أحذري يا فتاة...!!
أحفظ الله يحفظك.. حروف كانت تعيشها تلك الفتاة كل لحظه وبينها وبين الله سبحانه, ملتزمة, محبة للخير, أخلاقها حميدة, معطاءة, وكالعادة توفر مالها لأعمال الخير وبطرقها الخاصة, لا تحب إلا أن تقوم بواجبها دون مساعدة الغير, حتى لو لم تملك المال لحاجتها فهي تطلب الأجر دون مقابل, وتتطوع بمالها لحاجة المحتاجين, وتدعو الله بأن يزيدها لتعطي وتمنح وتهب لتتقرب من الله وتحصل على رضاه, فلا رضا بعده سبحانه, هكذا كانت حياتها فلنرى ما هي روايتها..!!
جمعت المال الكافي, وكالعادة ذهبت لتسأل عن احتياجات المستشفيات والمراكز وغيرها لتستقر هذه السنة على مركز ذوي الاحتياجات الخاصة, وترى ما هي متطلباتهم لتوفرها لهم من مستلزمات هامه, وتقدم لهم ما تستطيع تقديمه لتكسب الأجر وتمنح الغير السعادة وسد الحاجة قدر المستطاع, ومن عادتها الذهاب للسوق وشراء اللوازم بنفسها ولا تعتمد على الغير في توفير تلك المتطلبات, فهي تسعد بشرائها والسعي لها, ومن تلك اللوازم ملابس, العاب, وبعض المستلزمات الخاصة, ومفارش شتوية لفصل الشتاء,,ولكن ،،هنا تبدأ الحكاية,,!!
حين دخلت محل للمفروشات, تبحث عن بعض المعروضات الجديدة، ولكنها,, كانت حريصة وذلك بالوقوف جانب الباب من الداخل, حيث أن البائع وزملاءه من الجالية الأسيوية, وقد سمعنا الكثير من القصص والحوادث عن تلك الجالية وغيرها من الجاليات الأسيوية والعربية المغتربة, في حينها طلبت هي الكثير من المعروضات الجديدة والتي لم تعجبها كثيرا, مما اجبر احدهم على الطلب منها للدخول في وسط المحل والنظر إلى باقي المعروضات حيث أن بعضهم لم يعد باستطاعته حمل أكثر من تلك المفارش, والمحل يقع على الشارع مقابل مركز يعرفه الجميع وهو كبير جداً وبضاعته متراكمة فوق بعضها وله مداخل وممرات ضيقه هنا وهناك,,,!!
في تلك اللحظة ترددت الفتاة فالدخول ولكن الوقت كان ضيق جدا فهي لم تنتهي من المشتريات الباقية ويجب عليها الاستعجال, فوثقت في كثرتهم, وتردد الزبائن بين الحين والحين, وبذكرهم لله سبحانه عند حديثهم وفي لحيتهم الطويلة, وبسملتهم عند حملهم لتلك المفروشات, ف تقدمت بخطواتها إلى الداخل أكثر وأكثر حتى وصلت لباقي المفروشات وبدأت تحمل هذا وتضع هذا وتسأل عن هذا وتشير إلى ذاك,,ولكن, لحظات حتى بدأ الزبائن بالانقراض من المحل وعم الهدوء المكان ولم يبقى سوا صوتها وهي تستفسر عن الجودة والأسعار, فأحست بأن هناك خطب ما فتراجعت إلى الخلف لتستطلع الأمر وإذا بأحدهم يغلق باب المحل, ففتحت عينيها وأصابتها نوبة رعب وخفقان فالقلب كاد أن يتوقف من الخوف,,,!!
لحظات شعرت بها وكأنها تنتهي , أنفاسها تتقطع, رجفة داخليه, صمت مميت, ماذا سيحدث لي؟ ما هو مصيري بين أيديهم؟؟ هل ما اشعر به حقيقة؟؟ هل أنا في حلم؟؟ هل ستنتهي حياتي هنا؟؟ هل سأفقد كل شئ هنا؟ هل سأقتل؟ ومن سينقضني من براثنهم؟؟ يا الله ارحمني يا الله,,!! ليس لي سواك!! اللهم احميني يا الله ,,! احدهم مشغول بترتيب المفروشات خلف هذا الممر,, والأخر بجانب الباب,,!
واحدهم يقف معي والأخر قادم بخطوات بطيئة إلينا,,!! فالوقت ظهيره وشارفت المحلات على الاغلاق وهذا مادعاهم للإستعجال بغلق الأبواب في ذلك الوقت ,,!!
فتحت الحقيبة بكل هدوء وسكينه,,وأخذت الهاتف,, تطلب 999 وبصوت هادئ وكأنها تكلم الأهل,, وكأنها لا تعلم بالمكيدة,, فهمست،، أنا في محل مفروشات كذا المطل على المركز كذا,,! أرجوك ساعدني وأبعث أحداً لهذا المكان وعلى عجل,,ولا استطيع أن أعطيك التفاصيل أكثر الآن ,,!! ورجعت إلى تحديد سعر المفروشات لتبقى الأمور على ما هي عليه حتى يُتخذ اللازم,, فتقدم منها أحدهم ليسحب الحقيبة !! والأخر وضع يده على كتفها ,,!! فصرخت من الخوف والذهول من الموقف,, وبدأت تذكرهم بالله وترتجف ,,وتتراجع خطواتها للوراء,, وهما يتقدمان إليها وصوتها يعلوا بتذكيرهم ب الله, وتترجاهم بعدم التقرب منها أو لمسها, وهما في غيبوبة المشاعر لا ينصتون إلى رجاءها أو دموعها أو عفتها أو طهارتها, مبتسمين متمايلين مستهزئين بها بأن لا خلاص من أنيابهم, فأخذا بيدها يجرونها إلى الداخل بكل صعوبه, وكأن أرجلها بدأت تلتسق بالأرض وكأن هناك قوة تمنعهم من اخذها أو حملها, ولم يخطيان خطوتين إلا باب المحل يدق بشده , فوضعا أيديهم على فمها كي لا يُسمع صوتها , وقالا هذا زبون سيطرق ويرحل بالتأكيد ,,ولكن,, لم يرحل هذا الشخص,,نعم لم يرحل إلا بكسر زجاج الباب والصياح بأعلى صوته وهو يدخل يده الى الداخل محاولاً فتحب الباب بالمفتاح.. افتحوا الباب نحن الشرطة,,هنا كاد أن يغمى عليها من هول الموقف والفرح في ذات الموقف, فرميا بها على الأرض محاولين الهرب من أي منفذ, ف هرع الشرطي بفتح الباب والهجوم المسلح داخل المحل وتم القبض عليهم جميعا وهم متلبسين بالجرم المشهود..!!
أخذها الشرطي إلى خارج المحل وسألها عن حالها,, وهي مذهولة غير قادرة على الكلام سوا كلمة..(الحمد الله) أخذت تكررها وهي مصدومة مما حدث ومما كان سيحدث لو لم تصل الشرطة فالوقت المناسب, فماذا سيكون حالها, وجلست تفكر وهي عائدة إلى منزلها, لما وثقت بهم ودخلت, ولما لم يستطيعا فعل شئ حتى جاءت الشرطة, فأجابت بإحساسها لقد حماني الله لأني كنت قادمة لطلب الخير والأجر, كنت انوي إسعاد الغير فحماني الله, كنت ألبي حاجة المحتاج فحماني الله,حفظت الله فحفظها بأعمالها الخيرة,, اللهم لك الحمد ولك الشكر..!
نعم,,أنها الصدقة والزكاة,وتقديم العون والمال لوجه الله خالصة لا مقابل له سوا الأجر, تحمي صاحبها من كل مكروه, وتشفي كل مريض, وتزيد الرزق والأجر وتمنح السعادة للجميع..!
عن أبي العباس عبد الله بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ:" يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ.
كلمة أخيرة,,
الفكرة حقيقية لامرأة قتلت في محل على يد نفس الجنسية بغرض السرقة والاعتداء, والرواية هنا بتفاصيلها من تأليف الكاتبة للعبرة, نتمنى الحذر من استغلال تلك الجاليات وخاصة الفتيات, فالثقة وعدم الاهتمام يؤدي بصاحبة للهلاك (ف أحفظوا الله يحفظكم)..فهناك الكثير من الحوادث في محال للعباءات والمحال النسائية والتاكسيات وغيرها من الأماكن والتي تعمل بها الجنسيات المغتربة لازالت مستمرة بسبب الثقة بأصحابها,,,! ف الحذر واجب من خلال مرافقة الأهل والشراء في وجود الزبائن للحد من التعرض لأي اعتداء أو تحرش, فهذه الجاليات أعدادهم مازالت بازدياد فالبلاد وحوادثهم واعتدائهم بكثرة وعلى الصغير والكبير دون استثناء وأخرها (صياد النساء) ونخص بالذكر حوادث وسرقات أصحاب الإقامة المنتهية فهم أخطرهم جميعا فعيشهم واستمرار بقائهم من وراء السرقة والاغتصاب ولكن إلى متى يبقى هذا الحال وتبقى أبوابنا مفتوحة لأمثالهم فبوجودهم لم يعد هناك أمان..!,,فاحذري يا فتاة أن تقعي فريسة ذئب من هؤلاء وتجنبي الأماكن المغلقة و المجهولة،، اللهم أحفظهم جميعاً..!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق