الاثنين، 27 أكتوبر 2014

خاطره\..قهوة الصباح...!!



قهوة الصباح..!!
كنت ولازلت أعشق الصباح رغم تكاسلي بالنهوض له حتى تذهب أجمل لحظاته, ولكنني اصحوا لأستمتع بما تبقى منه ولو لساعة, محاولاتي دائماً تبوء بالفشل عندما أرغب بالنهوض مبكرة ولكن النوم سلطان فهو لا يدع لك مجال للتفكير بما هو رائع أو جميل, كعادته يخلق لك مليون سبب لتبقى في فراشك نائم غائب عن الوعي ولو مر دهر, فلن يعتقك إلا بعد الشبع وفوات كل الأوان,,!
أصحو لأراها التاسعة أو العاشرة, ويدعوني حينها وبلهفه ذلك البصيص الرائع من النافذة خلف الستارة, يقول لي: صباح الخير والتفاؤل, استيقظي قبل أن ترحل الشمس في كبد السماء ويرحل معه ذلك المنظر الرائع لخيوط الشمس الصباحية المرتمية على الأوراق المتمايلة أغصانها بلمعة لا مثيل لها, الجميع يعشق أمور كثيرة في حياته ولكن بساطتي تترك لي الحرية لأعشق ذلك الصباح وتجعلني أنتظره كل يوم وبنفس اللهفة, ربما هو ضرب من الجنون, ولكنني أهوى تلك الملامح بكل معانيها,,!
بعد أن انتهي من الطقوس الصباحية يحين موعد إعداد الفطور, طبقي الصغير وملعقتي الصغيرة, وحبات الشعير المقرمشه عليها القليل من الحليب البارد والسكر أو العسل, عند الانتهاء أحمله معي إلى الطابق الثاني من البيت, فهناك تقبع الشرفة المطلة على الشارع بستائرها الذهبية, منظر مبهر, مع تلك الجبال التي تداعب الغيوم, وشجر النخيل متمايلاً بجمال لا يضاهيه حسن متناغم مع روعة ما حوله من أشجار ومنازل, أما شجرة اللوز المطلة عليها شرفتي فهي تتراقص في وقت واحد وكأنها تهمس لبعضها عن التفاف ذلك النسيم حولها وملاطفته لها مما يزيدها جمال ساحر لا مثيل له,,!!
في تلك الأثناء لا تكتمل حكاية الصباح إلا بأنغام فيروز الكلاسيكية, موسيقه هادئة جميله تخلو من صوت فيروز ألا أنها تشعرني بطريقة عزفها وكأنها هي من تغني تلك الإلحان, لا اعلم لما تشدني معزوفة فيروز في الفترة الصباحية فقط, وربما هي اهدأ صوت واهدأ نغمه سمعتها لذلك لا تليق إلا مع الصباح فهي تزيده سحر عجيب لا يشعر به سوا القليل,,!!
بعد الانتهاء من الفطور وغسل أطباقه أعود إلى الطاولة لأجلس بجانبها واضع جهازي المحمول الصغير, لأستحضر بنات أفكاري, فبهم ومعهم اذهب إلى عالم الحروف والجمل والأفكار, نتحاور نتحادث حول ما سنكتب اليوم من قصص وحكايات ومشاعر ولا أنسى المقالات فهي أهمها, يقاطعني ذلك العصفور الذي يطير حول أرجاء شرفتي وبعدها يحل على زاوية من زواياها متجهاً بأنظاره إلى كل مكان وكأنه يبحث عن شئ أو طعام يطعم به صغاره, أو بقايا أغصان متكسرة ليبني بها عشه, وما هي إلا ثواني ويرحل كالبرق وكأنه لم يكن, جميل كان حضوره والأجمل أسلوب جلاءه فلا يدع لك مجال للحزن على رحيله,,!!
أبدأ بالكتابة وتنساب الأفكار ولكن يشدني القيام والذهاب إلى الشرفة لأرى ماذا يحدث فالخارج , فأخذ كوبي الزهري وأضع فيه القليل من الحليب والسكر والاهم هي القهوة برائحتها الأخاذة وكأنها عطر فواح ذو شذى عجيب تتفتح بها كل المداخل إلى رأسك, إغراءها لا ينتهي ولا تمل يوما منها, كعادتها يانعة تأخذ لب الجميع, وبماء مسخنة الماء الصغيرة, اسكبه حاراً في كوبي, بعد الانتهاء من خلطها بالملعقة جيدا أحمل الكوب واقف بجانب الستائر ارتشف منها القليل القليل لسخونتها, وانظر إلى المارة من كل اتجاه, فهذا يحمل السمك ويذهب به إلى السوق, وهذا يعمل في دكانه ويتحادث مع الزبائن, وذاك ينهر العمال لكسلهم في انجاز العمل, وكل يوم رواية جديدة يحملها ذلك الشارع من خلال شرفتني,,,!
ولكن في يوم من الأيام وأنا ارقب ذلك الطريق, تفاجأت بحجارة تتساقط داخل البيت بعضها يعلو ويسقط والبعض الأخر يخترق الأشجار ويسقط, أذهلني الموقف من يا ترى يتجرأ ويفعل ذلك على ناصية الشارع وفي وضح النهار, وتنهمر الأحجار الواحدة تلو الأخرى حتى خفت أن تصيب نافذة الشرفة فتنكسر, وما هي إلا دقائق حتى توقف مطر الأحجار وإذا بأطفال يخرجون من تحت الشجرة وهي شجرة التمر الهندي فكانوا يرمون بالأحجار ليصيبوا بها بعض الثمار لأخذها معهم, فابتسمت بعد أن أذهلوني في بادئ الأمر, فأشجارنا معظمها مائلة على الجدار وأجزاء كبيره منها منسدلة على ناصية الشارع فيصل ثمارها للجميع , مناظر حقا رائعة,,!!
صباحي لا يخلو من الكثير فكل يوم مختلف أما داخل البيت وأمام محمولي الصغير وأما خارجه بين كل الناس, والمعتاد فيه لهفتي لشروقه, وقهوتي, وكتاباتي, وغداً ربما تكون هناك أحداث أو رواية أجمل, أضمها إلى مذكرات صباحي الجميل وأنا ارتشف قهوتي, فـ صباح الخير ,,!!


 حروف بسيطة لذائقة البسطاء ,,,!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...