الثلاثاء، 26 مارس 2013

قصة قصيرة/ هكذا قتلني المغتصب,,!!


"عائشة أين ألعابي أين سيارتي الصفراء أريد أن العب بها خارج البيت"

هكذا حالي وصراخي كل يوم على أختي علها تبحث وتجد ما يسكتني في هذا الوقت لتأخذ قيلولتها المعتادة بعد الرجوع من المدرسة وتناولها طعام الغداء, أمي تنهي شطف الصحون, وأبي يتابع التلفاز كالعادة بعد الغداء, حياتنا بسيطة جداً سعيدين بما نحن عليه, أنا كثير الخروج واللعب أمام واجهت البيت ولا أبتعد كثيرا خوفاً من عدم تذكري أين يكون بيتي, نسيت أن أخبركم, أنا أبلغ من العمر خمس سنين, هوايتي تجميع ( ديديد ) واقصد بها سياراتي بأشكالها وألوانها فغرفتي تمتلئ بها لشدت ولعي بأشكالها، وكل ما اطلبه فقط سيارة ألعب بها خارج البيت.
عبد الله,,,عبووود  ,,, أين أنت؟؟؟...نعم أني قادم..هؤلاء أصحابي محمد وخالد أبناء الجيران وأنا بالتأكيد عبد الله...!!!!!

يستعجلوني للخروج معهم واللعب بالسيارات على التراب، واخرج كل يوم بنفس الفرحة وكأنها أول مره!!وأمنيتي هي أن أسوق سيارة والدي فهي تعجبني كثيراً وأبي دائماً ما يبقيني فالخلف لعدم جلوسي بهدوء وإحداثي للضجة واللعب بكل شئ فيها, فهو يرتعد على خوفا من التهور وفتح أي باب، لذلك يمنعني من لمس أي شئ وهذا يحزنني جداً وربما يبكيني أحيانا..!!

ذات صباح ونحن نذهب لمدرسة أختي برفقة والدي استوقفنا جارنا وهو صديق أبي فالعمل والمقرب إليه, وطلب من أبي أن يقله إلى العمل بسبب خلل طارئ أصاب مركبته, فوافق أبي على الفور  وذهبنا, وبدأت أنا كالعادة اجلب الضجة في المكان وذلك بالعبث بكل شئ، فنهرني أبي وأجلسني على المقعد باكياً كالعادة , فطلب منه جارنا أن يسمح لي  باكتشاف كل ما هو حولي لأتعلم وافهم مادمت شغوف بهذه الأمور مما ابهرني وأعجبني ذلك وتمنيت لو أن جارنا هو أبي في ذلك الحين ولكن وصولي لمدرسة أختي قطع حبل أفكاري وتابعت يومي بسيارتي الصغيرة الصفراء..!!
حتى جاء العصر والكل منهمك بما لديه , وعلى صوت أصحابي خرجنا أمام البيت لنصنع تل من الرمل  تنزل عليه مركباتنا الصغيرة المتسخة, الحمراء والصفراء والزرقاء، لعب وفرح وأصوات تقليد لتلك المركبات التي كنا نتخيل بأنها تتحرك من تلقاء نفسها وأيدينا ما هي إلا هواء يحملها في الأعالي، هكذا كانت متعتنا اليومية بسعادة وأمان واطمئنان....!!!

وأنا منهمك باللعب جاءت مركبه  ليست بغريبة, وكانت تحوم حولنا كثيراً حتى توقفت فجأة وفُتح بابها وإذا بصوت ينادي,, عبود,,عبود,, تعال يا بابا,, نظرت لمن ينادي فابتسمت وركضت نحوه وقبضت من يده قطعة الشوكولاتة التي كان يلوح بها لي وطلب مني الركوب معه في السيارة ولم أتردد أبداً فما يطلبه هو حلم حياتي والبراءة لا يوقفها شئ, وانطلقنا إلى حيث لا ادري , كنت فرح جدا فانا اركب في المقدمة والمس كل شئ بحرية كما كنت أرغب , فقلت دعني أتمادى معه فطلبت أن يتركني فقط امسك بالمقود ليكمل الحلم, ففرح جدا وحملني أليه وأجلسني في حجره وتركني امسك بالمقود وأحرك يمين وشمال,  وأخذنا الطريق على طول الشارع وخرجنا خارج المدينة وأنا لم أدرك ذلك بعد حتى وصلنا لبقعه خاليه عارية لا يغطيها سواء الحصى والرمل فاستغربت ابتعادنا عن الشوارع وقدومنا لهذا المكان المنعزل تماماً, فقلت له: لماذا نحن هنا في هذا المكان الخالي، فقال لي: لا أستطيع تعليمك ألسياقه وبحرية تامة إلا هنا, فأسعدني ذلك وعدت إلى التركيز في الطريق وذلك بتحريك المقود ..!!!

لحظات وقام بإيقاف المحرك فقلت له لماذا؟؟ مازلت ارغب بالسواقة فقال لي حرك المقود كما تشاء وأنا سأراقبك , جلست ألعب بالمقود واصدر أصوات وكأنني العب بمركبتي الصغيرة وخلال انهماكي باللعب كنت اشعر بحركات غريبة تصدر منه وراء ظهري فخفت من تصرفاته فقمت من مكاني لأجلس على مقعدي ولكنه منعني وشد معصمي إليه مما جعلني ارتعب بشده وابكي بصوت عاليا طالباً منه العودة إلى البيت ففتح باب المركبة واخذ سجاده صغيره ووضعها على الأرض ورجع إلي وأخذني بقوه وأنا اصرخ بأعلى صوت وابكي مطالباً بالرجوع, كنت أترجاه وأتوسل إليه بأن يرجعني إلى البيت, فلم يذعن لطلبي,وأسكتني بصراخه وعصبيته، هدته بأبي وبأنني سأخبره, فصرخ في وجهي: لن تستطيع ولن تبارح هذا المكان بالأساس, فعنفني وضربني وذلك بصفعي على الوجه لتخور قواي وامسكني من كتفاي وأوقعني على الأرض  بشدة وعنف حتى ارتطم راسي بالأرض, فشعرت بدوار شديد, وكأن الدنيا تدور حولي, ثم جاء واخذ يخلع ملابسه أمامي وأنا لا أقوى على الحراك والصراخ ولا اعلم ماذا كان هذا الرجل يرغب مني!!,أنها البراءة المغموسة بالسذاجة وعدم التصديق بأن هذا القريب يستغل تلك الطفولة,,!!!!
 استعدت وعي ورحت اضرب بيدي ورجلي على صدره وبطنه وهو يحاول الإمساك بي والسيطرة على, وعندما خارت قواه من صعوبة السيطرة  ذهب بسرعة إلى حقيبة السيارة وجلب معه عصا قويه, وقتها هرعت للهرب مسرعا ولكنه لحق بي وبدأ يضربني بشده على أنحاء جسدي كي تخور قواي واستجيب له, وشعرت بألم شديد يتملك جسمي فوقعت ع الأرض مغشيً على,,!!

فتحت عيني فوجدته يقف بين قدمي قد انتهى من فعلته المشينة وكان يركلني لأنهض وملابسي في يده , فرماها على جسدي, وأنا منهك ومتألم, لا استطيع الحراك اشعر بالغثيان والإعياء, أنفاسي تتقطع , لا استطيع الاستغاثة فصوتي مختنق ويكاد يخنقني , الشمس تكاد أن تغيب, وهو ينظر إلى دون رحمه أو شفقه أو حتى ذرة عطف, كان خائف من أن أعود واخبر أبي وافضحه بفعلته الفظيعة, استدار وذهب إلى السيارة  ليشغل المحرك ولكنه عاد ومعه سكين, خفت, حاولت إصدار صوت لإيقافه فلم استطع, اجتهد في رفع يدي لأمنعه ولكني لم استطع , قاومت بهز كتفي وجسدي ليرحمني , وأنا ابكي وابكي وابكي, ولكنه لم يهتم لأمري, جاء من خلفي وحمل رأسي على فخذه ونحرني!!!!, نعم نحرني وجعلني أتلوى كالشاه ودمائي تغرقني وتغرق أنفاسي, وجعل مني بركه من الدم ورحل, رحل إلى أهله وبيته وأبناءه وكأن شئ لم يحدث, وكأنه لم يغتصب البراءة وكأنه لم يخلف جثه هامدة, وكأنه لم يقتل ويزهق روح بريئة,,!!

تركني في صحراء مقفرة بين برد ودم, بين خلاء ووحشه, ومع روح كانت تحتضر حتى فارقتني, وجاء الصباح وخرجت الشمس لتلفحني بحرارتها وتحلل ما تبقى من جسدي الصغير لتحولني من طفل برئ إلى جلد محترق أن رآني أهلي فلن يتعرفوا على إلا من ملابسي, فملامحي قاتمة يكسني السواد حزننا وبشاعة لطريقة موتي,,!!

في البيت يتم الإبلاغ من أول لحظه عن اختفائي وتبحث الشرطة عني  دون طائل, ولكن كانت هناك خيوط للجريمة فالمغتصب أخذ المجني عليه أمام أصدقاء له وعند التحقيق, أكد الأطفال محمد وخالد معرفتهم بالجاني, وفي نفس المكان وبحضور الشرطة وبوجود والد عبد الله , أشار الأطفال إلى رجل كان قادم مسرعاً إلى أبو عبد الله, يسأله عن المصيبة التي حلت به, ومدى حزنه على مصابه, وكان يقدم مساعدته وعونه لهم ومدى تأثره باختفاء عبد الله,,أشاروا إليه بكل براءة هذا من أعطى عبد الله الشوكولاتة, وبأنه هو من أخذه في ذلك الوقت,  ذهل الإب وصدمته كانت شديدة في أقرب الناس له، كيف خان الأمانه واقترف هذا الجرم العظيم بحق طفلة الصغير، ولم يقوى على الوقوف لهول المصيبة، واتجهت أنظار الشرطة إليه وتم القبض عليه فالحال، ولم يكن يعتقد  المغتصب بأن أطفال صغار سوف يكونون سبب هلاكه, إذن من هو!!!,,أنه الجار القريب الذي كنت أحسبه أبي الأخر, أنه الجار الذي لم يرحمني ويرحم حزن أبي ودمعة أمي, أنه الجار الذي اغتصب وقتل ابن الجار, أنه الجار الذي لم يهتم لسنين عمري وجسدي الصغير،، فكان الإعدام حينما أعلن المفتي بعد اعترافه بتفاصيل الجريمة هو العدالة من الله لمغتصب روحي البريئة وجسدي الصغير..!!

كلمات أخيرة..!!
قصة قصيرة,, عبرة وموعظة  لمن يترك أبناءة دون مراقبة دائمة, ولمن يثق بالغير, ولمن تسول له نفسه باغتيال البراءة ,, أتقوا الله في تلك الأجساد الصغيرة الضعيفة والتي لا حول لها ولا قوة, فكم من كبير أغتال تلك الأرواح البريئة تحت رداء الحب والعطف, وهم في صميمهم تنهشهم الرغبة والوحشية وملذات الحياة دون خوف من الله, كم من خادمة اغتالت تلك البراءة, كم من سائق, كم من ذئاب بشرية , كم من زوج أم, كم من أقرباء وكم من متحجري قلوب فقدوا الرحمة بتلك الطفولة البريئة, اتقوا الله أيتها النفوس المريضة, وما هي تلك الرغبة الجامحة التي تجعلكم تنظرون إلى أجساد صغار لم يتجاوزوا الأشهر والسنين القليلة!!, ماذا تحملون من العقول والتي لا تجعلكم تميزون بين الصواب والخطأ!!, تتوالى  تلك الإغتصابات المشمئزة والمقززة لأطفال رضع قتلوا على أيدي مجرمين لا يعرفون معنى للرحمة, وتحت عناوين: زوج أم يغتصب طفل،، مدرس يغتصب طفل،، مجرم يغتصب طفل ويقتله بوحشية, رجل أربعيني يغتصب طفل 7 سنوات,,طفل يغُتصب ويعذب حتى الموت,, طفل رضيع يبلغ شهراً من العمر يغُتصب، قضية هزت الرأي العام, طفل يغُتصب من قبل جنود محتلين,,رجل أمن يغتصب طفل في دولة من الدول,, يعجز العقل والقلم عن سرد كلمات من شأنها أن تعبر عن تلك النفوس الضعيفة الوضيعة المريضة المختلة بحق والتي لا تستحق سوا الإبادة,,,!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...