرح نفسه,, أين دور الأم وموقعها من الأعراب عندما تتركها تخرج من البيت بهذا المنظر على صغر سنها,, واحيانا تخرج معها وكأنها مقتنعة بهذا التنكر, سؤال أخر لمن هذا التبرج بالأساس,, أي ما المقصد منه,, هل تعلمين أختي الكريمة بأن الرجل ربما يراكِ جميله ومسليه ولكنه ينبذ سلوككِ ويحترم ويرى الفتاة المحترمة أجمل عنكِ فهي اختياره للمستقبل حتى لو اختلفت تربيته فمبدئه واحد, أُم أولادي يجب أن تكون محترمه ومستقيمه حتى وهي خارج البيت إلا من عاش حياة الحرية وكان بالأساس بعيد عن مبادئ الدين لا يكترث للغيرة والاحتشام ويعشق الحياه المنفتحة فهو من سيقبل بكِ ويقبل بأي فتاة حتى لو تراقصه في الأماكن السيئة, دخلتُ ذات يوم الانستقرام ولفت انتباهي فتاة ترقص على إنغام أغنيه وتؤدي الحركات على حسب الكلمات, لم يعجبني أبداً تصرفها, ودخلت داخل الحساب فصاحبه يضم في هذا المكان كل الفتيات الاتي يرقصن بنفس الطريقة وليتني لم أدخل, أحسست باننا في نهاية العالم, فتيات يقلدنا بعضهن البعض على نفس الأغنية أو غيرها ويلبسن لباس يكاد أن يسترهن, وصغار وكبار, واشتهرن على هذا الوضع, فهل أهاليهن على علم بهذا الانتشار الواسع لهن , والمصيبة في التعليقات فأغلبهم يشجعونهن على هذا الفعل المشين, هل هم مسلمين بالفعل وانهم تربوا على الدين الإسلامي!!!!!! أم هم مسلمين بالوراثه ليس إلا.. بالفعل هذا العالم لم يعد عالمي.

الحب بين الجيلين,,

فالماضي كان الحب برئ وعذري وصادق يحمل كل معاني الإخلاص والوفاء, فعندما يعشق المرء يكون أكبر وأعظم سر بين الاثنين خوفاً على العلاقة ومدى جديتها بين الطرفين وربما تستمر بالصدف والنظرات النادرة, وربما برسائل يكون حبل الوصل شخص يحفظ ذلك السر الجميل وبعدها يأتي الزواج وتدوم العشرة وكل ذلك بمشيئة الله, ولكن ماذا عن اليوم, فكلمة حب أصبحت مجرد كلمه لا يشعر بها سواء القليل أما الباقين فهم يسعون لهذه العلاقة فقط للتسلية وزيادة عدد الأفراد في الهاتف وتكون هناك مصلحه متبادلة وتفاخر بين الأصحاب وابتزاز وفضائح ومجاهره بكل ما يحدث, فالكافيهات هي من تتحدث عن قصص الحب التي تأتي وترحل بين ليله وضحاها دون جديه تذكر إلا من رحم الله, واذا حدث الزواج فماذا سيكون مصيره ومصير الأبناء, لم يعد هناك حب حقيقي, ولا صدق يذكر, ولا حتى وفاء, كل شي تغير, فهذا العالم ليس عالمي.

كل شيء تغير,,

نعم كل شيء تغير وفي العالم عامة دون استثناء, الأخطاء أصبحت عاده, والكذب أصبح عاده, الأب تغير, والأم تغيرت, والأبناء, لم تعد الأفكار كما هي, الجميع يسعى إلى الحرية والانفتاح الكلي, الإفتاءات تغيرت, الفتن زادت, حتى الكتابات والأشعار اختلفت ونحن فقط نواكب هذا التطور, سن الثلاثين والأربعين كان شباب ونضج واليوم اصبح بداية الشيخوخة والخمسين عجز في نظر هذا الجيل الصغير الذي يعتقد بأنه لن يكبر يوماً, اليوم الخير أصبح غريب وينشر فالصحف, بينما الخطأ والجريمة والسرقة والخيانة وكل السلوكيات السيئة أصبحت أمر أقل من العادي, الغش والرشوة والنفاق هم أساس إنجاز المعاملة والأمانة أصبحت مهمشه, أفعل ذلك فالكل أصبح يفعل بالمثل, أصبح بعض الناس يخشون الناس ولا يخشون الله, كان الشخص عندما تحدث له مصيبه يعتبر ويتعظ ويعود إلى الله واليوم عندما يعود ويقف على رجله يظلم ويتمرد أكثر, لا حساب للموت فحتى النهاية لم تعد تهم, قلوب قويه متحجره لم تعد تذكر الله وتهتدي بل تزيد حتى ترحل, ما هي الأسباب!! هل لأننا في نهاية العالم بالفعل, الكل يبتعد عن الدين أغلب هذا الجيل لم يعد يصلي وكأن الدين لم يعد يناسب حرياتهم وتمردهم وسلوكياتهم الغريبة وأصبحوا نفسي نفسي...!!!! الأمهات لم يعدنا ينصحن أبنائهم كما فالسابق فالبعض يتفاخرون بسلوكيات أبنائهم الطالحة, والإباء يعتبرون ما يفعله الأبناء مجرد مزحه فهو مشغول بعمله وأصحابه ورفاهيته فلماذا يلتزم بتربية أبناءه فهو في عام 2017 والأبناء يربون انفسهم بأنفسهم, وسوف يشتكِ من سلوكهم بعد ان تأكله الشيخوخة ويحتاجهم ويبدأ مسلسل العقوق..!

كلمه أخيره..

لن يتفق معي الكثيرين ممن هم من هذا الجيل,, ولكن سوف يوافقني الكثيرين من الواعين بأذن الله ممن هم من هذا الجيل والجيل السابق,, قبل فوات الأوان,, وقبل أن يعود الإسلام غريباً.

عندما ننصح بعضهم يرد بأن جيلنا يختلف عن جيلكم القديم وأنا أوافقه الرأي فجيلنا الأجمل والأبسط في كل ملامحه, فهل يختلف الدين وتعاليمه ومبادئه أيضا بين الجيلين؟ ,, لكم حرية الإجابة..!!!!,, ولكن لم يعد هذا الزمان مكاني البته فطوبا لمن رحل ورب العباد راضٍ عنه,, فعلامات الساعة الكبرى تقترب.. رحمنا الله جميعاً و(رحمكَ الله يا والدي الغالي).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق