الاثنين، 19 نوفمبر 2012

قصه قصيره\..أزلية الحب ولو تغير الزمان!!


أزلية الحب ولو تغير الزمان!!

للمشاعر حكايات كثيرة يرويها القلب في مخيلته بعضها حقيقة وبعضها الأخر ما هي إلا مجرد خيال, وحكاية هذه الحروف هي حقيقة ولكنها مقتطفة من عمق الخيال وللقارئ اترك التخمين..!

بطل الحكاية خجول لا يعرف عن الحب الكثير, ولا نعرف نحن عنه إلا القليل, سواء انه التقى بها ذات يوم في المستوصف, فهو في مقتبل العمر ولازال الطريق أمامه ولكن كانت الصدفة هي تغيير لمسار قلبه وليس طريقة, وتكررت الصدفة عند شراء الدواء  فلفتت انتباهه ليس لشئ ما في مظهرها ولكن كان يشعر بأنه كان يعرفها من قبل, وهذا الإحساس كان نسخة من شعورها به, وتفارقا, وبعد فترة ليست ببعيدة, التقى بها في الجمعية التي كانت بجانب بيته, وذهب إليها مباشره وألقى عليها التحية بعفوية وقال: لقد أضعتك ذلك اليوم,, فتبسمت! وعرض عليها رقم هاتفه, فلم تأخذه بحجة أنها لا تملك الهاتف, ثم التقى بها مرة أخرى وكرر عرضه فأخذت الرقم ولم تتصل إلا بعد شهر وهنا بدأت الحكاية...!!

كانت البداية مجرد تعارف لم يفكر الاثنان بشئ غداً, فكانا يعيشان اللحظة مع بعضهما البعض وبسعادة لا يضاهيها شئ أخر, حتى أحبا بعضهما, وتعمقت العلاقة بتبادل الهدايا واللقاء, وتحول الحب إلى عشق, ودامت تلك العلاقة لمدة سنتين وشهور تخللها ذكريات وأماكن ومواقف وضحكات وسعادة وهموم ودموع وأحزان وجروح قلب, وألم جسد, وفي يوم جاءت لتلتقي به كان يشعر الاثنان بأنها النهاية , وببكائها ونحيبها تأكد هو بأنها النهاية الحتمية, تقدم لخطبتها شخص قريب, وهو لم يحرك ساكن بسبب ظروفه وألمه والغموض الذي يسكن قلبه ورحل من موطنه ليعمل فالخارج , وهي قبلت وتزوجت وأنجبت, فعاد هو بعد سنين عمل وتزوج بعد زواجها بشهرين زواج تقليدي وكأنه ينتقم من الوضع والألم الذي وقع عليه, وأنجب الأبناء, ونسى أو تناسى ما كان بينهما’ بعد أن تألم لفراقها فكان يلتقيا أحيانا وهي برفقة زوجها فتقتله الغيرة والألم والحزن والضيق ولكن كان يدعو لها بالسعادة والخير, ومضى بحياته سنين طويلة..!

  جاء اليوم ليراها وهي تمسك بيد أطفالها تخرج من مدرستهم, فبادرة هي بالتحية ورد عليها السلام وسألت عن رقم هاتفه وتبين انه لم يقم بتغيره’ في تلك الفترة جمعتهم جلسه في تلك المدرسة كانت تشكو هي من زوجها وسلوكه وكثير من الأمور التي تزعزع من استقرار هذا الزواج, ولكن كان هو بالمقابل رغم شغفه بها يسعى لتهدئة الوضع ونصحها بالصبر والتحمل حتى لا يتدمر ذلك البيت, فهو متزوج الآن وهي كذلك ولديهم أبناء فالأجدر هو سماع نصح العاقل من بينهما لان الحياة قد تغيرت وانتهى الماضي بوجود من يشاركنا هذا الحاضر من زوج وأبناء.

رغم مرور كل تلك السنين ورغم نصحه لها , إلا أن هذا اللقاء قد عاد ليفتح جروح ذلك القلب, عاد لينبض بحبها من جديد, عاد ليعشق, عاد ليتذكر تلك الذكريات الجميلة والمؤلمة, عاد ليشعر بها في كل مكان, عاد ليفتح تلك الرسائل المخزنة فالهاتف, نعم عاد,,!عاد ليجعلني انتظر تلك المكالمات وفي جميع المناسبات, عاد ليعصر قلبي حباً وألماً, عاد ليجعلني أبحث عن أمل ولو بصيص صدفه من بعيد أو قريب, عاد ليجعلني أدعو لها, عاد ليؤرقني نومي وأحلامي, عاد ليشغلني ويعذبني, ويهدر دمعتي, بعد أن انتصرت ذات يوم على فراقها وذكرياتها وشغفي بها, ما أنا بفاعلٍ اليوم,فكل حروفي تخصها اليوم,,فلم يعد شئ يعنيني غيرها,,حتى ارتجيت الصدفة بعتاب لما جمعتني بها ذلك اليوم,,ارحمني يا لله,,!!

ليجعل نفسه بعيدا عن حياتها خوفا عليها اخبرها بأنه سيبعد أبناءه إلى مدرسة أخرى حتى لا يلتقيان, فتفاجأ بأنها أخذت أبناءها إلى مدرسة أخرى, وأخبرته بأنها ستقطع الاتصال بينهم ولكنها لم تستطع فجعلت من المناسبات مناسبة لسماع صوته, وبعد فتره من البعد والوصال أكتشف هو بالصدفة بأنها تحادث غيره, وكانت الصدفة هي الفيصل في قطع كل ما تبقى بينهما رغم وعده لها بأنه سيلبي كل احتياجاتها متى ما رغبت, ولكن للأسف ضياعها وتشتتها وبحثها عن الحب عند أي كان, أبقاها في قلبه حبيبة ولكن تحت حكم الفراق الأبدي,,!!

زوجته لم تشعر بكل تلك المعانات فهو لم يخبرها بشي قط, لم تلمح منه سواء سرحانه في بعض الأحيان, ولم تعي يوماً أن في قلب زوجها عشق لإمرآه أخرى,,ربما لأنه صدق في زواجه, صدق في أخلاصه ووفاءه, وكره كلمة خيانة لخوفه من الله,,!! فهل سيحاسب على حبه لها وهو لم يخون زوجته يوماً,,!! هل كان سيتزوج حبيبته لو كانت مطلقه أو غير متزوجة!! بالتأكيد لا لأنها لم تكن يوما من نصيبه,,!! هو يحب زوجته ويحترمها,ولكنه يعشق تلك, ويصد أي طرف أخر لأجل الاثنان, فهكذا أصبحت حياته,,! ومازال ينتظر أللا شئ,,!
ذلك الحب اضعف إرادته على النسيان وأتعبه وأضاع خياله وحيرته على اتخاذ القرار, ولكن لم يفقده القيام بواجباته اتجاه أسرته وعمله, وسوف تأتي حتماً لحظة النسيان,,!! فكل جميل هناك ما هو أجمل منه..!!

هناك طرف أخر لامس هذه المعانات وتمنى لو كان بيده شئ لينهي هذا العذاب, ولكنه اكتفى بسماع هذه الحكاية وسردها هنا تعبيرً عن أزلية وجود الحب ولو تغيرت البشرية ولو جار الزمان,,!!..هذا الطرف كان مجرد طيف لا معنى واضح لوجوده سواء حسن الإصغاء فتلك هي حدوده,,!

رسالتي بسرد هذه الحكاية,, تعبر عن وجود حب يبقى يومان,,نعم, وحب يبقى أشهر وهذا ما نراه ونسمع به اليوم,,ولكن,, هناك حب مهما تغيرت الأزمان والظروف فيبقى للأبد ويتجدد كلما التقى الحبيب بحبيبه ولو بعد مرور سنين وذلك يعول على قلب بعض البشر وإخلاصهم ووفائهم,وبالتأكيد أقصد الحب الحقيقي والبريء الذي يخلو من الاستغلال والمصالح ولا يتكلل بالزواج على الدوام, بل بالدعاء والتمني بالخير والسعادة للطرف الأخر, نحن نلومهم أحياناً ونجبرهم على النسيان وهم بإكراهنا يزداد الإحساس بداخلهم كل ما منعناهم..كالمرض الذي يتفشى ولا علاج ولا خلاص منه إلا بفقدان الذاكرة أو الموت, أوالاقتناع بالنهاية ..!! فالحب جنون ويعود متى ما سنحت الفرصة, وبالتحديد أول حب, فكونوا على يقين بأن الحب أزلي وهذه هي سعادتهم, ولكن ليس في قلوب جميع البشر..!

كلمة أخيره: الذكريات جميلة ولكنها تبقى من الماضي,, ولا تنتهي إلا بصنع ذكريات أجمل منها ولكن بحب نملكه ويحتوينا لا بحب يملكنا ولا نحتويه ,,!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...