الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

قصه قصيرة,,أمي..ليتكِ تعودي,,!!




قصه قصيرة,,أمي.. ليتكِ تعودي,,!!
تمر الأيام ويكبر ذلك الطفل ليصبح رجلً يافعاً بعد أن حملته أمه وهن على وهن, تربى في أحضانها وترعرع بحب وخوف وحنان لا يضاهيه حنان, تعلق بها وبشغفها والتصق بها حتى قوية رجلاه على الحراك والخطو, تنام بنومه وتسهر بسهره, بعد أن هجرها والده ولم يترك لها سوا بضعة قروش, عملت كمعلمه بسيطة كي تجني المال وتعول طفلها الرضيع..وماذا بعد,,!

كبر ذلك الطفل وهو لا يعرف سوا حب أمه الوحيد, يهتم بها, يعشق طعام يدها, يعمل لأجلها, ولا يترك ذاك ألحظن إلا وقت مرضها, يتغنى باسمها, ويرتمي بين أيديها ليقبلها, وذلك ما جعلها تزيد حباً وخوفاً وشوقاً له, فهو وحيدها ولا تملك سواه, وكلنا يعلم بحب الأم وما مدى عمقه في قلبها ولن يبدل ذلك الشعور في داخلها مهما حدث,,!

تمر الأيام وذلك الولد الصغير يكبر فتبحث له والدته عن مدرسة تكمل فيها مسيرة علمه وأخلاقه التي تربى عليها في منزله, فيتعلق الولد بالمدرسة وبأصدقائه الجدد وبالعلم وبالتوجه الجديد, فيقل بذلك تمسكه بأمه ويزداد خوف أمه عليه, فتبدأ المطالبة بالتحرر, وملازمة الأصدقاء, وتزيد المتطلبات في اغلب الأمور, مما يعجز الأم عن تنفيذها براتب معلمه بسيطة, فيتمرد على واقعه بسبب احتياجاته التي يجب أن تواكب زملاءه وحياتهم المختلفة كلياً عن حياته,,!!
يبدأ هنا حزن الأم على تغير وتبلد مشاعر ذلك الولد, وتنزل أولى الدموع, وتعود ذكريات ألآلام ماضيه كانت قد تراكمت من هجر الأب لها, وهاهي تعود من أبن عوضته بكل ما لديها من شباب وصحة وخوف وتعب لتخلق له السعادة أين ما تكون دون تقصير, ولكنه تجاهل كل تلك الأمومة الحانية والمشاعر الغائرة, والخوف والدموع وأبدلها بملذات حياة جديدة على حياته بمجرد أن دخل فيها نسى الحياة الحقيقية وهي أمه,,!
وضع الأم الصحي بدأ في تراجع مستمر لكبر سنها, وابنها الوحيد أهمل حتى السؤال عن صحتها, لا يعنيه دواءها أو صحتها كما كانت هي تعنيها صحته بأكملها, فالاهتمام بأمه مبدأ كلاسيكي في قاموسه لم يعد موجود إلا عند القليل, فدور الأم ينتهي بمجرد بلوغه السابع عشر أو الثامن عشر, فهو رجل الآن, والاهم هي أولوياته وأصدقاءه وحياته الخاصة, والبحث الدائم عما يسعده وغير ذلك فهو ثانوي لا يعنيه أبداً ولا يحب هو التدخل في خصوصياته, ما يربطه بأمه اليوم فقط هو مصروفه وحاجته, ولا يهم غير ذلك فقد نسى في لحظات كل شقاءها,,!!
ذات يوم جاء للبيت بعد عدة أيام من غيابه وكان قد وقع في مأزق, وطلب من أمه المال ليسدد حاجته, فقالت له: لم تكترث لصحتي كل تلك الأيام وجئت اليوم فقط للسؤال عن المال؟؟ فأجاب أنا بحاجه ماسه لهذا المال, فقالت: ليس لدي مال لك أذهب من حيث أتيت, فذهب مسرع إلى الخزانة والتي يعلم بأن أمه دائماً ما تضع المال في ذلك المكان, فمنعته من فتحها فدفعها بقوه على السرير وفتح الخزانة وأخذ المال, وهي مصعوقة من الموقف, فقامت مسرعه أليه وصفعته على وجهه, وقالت له: هل هذا أخر ما توصلت إليه لتفعله بأمك؟ ما لذي حدث لك؟ ما الذي قصرته بحقك كي تفعل ما فعلته اليوم؟؟ فرمى بالمال على الأرض وهو مصدوم من ردت فعل أمه ولم يٌذهل من دفعه لها للأسف!! , وذهب إلى غرفته واخذ جميع ملابسه, وهو يخرج هرعت أمه وراءه لتوقفه ولكن دون جدوى,, ترجته كثيراً وبكت ولكنه لم يكترث لدموعها وتركها على الأرض غارقة بحزنها ورحل حتى دون أن يلتفت لها ,,!!
بقيت الأم وحيده فالبيت دون معيل أو ونيس لا يكترث لحالها سوا الجيران الذين يمرون بين الحين والحين للاطمئنان عليها وعلى صحتها التي تتراجع كل يوم, في حين أن ابنها قد تخرج من المدرسة والجامعة وحصل على عمل وتزوج وأنجب ولم يعود منذ ذلك اليوم, ولم يذكرها لأبنائه أو يذكر أبناءه لها, ولو برسالة تطمئن قلبها الضعيف, فكل ما تعرفه عنه يعرفه الجميع,,!
نافذة صغيره مطلة على الشارع, خلفها يقبع كرسي خشب كانت تجلس عليه دائماً تنتظر والده, لا تكل ولا تمل بابتسامه مفعمة بالأمل والتفاؤل, تنظر إلى البعيد! , وإلى أبن غادر يوماً وعلا وعسى أن يعود ليبتسم في وجهها الكهل, ويمد يديه ليضمها بين ذراعيه, ويهمس في أذنها سامحيني يا أمي ,,!!! وهاهي تجلس اليوم لتنتظر أحفادها بشغف وخوف ولهفه متواصلة تهيم بفؤادها على ذلك الكرسي دون انقطاع,,تضنيها وتعذبها وتألمها تلك المشاعر ولكنها تبقيها بسعادة الانتظار أمام تلك النافذة المهتريئة الأطراف وهي تردد سوف يعودون, بقلب يعتصر وجعاً,,!!
يجلس مع زوجته وأبناءه يضمهم ويداعبهم ويشرب الشاي بحلاوة السكر, تأتيه أبنته تبحث عن معنى لكلمة في كتاب اللغة العربية,,,عقوق,,,ماذا تعني كلمة عقوق يا بابا؟؟!!,, كان يبتسم وهو يأخذ من يدها الكتاب وعندما وقعت عيناه على الكلمة, تبلد وأخذه صمت رهيب وراح بفكره يبحث عن المعنى الحقيقي لهذه الكلمة, واحتار فلأجابه, فماذا سيجيب وهو بأفعاله وماضيه كان بنفسه الإجابة الفعلية لتلك الكلمة الأليمة,,!!
راودته أمه في ذهنه وتذكرها وعيناه تدمعان, وسال نفسه ماذا فعلت بأمي ؟ لماذا تركتها وحيده كل تلك السنين؟ لماذا هجرتها كما فعل أبي؟ كانت تحبني ولم تحرمني من شئ؟ هل أنا عاق, نعم أنا عاق, لم أحملها كما حملتني ولم أهتم بها وأسعدها كما أسعدتني,,أصحوت اليوم من الغفلة بسبب هذه الكلمة,,!! هل ستقبل عودتي,, هل سترضى علي,, لقد تركتها دون شئ,, لقد أوجعتها بفراقي,, لماذا لم أصحو منذ سنين وأطلب منها السماح,,!! سوف أخذ زوجتي وأبنائي وأعود إليها,, أنها بالتأكيد تنتظرني كالعادة أمام النافذة,, كما كانت تنتظرني عند عودتي من المدرسة؟؟!!!!!!
تعجبت زوجته عند علمها بوجود أمه وذهلت, وتعجب الأبناء لوجود جدتهم, وتملكتهم الفرحة للذهاب إلى بيتها ورؤيتها, وركب الجميع السيارة مع الكثير من التساؤلات وعلامات التعجب أين كانت جدتي؟ ولماذا أخفاها أبي كل تلك السنين؟ فهل كانت تستحق تلك الأم والجدة أن تخفى كل ذلك الوقت؟؟!
وصل الجميع إلى بابها وهم يهرولون للدخول إلى بيتها, فوقعت أنظار الابن على النافذة, أمي هناك تجلس كالعادة تنتظر قدومي إليها فبتسم لرؤيتها, وهم بالدخول وطلب من أبناءه الانتظار خارج الغرفة , فأقترب منها وهو يقول: أمي سامحيني لقد جعلتك تنتظرين كثيرا ولم أعي ما اقترفته من أخطاء سوا اليوم فسامحيني يا أمي, أعلم بأنكِ حزينة وقلبكِ منفطر ويحمل الكثير اتجاهي ولكن ها أنا عدت يا أمي فسامحيني , أرجوكِ سامحيني, لن أفارقك بعد اليوم وسوف أخذكِ معي, لأعوضك عن كل تلك السنين, ألتفتي إلي يا أمي وقبليني وعانقيني كما كنتي تفعلين ولا تغضبي على كما أنتي ألان,..!
 أقترب إليها من خلفها ووضع يديه على كتفيها وقبلها على رأسها, وقال لها لقد جلبت لكِ أبنائي هم أحفادك يا أمي فضميهم في صدركِ الحاني كما فعلتي معي, نعم يا أمي لقد فعلتي الكثير لأجلي ولم أجلب لكِ سوا الهم والفراق والحزن فسامحيني يا أمي, لن ارحل بعد اليوم لقد ندمت على كل أخطائي فهل ستغفرين لي, جثا على ركبتيه أمامها وأخذ يدها وهو يبكي وهي لا تنظر إليه بل إلى البعيد البعيد, سألها: هل أنتي غاضبه مني؟ أنظري إلى يا أمي ؟ لا تصمتي هكذا فصمتكِ يقتلني,!! فأخذ يردد أمي أمي وهو يبكي وصوته يعلو أكثر وأكثر,, أمي التفتي لي أرجوكِ, فأخذ يهزها بيده وهو ينتحب أمي أمي,, فهرعت الزوجة والأبناء إلى الأب وهو يصرخ,,لقد رحلت,, أمي رحلت دون أن تراني,, رحلت دون أن تودعني,,رحلت دون أن ترى أبنائي,, رحلت وهي حزينة وغاضبه مني,, رحلت دون أن تسامحني,,أمي رحلت يا أبنائي ,, رحلت رحلت,ورحيلها بسببي, فأنا من فارقها وأوجع قلبها وجعلها يائسة بائسة حتى رحلت وهي تنتظرني,,ألتفت إلى ابنته وهو يبكي,,وقال لأبنته: هذا هو معنى العقوق يا ابنتي, أن تترك والديك وهم في أمس الحاجة إليك, أن تخالفهم وتعصيهم ولا تحترم تربيتهم ولا تقدر عناءهم وسهرهم,,حتى تفقدهم وتندم على فقدهم,, أنا عاق يا أبنتي أنا عاااااق,,!!!
فأخذ يردد بصوت شجي منتحب تغرقه الدموع واليأس والندم في حضن أمه ....!!!
أمي,, ليتكِ تعودي,,!! ليتكِ تعودي,,!!

هناك تعليق واحد:

  1. Slots & Slots | Slot Machines & Jackpots | Casino - DRMCD
    2018, 1:39 통영 출장마사지 PM. The Slots 보령 출장마사지 Machine and 과천 출장마사지 Jackpots page displays all current games played 상주 출장안마 at 구리 출장안마 the Slots Machine, jackpots, and

    ردحذف

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...