الخميس، 13 نوفمبر 2014

قصه قصيرة ..أخر ورقه,,,!!



قصه قصيرة ..أخر ورقه,,,!!
لصاحب الأوراق الملونة..! من وحي الخيال..؛
كالعادة يسبقها إلى الفصل ليضع لها ورقه تبهج يومها بجميع تفاصيله, أما قصيده, أو نصيحة, أو نكته, أو حكمه, فهو يكتب ما يحلو له, وهي تفهم ما يحلو لها, شهور عدة على هذا الحال وهي لا تعرف من هو, فقط هو يعرف من هي, وقد أعجبته حكاية طاقية الإخفاء التي تقمص لبسها طول كل تلك الأيام, كانت في بداية الأمر تتضايق من هذا التصرف وترمي الورقة تلو الأخرى بعد قراءتها حتى تعودت عليها وأصبحت شغفها وشغلها الشاغل, ولم تكن تعلم أهو حب أم عشق أم هو مجرد إعجاب لطريقة وضع تلك الأوراق وألوانها وحروفها من ذلك المجهول فالجميع يعشق الغموض وأجواءه الخيالية التي تجعل منه حلم لا ينتهي إلا بفك رموز عقدة شفرة الغموض المستحيلة, كان لها صديق يدعى عمر وهي سحر تحكي له كل ما يجول في خاطرها فهو صديق صادق لا يسير إلا على دربها يحمل معها أحزانها وأفراحها ممسك بيدها حتى وصولهم للجامعة , فصداقتهما لا مثيل لها ومهما حدث,,!!

تدخل إلى الفصل تحمل كتبها كالمعتاد تجلس فالإمام, ويدخل معها الجميع مطلقين صيحات المناداة على فلان وفلانة مرحبين ببعضهم, هناك حضور وهناك غياب, وتعج القاعة بأصوات الجميع وتحركاتهم وضحكاتهم وهي تجلس بصمت تضع كتبها على الطاولة تستجمع شجاعتها استعداد لوضع يدها على تلك الرسالة تسبقها نبضات قلبها لمعرفة ما تحتويه تلك الرسالة, تسحبها برفق وهي تتنهد وعينيها مغمضتان , ثواني وتنزل بعينيها على الورقة, خضراء اللون صغيره , تتلفت حولها أهناك من يراها , وتسرع بفتحها وهي مبتسمة, فيقف كل ما حولها ويبقى ساكن وتبتعد صيحات الطلاب , ويعم الهدوء في كل الأرجاء وتبقى الحروف على الورقة هي من تتحدث: صباح الخير سحر, اللون الأخضر هو لون الطبيعة فجعلي يومك بأكمله طبيعي خالي من النباتات المتسلقة والمؤذية ومنحي نفسك ابتسامه مشرقه لا تهجرك أبداً وسوف أكون معكِ,, إلى اللقاء,,, لم تكن ترغب بنهاية تلك الرسالة القصيرة, فكانت تتمنى لو تسحب غيرها وغيرها ولا ينتهي يومها أبداً لتعلم ما تحمل في جعبتها كل تلك الرسائل,,!!
جاء صديقها عمر وهو دائماً متأخر, ينهره الأستاذ كالاعتياد ثم يجلس بجانب سحر مبتسم وهي تنظر إليه بغضب معاتبه له أسباب تأخره عن كل المحاضرات الصباحية, وما أن ينظر إلى يدها حتى يرى الرسالة  فيتجهم وجهه مشيحً به إلى مكان الأستاذ, فتبادله هي بالابتسامة تصاحبها السعادة من تلك الرسالة الصغيرة, تعاود تكرار قراءة الرسالة حتى ينتهي الأستاذ من شرحه وينتهي الوقت فيخرج عمر مسرعا إلى الخارج وسحر مازالت تنظر إلى الورقة حتى يعود عمر ويسحب الورقة فتصرخ سحر معاتبه في وجهه اليوم وعلى غير العادة, نعم هي ليست من عادتها فعل ذلك مع عمر فهو صديقها المقرب منذ سنين وقبل تلك الورقة, هذا ما كان يدور في ذهن عمر ولكنه بقي صامتا فسحر ستفهمه كالعادة وتطلب منه السماح, ولكن ما حدث كان غير متوقع, سحر تركته فالفصل ورحلت دون حتى أن تنظر إليه,  فما الذي يحدث يا ترى؟
عمر يلازم سحر في جميع الأوقات يهتم لها ولأحوالها وحتى بدراستها وهي كذلك فصداقتهم حقيقية جداً, ولكن بعد ظهور الأوراق أصبحت سحر لا تهتم إلا بها, فقصصها وحكاياتها ومشاعرها التي تحكيها لعمر لا تقتصر إلا على ورقه مجهوله, ولكن عمر كان يبادلها في تلك الآونة بحسن الاستماع والمجارات الدائمة خوفاً على مشاعرها وحتى لا يفقدها في يوما ما, أصبحت سحر اليوم متعلقة بذلك المجهول كثيراً, حديثها عنه يتملكها كلياً, فهي تبحث اليوم عن ذلك الشخص, وتبحث عن كيفية الرد عليه, تبحث عن شتى الوسائل لترد عليه ولو برسالة تقول له بأنني ارغب بلقائك, فهي بعد كل تلك السعادة أصبحت حائرة مشتته حزينة يقلقها الغد وماذا سيحمل معه من أحزان بعد كل تلك الأفراح والأحلام, فالرسائل مستمرة ولا صاحب لها, فهي تترصد كل يوم وفي كل وقت لمعرفة من يضع لها كل تلك الرسائل, وهل هي مجرد دعابة أم لعبة انقلبت حقيقة تقلق مشاعرها وتزيد من خوفها, تمر الأيام وسحر بانتظار ذلك المجهول, والفجوة بينها وبين عمر أصبحت في اتساع دائم, الخلافات لا تنتهي بين الاثنان فعمر أقلقه الوضع كثيراً وباتت صداقته مع سحر على المحك..!!
جن جنون سحر لكل تلك الأحداث التي حصلت فالآونة الأخيرة, وكان عمر يضغط عليها بشده لتتجاهل كل تلك الرسائل فهي أصبحت حائل وحاجز منيع بينهم فلم تعد سحر كما هي وخصوصاً عندما انقطعت  تلك الرسائل ولم تعد تصل إليها, حينها اشتعلت سحر حرقه وذهبت إلى عمر وطلبت منه ما لم يكن فالحسبان, عمر!! يجب أن ننهي صداقتنا فلم تعد محتمله , ورحلت, هنا وقع عمر طريح الفراش ولم يقوى حتى على السير ولم تزره حتى يوماً واحداً, بل كانت مشغولة بقصصها وأحلامها الخيالية , دون أن تشعر بأنها كانت تتخلى عن أجمل صداقه كانت تجمعها بعمر في يوم من الأيام,,!!
ذات يوم كانت سحر تهم بالذهاب إلى الفصل وهي مهمومة ومنشغلة البال بالأحداث الأخيرة وإذا بمجموعه من الطلاب يلتفون حول شخص كان مرتمي على الأرض أحدهم يتحدث بصوت عالي والأخر يستنجد بالإسعاف لنقل هذا الشخص المتعب, فاقتربت سحر إليهم بخطوات متثاقلة وتُبعد هذا وذاك لترى من هو المرمي على الأرض, فوقعت عينيها عليه, وانذهلت بشده, أنه عمر ما لذي أوصله لهذا الحال من المرض, فأسرعت إليه وهي تبكي, عمر عمر ماذا بك يا عمر لما حالك هكذا؟ وأين كنت ؟ ولماذا جئت إلى الجامعة وأنته منهك ومتعب لهذه الدرجة؟ أسئلة كثيرة محيره تدور في عقل سحر لا إجابة لها, جلست بجانبه وحملت رأسه ووضعته على حجرها وهي تبكي, لما وصلنا لهذه الدرجة؟ لما تركتك وهرعت وراء المجهول, كنت خير صديق لي, يا ويلي ماذا فعلت بك, فهل كان عمر يسمع كل كلماتها؟ هل شعر بحزنها وندمها؟ لحظات حتى جاءت سيارة الإسعاف وأخذته من بين يديها وهي تصرخ باكيه, ماذا فعلت بك يا عمر؟ ماذا فعلت؟
جاء رجال الإنقاذ وحملوا عمر على النقالة ولحظات حمله وعلى مرا من عيني سحر سقطة ورقه من يد عمر على الأرض كانت باللون الأحمر, فنظرت سحر إلى عمر وهي مذهولة , أيكون هو المجهول؟ ورجعت بنظرها إلى الورقة فذهبت إليها وحملتها وقد توقفت كل مشاعرها ودموعها ويداها ترتجف من فتح تلك الورقة, ألاف التساؤلات في ذهن سحر والتي لن يجيب عليها سواء تلك الورقة الصغيرة, فتحت سحر تلك الورقة وتجمد نظرها على تلك الحروف وهي تقول: صباح الخير سحر, اللون الأحمر هو لون الحب, فلا تدعي تلك المشاعر تفلت من بين أحاسيسك فأنتي بحاجه إليها, وهي قريبه جداً منك, فلا تخسريها بحروف المجهول, فنظري حولك وسوف تجدين الحب الحقيقي والواقعي , فما كانت أوراقي لكِ سوا لتنعمي بالسعادة الدائمة , فلا تخسري الواقع لأجل المجهول, وهذه أخر ورقه مني لكِ, فكوني بخير وسعادة,,وداعاً,,! لم تلقى الإجابة الوافية ولكنها تلقت ما هو أهم, تنبيه لتصحو من غفلتها ..!!
ذهبت مسرعه إلى المستشفى وحاولت الدخول إلى غرفة العناية المركزة ولكنها مُنعت حتى تستقر الحالة, في تلك الآونة انغمست فالتفكير!!, لماذا الورقة كانت في يد عمر؟ هل كان هو من يكتب تلك الأوراق ليبقيني سعيدة؟ أم تصنع شخصية المجهول لينهي ألامي وأحزاني؟ في كل الأحوال أنا من أهمل تلك العلاقة الوطيدة وجعلها على المحك لأجل أوراق ملونه لا صاحب لها؟ أنا من أهمل صديقه المقرب وأوصله لحاله يرثى إليها؟ والسؤال الأهم هل كان عمر يحمل لي الحب في قلبه؟ لقد تركته وتركت سنواتي معه واتجهت إلى الغموض دون وعي بأنني سوف اخسر روح كانت تلازمني منذ طفولتي, لقد اقترفت ذنبً كبيراً بالتخلي عنه؟ حتى مرض ولم اعر مرضه وتعبه أي اهتمام؟ ولو كنت السقيمة لما تركني يوماً ؟ في كل الأحوال عمر من يستحق أن ابقي معه وحتى لو كان يتصنع دور المجهول فقد تصنع لأجلى و ليسعدني؟ لذلك لن أبحث عن صاحب الأوراق الملونة ولم يعد يهمني ذلك؟ فما يهمني الآن هو استعادت صحة عمر واستعادت أجمل اللحظات معه ..!!
فاليوم التالي عادت لتطمئن عليه ولكنها لم تجده في سريره فهرعت من الخوف إلى الخارج تسأل عنه فأجابت الممرضة أنه يجلس فالشرفة ليستنشق بعض الهواء النقي, فرجعت وهي تأخذ نفسً عميقً مما أصابها, وخرجت إلى الشرفة وسقطت عينيها في عينيه فبتسم لها وسحب لها الكرسي الأخر لتجلس عليه, وكانت نظراتهم كافيه للعتاب فيما جرى بينهم , تجاهلت هي أن تسأل من يكون صاحب الأوراق الملونة, ولكنه بادرها بهدوء وهمس تكاد تسمعه: بأنه كان يأتي كل صباح باكراً قبل دخول الجميع إلى الجامعة ليضع لها تلك الورقة , ويذهب إلى المكتبة لينام وهذا ما كان يجعله يتأخر كل صباح عن المحاضرات الصباحية, عقدت ألنونه سحر وهي تسمع اعترافاته ولكنها شعرت بالراحة والسعادة أخيراً, وبأنه هو الصديق الحقيقي, وهو بعد الورقة الأخير أصبح الحبيب والذي يستحق منها مالا يستحقه غيره, وحدثها عن الكثير الكثير, فكان يتعثر دائماً عند دخوله الجامعة  لخوفه من أن يكتشفه أحد , وكان يراها دائماً ويراقبها كيف كانت سعيدة ومبتسمة لكل ورقه تصل إليها وتمعن في ردود أفعالها, فسعادته هي سعادتها, كما كان يتصنع الغضب حين تصل تلك الرسائل فقط لتكتمل تلك المهمة وهي خلق جو من الحب والسعادة والتوجيه والإرشاد إلى الطريق الصحيح, فكانت كثيراً ما تشتكي سحر بأنها تفتقد لمشاعر الحب والشعور به, لذلك كان عمر خير صديق وخير حبيب, ولولا صداقتهم القوية ومعزتهم لما اكتملت تلك القصة وتكللت بالسعادة, والبقية الباقية نبقيها لمخيلة القارئ,,,!!
أخر ورقه,,!
لا يبقى شئ ويستمر سوا الحقيقي والواقعي وليس الغموض والوهم والخيال..!
دمتم بسعادة..!

هناك تعليق واحد:

  1. Lucky Club Live Casino in the UK - Online Slots
    Lucky Club Live Casino is a Live Casino operated by Evolution Gaming luckyclub.live Group and licensed by the Gambling Commission. It is a member of the Malta Gaming Authority.

    ردحذف

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...