مشاعر غائرة,,!
تنتابنا مشاعر غريبة بين الحين والحين بعضها لا تخلوا من الطبع وبعضها على حسب الحال أو المزاجية أو المواقف, وبعضها الأخر لا يوجد لها تفسير مهما بحثنا عنها, ومنها الشعور بالسجن النفسي والانغلاق الروحي, وكأننا مقيدين وتحوط بنا الأغلال من كل اتجاه, لا نستطيع فهم أنفسنا أو توجه عقولنا, فقط نشعر بأننا في دوامه وسوف تحط بنا في أي مكان كان, ضياع تشتت نحاول التركيز على من حولنا ولكن تغلبنا سلوكياتنا بكلمات أو حركات لا إراديه نكاد نندم عليها بعد صدور تلك التصرفات منا, ربما نضحك وربما نبكي وربما نلتزم فقط الصمت,,!
في تلك اللحظات نحتاج للجميع بقربنا وربما نجدهم والأغلب لا نجدهم, نشتاق لمحادثة الجميع, ونسامح الجميع في تلك الهنيهات, ونشعر بالندم على بعض الأمور, وكأن الحزن يغشانا في تلك اللحظات من جميع الاتجاهات مغموس بشي من الحب والحنين والإفتقاد لحي رحل أو لميت كان هنا يوماً, نتذكر محطات مررنا بها, ووجوه انتظرناها, نشعر بالظلم واليأس ولا محل للتفاؤل بين شفاهنا ودموعنا, فقط هي الكآبة من تخيم على مخيلتنا, بشئ من الانطوائية والوحدة التي تقتل كل عرق ينبض في أجسادنا, هي النظرة السوداوية التي تأسرنا..!!
نعتقد حينها بأننا الوحيدين على وجه الأرض أو في هذا الكون نشعر بأنفسنا ولا أحد البتة يشعر بنا, وكأنها نوبة من نوبات التوحد الفكري, لا أحد يسمع صرخات الفؤاد حين ينادي أني أحتاجكم جميعاً, واحتاج المشاعر والإهتمام, أني وحيد قريب بعيد فهل هناك من ينتشلني من وحدتي وخوفي وألم قلبي, هو صراع داخلي يوقض كل الأحاسيس فتموج بين بر الأمان وبر الحرمان, أحاسيس تجعلنا نحاسب أنفسنا على كل زلاتنا وأخطاءنا ونبحث عن أعذار لنسامح أنفسنا كي لا يتفاقم الألم, تراودنا أفكار من الماضي ومواقف من الجميع تكاد تحصرنا في زاوية توجه إلى غيرنا أصابع الاتهام لمَ انتهكت طيبتنا بتلك القسوة , وتساؤلات تنطلق من عقولنا لمَ هذا الزمان تغير ولما هؤلاء البشر يتقصونا ولما كل شئ في تغير ولمَ ولمَ ولمَ,,!!
تنهمر الدموع وتعلوا التنهيدات فهل من مجيب لها يخفف ذلك الألم, كبريائنا لا يسمح لنا بالبوح عن مكنوناتنا وكتماننا عذاب دائم لنا, تضيق وتضيق رغم سعادتنا بالأمس وتفاؤلنا بكل جميل, نخاف الموت ونخاف الوحدة ونخاف المرض, فكل شئ رحل ولم نسعد, العمر غادرنا ونحن لم نصل لما نصبوا إليه, ولم نشعر بذلك الحب وذلك الحنان, ولا تتدفق تلك المشاعر سواء ليلاً فهذا وقتها وأوانها حين يرحل الجميع ويعم الهدوء , وتخلوا النفس مما يشغلها فهي دائمة الاحتياج وفي جميع الأحوال حتى في قمة سعادتها..!
كيف نصنع السعادة مادمنا على يقين أنها من صنع الغير لنا, كيف نشعر بها ونحن نعتقد بأنها لا تأتي إلا بالحب والحبيب والمشاعر الجياشة, أفكارنا هي من تدمر أحلامنا الوردية, حين نذل النفس فقط لرغباتها واحتياجاتها عندما نهرول خلف من يبحث عن غيرنا, لماذا لا نحب أنفسنا كما نحب ونحتاج للغير, كما نحتاج لهم فهم يحتاجون لنا إذاً نحن مصدر سعاتهم إذن نحن نستطيع أن نسعد أنفسنا أيضا, بحبها وحفظ كرامتها, لم يٌقدر لنا تلك المشاعر ولم تكن يوما من نصيبنا فلنبحث عن أمور توازيها وتعادلها حتى نستمر, فالمشاعر رغم علمي بأنها هي الجمال بحد ذاته ولكن هناك ما هو أجمل وهو الصبر فإما تكافئ اليوم وفي هذه الدنيا, وإما تمنح السعادة كاملة فالجنة, فالدنيا ليست هي النهاية وإنما هي بداية لعالم أجمل يخلوا من أمور الدنيا الفانية, وكل تلك الحروف التي خطت هنا سابقاً هي طبيعة تجول في خاطر الجميع حين يحوم حولهم الغموض والضياع الفكري والتشتت دون إرادة على السيطرة, وما هي بالأخير إلا لحظات ورغبات واحتياج لما فقد فالمشاعر, وشحنات سلبيه تسيطر على الأجساد وكل ما يحيط بنا فيجب استبدالها بالطاقه الايجابيه وذلك بالتغير والتجديد فالحياه, وباستمرار حتى نستمر ايجابين ,,!
إذاً عندما تنتابك تلك المشاعر, أشكو وتذلل وناجي وابكي وأعصر كل هموم قلبك وحاجتك على سجادتك متوجهً للقبلة وأنتَ ترفع بأكفك الدعاء للخالق الواحد القادر على كل شي , والساتر على أحزانك وأسرارك, والمجيب لكل داعي وفي كل حال وحين ووقت هو (الله سبحانه) فلا قبله ولا بعده ولا غيره ينجيك من كل هم وكرب, هو من يبتليك ليعلو بثوابك وهو من يفرج همك وضيقك حتى يوم الدين , فهو من يستحق الحب والاشتياق والشكوى ولن يردك خائب وانتَ على يقين بقدرته, هو رب العباد المعطي بدون منه, وهو الأقرب لحبل الوريد,,!
ولحظات الحزن والأسى ما هي إلا برهة فلا تجعلها دائمة ولا تخاف منها وترتعش فلست الوحيد فهي نوبة تخنق جميع الأحاسيس دون سابق إنذار, فمشاعرنا مجرد الغاز لا حل لها سوى أن نهدأ لتمر بسلام, مشاعرنا عقد مترابطة تتعقد كلما اختنقنا وضقنا وتنفك تدريجيا كلما تنفسنا بعمق واحتسبنا الله في تلك الثانية, وقتلها عند بداية ولادتها هو الواجب, فأنت من يصنع الحب والسعادة في حياتك مادمت قريب من الله جل جلاله,,,!!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق