السبت، 7 سبتمبر 2013

مقال\..العالم يتطور وبعض العقول تبقى وبعضها يتخلف..!



كل شئ تغير ومازال يتغير، من مستوى حبات الرمل حتى وصلنا للقمم، أصبح كل شئ  بنظام وقوانين بعد العشوائية، في الملبس والمأكل والمسكن ونمط الحياة تغيرنا، في حياتنا وطرق سيرنا وعاداتنا وحتى في تقاليدنا تغيرنا، أصبح الرقي في أغلب تعايشنا، وتغلبنا على غيرنا في أغلب أمورنا الحياتية لنواكب ركب التطور والحداثة التي كنا نسمع عنها واليوم نعيشها بحذافيرها، وبأسرع وقت ممكن ولكن,,!!
هناك,,!!
بقيت بعض العقول على حالها كما هي لم يغيرها ذلك التقدم والتحضر فتممت على أخلاقها واحترامها ودينها وعاداتها وتقاليدها، وأبقتها على أبنائها وأحفادها، لم يغرر بها زمن تغير، أو صرعات هذا العصر، بل وضعت نصب عينيها دين وشريعة وفناء ودنيا فانية وآخره،، وتربى أبناءها على الرقي والتهذيب والحياء والستر والحشمة بعقول وأعيه تعي معنى الدنيا ومعنى الاخره  ولكن,,!!
 بقيت تلك العقول النيرة في أنظار الغير متخلفة رجعية رغم تقدمها في أخلاقها وإخلاصها وتفانيها لرب العباد الذي أعطى ليختبر، وأبتلى ليشفع جل جلاله,,!! لأنها لم تواكب التغيرات التي خرجت على نطاق تربيتهم وأصولها وبقيت كما هي من الداخل والخارج..!!
وهناك,,!!
بقيت عقول أخرى على حالها كما هي لم يغيرها ذلك التقدم والتحضر، فتممت على أخلاقها من خلال إيذاء الغير بسلوكها وعدم احترامها، ولم يوقفها كبر سنها أو مدى علمها أو ثقافتها،أو ما تدعو إليه شرائعنا ومبادئنا وسنة رسولنا الكريم، أو ما يجب أن تكون عليه بعد انتشار فن التعامل ، والبرتوكول، ودورات ومحاضرات وخطب تصب في الرقي وذلك بالتعامل واحترام الصغير والكبير والنفس أولاً، حيث أن تلك العقول تقدمت وتطورت في جميع المجالات ولبست حتى وصلت للتعري، ودخلت أرقى الأماكن وتعاملت مع الجميع ووصلت لمناصب مرموقة وإلى الثراء، وذاقت ما لذ وطاب من هذه الحياة ، وفخامتها ولكن تناست أن أساس ذلك الرقي هي الأخلاق الحميدة، نسيت أو تناست أن كل ذلك التطور لا يناسبه سواء الاحترام ومراعاة مشاعر الغير، تناست أن ذلك التحدث والتمدن لا يناسبه لسان يخاطب الناس بالسوء والشتم والسب، تناست تلك العقول تربية أبناءها على رقي الحديث واحترام الغير، تقدمت بالمعيشة وتخلفت بالأخلاق وبقيت كما هي رغم تطور كل شئ ،ولكن,,!!
البعض يرى تلك العقول تتميز بالشخصية المنفردة التي تواكب عصرها وفخامة معيشتها ومستواها الراقي، ولكن كيف هي أمام الله، عندما تعصي الله بذلك السلوك ،وتربي أبناءها وأحفادها على نمط يشابه تربيتها ، تربية  تبحث عن الانسلاخ عن دينها وعاداتها وتقاليدها باسم الحرية، تربية لا تمت للأخلاق الحميدة بشئ، إذا أين التقدم ومواكبة العصر إذ لم يكن بالتقدم بالنفس إلى الأفضل لكسب محبة الله قبل الغير،،،!!
التقدم,, هو بالتقرب إلى الله، بنشر المحبة، بالسلوك الطيب، وتغير النفس وتخليصها من الشوائب، بالابتسامة الوردية، بالنية الحسنه ومسامحة وعذر الآخرين، هذا هو التقدم الحقيقي، وليس فقط بالملبس وزيادة العلم بالكتب والشهادات، ما فائدة كل هذا دون أخلاق تذكر، يؤسفني عندما أرى رجل كبير بسيارته الفارهه وملبسه وهندامه الحسن يتلفظ بألفاظ تسقطه من الأعين إلى الدرك الأسفل من السفاهة فتتحسف على رجولته وتربيته ومستواه الذي تلاشى بمجرد نطقه بتلك الترهات,,!،،الاحترام سحره عجيب جداً، عندما يشتمك فلان فلا ترد بالمثل بل كن أفضل منه، لن تستطيع رد عديم الأخلاق إلا بأخلاقك الكريمة، وهذا ما يحدث لي شخصيا في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، ترى من خلال الحوار البعض يهاجمك على أتفه الأسباب، ولكن بأخلاقك تمتص غضبه عندما ترد بهدوء دون أن تمس له طرف، بالحوار المثقف والواعي والهادئ، حينها تجد الطرف الأخر أما يرد بشكرك على سعة صدرك، أو يصمت ويغادر بكل هدوء، ومن المستحيل أن تجد منه كلمة سيئة مادمت تعاملت معه بالحُسنى,,!! هكذا كان رسولنا ذو الأخلاق العظيمة وسيدها،،!!
كلمة أخيرة!!
لا تتعامل مع الآخرين على أساس تربيتك، بل على أساس تربيتهم ، إذا كانوا أفضل منك خلقً,,,!!!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...