الأحد، 24 يوليو 2016

خاطره\..رحل تاج راسي..




رحل تاج راسي..

رحمك الله يا والدي الغالي

12\3\2016م

 

من أين أبدأ,, وكيف اسطر حروفي, ماذا عساني أن أكتب في هذه اللحظات, مصيبتان فالرأس توجع لم أستفيق من الأولى حتى جاءت الثانية وبالصميم, منذ ثمانية سنين وقع طريح الفراش, وقلوبنا تعتصر على مرضه وتعبه, ومنذ ذلك الحين ونحن نضع أيدينا على قلوبنا من أي نكسه, وما أكثر النكسات التي فطرت قلوبنا عليه, صبرنا وصبر أكثر منا بكثير, وتماثل للشفاء عدة مرات, والحمدلله على كل حال, حتى وصلنا إلى نكسه كانت أبسط بكثير من غيرها, حتى أننا توقعنا ونحن على يقين بأننا سوف نجتازها كالعادة, ولكنها كانت الخاتمة والصاعقة والصدمة الأكبر والتي لم نكن نتخيل حتى حدوثها, نكسه في ظرف يومين تكون هي النهاية , القضاء والقدر لا محاله, قال تعالى (فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلا يَسْتَقْدِمُونَ)...

الأحلام لها دلاله, والرؤية, والمشاعر التي تكتسيها الأحزان, كل ذلك الشعور هو بدايات الفقد, فقد انهمرت الدموع قبل سماع الخبر, وجاء ذلك الشعور الذي لامعنى له يذكر, وذلك الضيق, وكأن شيء حصل أو سيحصل, تخبطات متتاليه ولكنها مؤلمه جداً, غصه, عصبيه, وبروده وجو حار في ذات الوقت, ما الذي يحصل لا أعلم, أمور غير طبيعية تخبرك بما هو أتي دون أن تعلم بعلم الغيب, تبكي وتبكي حزناً, وكأنك تعلم وأنت لا تعلم, مؤلم الشعور في ذلك الحين, حتى جاء الخبر من شفاه لا تعلم بأني لا أعلم, وانطلقت تلك الكلمة, وكأنها رصاصة أصابت الرأس مباشره " توفى"......!!!!!

دقات قلب متسارعة, صرخات مستنكره, كلمات متناثرة, وصيحات عالية مردده "أبي.أبي" دموع, ونظرات بعيده, وارتعاش, وتشنج, وكابوس فضيع جداً أخذني إلى أعماقه, وكنت أصحوا وأغفوا فيه كلما علت الصرخات, صدمه شلت التفكير حتى اعتقدت بأنني في حلم وهذا الحلم يرفض استيقاظي أو استيعابي لكل ما يحدث, فما حدث موجع, موجع جداً, حتى أنني لا أستطيع وصفه, من هول الألم, وعدت أتمتم, لماذا رحل, وكيف رحل, ماذا تقولون, فالعقل لا يصدق, والقلب منهار فلم يعد يشعر بشيء البته, فأنا لم أراه منذ سنتين منذ ذهب للعلاج فالخارج, ولم أتخيل يوماً بأن أبي سوف يرحل وهو خارج البلاد وتذكرت حينها وأنا في مصيبتي ..قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)..                       وما أوجعني بحق أنني لم ألمسه ولم أضمه ولم أقبل يديه ورجليه كما كنت, ورحل بتلك السهولة , رحل اغلى الغالين, رحل دون أن اعلم هل كنت باره به, رحل دون أن أعلم هل كان راضٍ عني, هل كنت مقصره, وهل وهل وهل, تساؤلات لم أجد الإجابة عليها, فكل ما حدث كان بسرعة البرق, فهل هي رحمه له ولي, وهل كان بعده رحمه, فأنا احبه بجنون, وحزني يعزلني عن جميع الناس, ولكن راحته من الألم والعذاب تجبر كسر قلبي...!! سوف أتوقف الأن عن الكتابة,, فالقلم يعجز عن سرد سطور صعبة الوصف,,..  22\3\2016م

يعود قلمي.. من جديد..

8\4\2016م

ليسرد هنا ألام قلب لم يشفى حتى الأن من رحيل عزيز وغالي وحبيب, رحل الغالي في 12\3\2016م ,,, منذ بداية السنة لم نسلم من أخبار الفاجعات ولكن لم نظن بأننا سنقع من ضمن أسوار الأحزان والفقد, رحل وتوقف كل شيء إلا أنفاسي, ليتها توقفت هي كذلك , فعالمي بدونكَ لا يعني شيء, وكأن كل الدنيا ضاعت, وكأن كل السعادة تاهت, وكل الأرواح بعد روحكَ هامت, باختصار نحن لا شيء  بدونكَ يا والدي الغالي....!! أرفض الحزن رغم أنه يتملكني, وأرفض الهناء والعيش في كنفها وكأن شيء لم يحدث, أحاول السيطرة على نفسي ولكن في كل مره يفلت الزمام معها, فهي في حالة صدمة وترفض التصديق, منكره كل شيء وهاربة للبعيد, وكأن قلبي هو من مات, ماتت الحياه بأكملها بعد رحيلك يا غالي, مكانكَ كبير, كبير جداً لا يأخذه غيركَ, أبكيكَ كل يوم وكأنكَ في هذه اللحظة رحلت, ليلي بذكراكَ مؤلم جداَ, صوركً تعصر قلبي, ويصيبني القهر على فراقكَ, ولكن الحمدلله على كل حال, يبكيكَ كل من حولي, أمي وأخوتي, فهم لا ينفكون يتحدثون عنكَ إلا وغرقوا في أعماق ذكراكَ, فأنته بيننا وفي أعيننا وألسنتنا وقلوبنا, كلما حزنت لحالنا تذكرت قول الله تعالى: (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ ... ف يا رب أجعلنا منهم فحزننا عميق , عميق جداً.,,والحمدلله..!!

لحظة توديعه..

أدخلوه إلى بيته, برائحة العطر ودهن العود, وكأننا نزفه ولكن إلى مثواه الأخير, وكأننا نسلم عليه قبل رحيله لجنات الخلد بإذن الله, هربتُ باكيه عند أول وهله لدخوله, وعدت مهروله إلى كتاب الله لأقرأ عليه مع الأهل بعض السور, وعندما انتهيت, بحثت عن رأسه بين رداء الكفن, لأقترب منه, وطلبت منه السماح, وأخبرته بانني أحبه كثيراً جداً, ذهبت إلى رجليه وضممتهما في يدي وشرعت اهمزها وأقبلها كثيراً كما كنت أفعل سابقاً, كنت أتمنى لو يستيقظ حينها ولكنه لم يفعل, ثم ذهبت إلى يديه ووضعت يدي عليهما وانا اهمس استيقظ يا أبي استيقظ,, ولكنه لم يفعل,,! ثم رحلوا به, رحلوا به بعيداً وهو قريب, فما زلت أشعر به هنا وهناك وأتمنى لو يعود لحظه فقط, لأغسل رجليه, وأقبلهما وأضمهما في حضني الذي اشتاق إليه جداً.!

وبعدها,, أخذت فيكَ العزاء وأنا منكره لما يحدث, بكيت كثيراً أمام الجميع وقلبي يتساءل من الذي مات فالحقيقة, دائماً أخاف هذا اليوم, واليوم أقع بأحزاني في وسطه, هل كل هؤلاء الناس جاءوا لتعزيتي في والدي,, ارفض تلك الكلمات فهي تشتتني بين الخيال والواقع وعدم التصديق, فرحيلكَ مفجع لي جداً وحتى هذه اللحظة لا اصدق بأنني لن أراك أبداً, الجميع يقول بأنها سنة الحياه, وبأننا كلنا راحلين, ويجب أن ننسى, ولكن من ينسى أحب مخلوق عاش معه, من ينسى من رباه يوماً, من ينسى من ضحى لأجله, من ينسى القدوة والحب والحنان والأمان وكل شيء في حياته, صعب جداً, بعد رحيله اعتراني الخوف كثيراً فهوا الأمن والأمان وهو الوطن, فلم يعد للحياة حياه بعده, كل شيء أضحى لا شيء, وخاصه عندما يحبكَ والدكَ أكثر منك وانته تشعر بذلك.. صعب جداً.. اللهم اجبر كسر خواطرنا يا رحيم,,! سوف أتوقف الأن عن الكتابة وأعود يوماً...!!

عدت من جديد -29\5\2016

كان أبي..

محب للجميع, شخصية مميزه ومرحه, هيبه, كريم, الزعل لا يعرف طريق قلبه, متسامح, معطاء , خلوق, لا يحمل الحقد أو الحسد أو الكره في قلبه, صبور, جميل, طيب بدون مبالغة, فأنا لا اكتب تلك الصفات لأنه أبي الغالي, ولكن هي الشهادة التي تسلمها في حياته من الجميع, نصيحته الدائمة أتركوا الناس فكلن مسؤول عن نفسه , حنانه لا مثيل له, وخوفه علينا يسلب صحته, فانا اذكر كنت يوماً مريضه وأخذني إلى المستوصف ومن شدة خوفه فقد ارتفع ضغط دمه دون أن يخبرني وبكى دون أن يشعرني بدموعه, كان يحترمني جداً فانا بمثابة أمه التي رحلت في صغره وسميت أنا على أسمها الكريم, وكان شرف لي أن يختارني من بين كل بناته, وليتني أحمل بعض من صفاته ولو القليل, فشخصيته جميله منفرده في كل شيء, اعشق حياءه واحترامه ورزانته وذوقه الرفيع في سلوكه وملبسه وتعامله مع الجميع, ما أجمل ذكرياتي معه فهي كل حياتي وبعده توقفت الذكريات, لقد خسرت كل حاضري ومستقبلي برحيله, لا شئ جميل كما كنت أرى وكأنه هو بوجوده كانت هناك الألوان والسعادة والفرح ,, ليته يعود ..ليت..!!

أول ليله من رحيله,, بكيت كثيراً وكلمته أكثر, "أبي لما رحلت، فأنا لم أراك منذ سنتين, لم أحضنكَ, ولم ألمس يديك, لم أقبلكَ ولم أعتذر منكَ أو أخبرك بأني أحبكَ جداً ولم أودعكَ, فأنا مشتاقه إليكَ اليوم فكيف غداً وبعد غد, هل رحلت للأبد ولن تعود, لن أراك بعد اليوم!!,,,," ونمتُ على دموعي وحزني.. وإذا بهي يحضنني في منامي وبقوه وكأنه سمع أنيني, وكأنه شعر بدموعي, صحوت على غمرته التي أسعدتني بحق والتي شعرت بها وكأنها رحمة من الله, وتوالت الأحلام فمنها صوته الذي كان يخبرني بأنه يحبني جداً وبأنه مشتاق إلي, فحمدت ربي على كل تلك الأحلام وتمنيت الأكثر, ومازلت أحدثه حتى الأن رغم مرور شهران ونصف وكأنه رحل هذه الساعة, فما يألم قلبي لحظة احتضاره التي مرت وهو في الغربة ولم أكن بجانبه, أتساءل بماذا كان يشعر وماذا يدور في خلده, كنت أخاف تلك اللحظات منذ زمن، وكنت أتمنى لو كنت بقربه, وأمسك بيده, واقبله وأقرأ عليه و و و كنت أتمنى الكثير الكثير ولكنه رحل بسرعه جداً لم أتوقع ذلك أبداً..... رحل أبي...... سوف أتوقف فالليل قارب على الانتهاء,,, رحمك الله يا غالي,,,

ها أنا أعود بعد انقطاع .. 10\7\2016م

سوف يكمل رحيل أبي بعد غد أربعة شهور,, فهو قبلها كان بيننا بروحه وجسده, كنت أحادثه بالصوت والصورة وهو فالخارج, ولقد طلبت من والدتي حينها أن أراه وكأنني كنت أودعه, كنت دائماً أزرع الابتسامة في وجهه فأنا فاكهته , على رغم حيائي منه ولكن ابتسامته كانت تريحني جداً لما يعانيه من الألآم والتعب, كنت قريبه منه جداً وخوفي عليه شديد, ولكن فالآونة الأخيرة كنت بعيده جداً وكأنها رحمه من الله , فماذا سيكون مصيري عندما أكون منه قريبه وبعدها يرحل, ربما أكون في عداد المجانين, فأنا لما أراه وانتابتني حاله من الهستيرية فكيف لو رحل وهو بين يدي ...,,!!!!!!!!!! تغرق عيني بدموعي فلا أرى الحروف بوضوح فمتى سأنهي كتابتي إذا كان هذا حالي حينما أكتب عن حبيب قلبي أبي, أبي الذي فارقته بلا موعد, وبتت أناديه بحرقه كل ليله عله يسمعني ويسامحني على بعدي وتقصيري, أبي الذي حرمت من لمسه وتقبيله ورؤية وجهه, فقلبي لا يصدق حتى هذه اللحظة بأنه رحل ولن يعود يوماً, هل تعود الأرواح وتتلقى؟؟, هل تسمعنا, هل تشعر بنا, لا أعلم بشيء سواء إنني اشتقت إلى أبي..!!!

البيت يحمل بين طياته الكثير من الذكريات, هناك على تلك المرتبة حين كان يجلس أغلب الأوقات ومنها يتابع التلفاز وينظر إلى الشرفة أو يزوره الأهل والأصدقاء فغالب ما أضع يدي على تلك المرتبة اليوم وكأنني ألامس ذكراه, وبين رائحة ملابسه ووسادة سريره التي كلما دخلت إلى الغرفة احتضنتها ويخيل لي بأنه مازال ينام عليها, فلقد أخذت بعض من ملابسه وأغراضه وضممتها بين ملابسي وهذا لا يكفيني البته, حركاته وتحركاته محفوره في عقلي, وتصرفاته تشبهني فدمه يسري في دمي وأنا بنفسي ذكرى منه ليتني أستطيع أن أكون هو فطباعه أجمل بكثير مني, لا اعلم ماذا أكتب عنكَ يا حبيبي ففي الأغلب أصبحت أهذي بكَ ومعكَ,,!! دائماً ما أتذكره حين كنت أمرض وأكون نائمه على سريري وكل صباح اشعر بيده الحانية يضعها على جبيني ليشعر بدرجة حرارتي وبرفق كي لا استفيق ولكني استفيق لأرى وجهه الغالي, الكثير من الذكريات يختزنها العقل, ولكن القلم والفكر يعجز عن سردها, أخاف أن أنهي تلك الحروف ولم أفي أبي الغالي حقه, وفي اللحظة ذاتها لا أستطيع أنهاء سطور اشعر بأنها تربط بيني وبين ذكرى أبي منذ رحيله, ولكن لكل بداية نهاية...!!

كلمة أخيره لكَ والدي الغالي..!!

جاء رمضان وأنتهى وهو مغموس بذكراكَ, وجاء العيد ورحل ولم نلبس سواء رداء الحزن,,, ولم تكن بيننا كما تعودنا ,,كنت اسمع بفاقد ومفقود ولكن لم اعلم بأنكَ منهم,,, لا أعلم ما الذي يجري ولا اعلم لما حدث كل ذلك, وكيف خسرتكَ بهذه السرعة, وهناك بعيداً كانت وفاتكَ, وهل كان هناك خطئ بالأمر أم أن هو قضاء وقدر, وكيف أنني لن أراكَ بعد اليوم, ولكن.. ما أعلمه,, هو أنني أحبكَ وجداً, وبأنني لا أصدق رحيلكَ وإنني أبكيكَ حتى هذه اللحظة, وبأنني أبحث عنكَ دائماً في أرجاء البيت ربما أراك,, هكذا أصبحت بعدكَ,, وبأنني لن أنساكَ ما حييت, ولن تفارق دعائي وصلاتي وعيني وسأكون لكَ الولد الصالح, وبأنكَ الوالد الذي لا مثيل له,, حتى ألقاكَ ذات يوم,, أبي الغالي انتظرني......!!!!!!!!!

رحمكَ الله,, وأسكنكَ فسيح جناته, وجمعنا وأياكَ في الفردوس الأعلى, آمين,,!!

وداعاً أبي وتاج رأسي,,!!! ,,أحبكَ,,!!

24\7\2016م

أبنتكَ..م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...