الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

مقال..عفوية بعض القلوب..!!


عفوية بعض القلوب..!!

تنتابنا مشاعر نحو البعض, ومن الوهلة الأولى نشعر بأننا نألفهم ومنذ سنين, نتحدث معهم بطلاقه لا حدود لها, وبحرية تامة, وربما نستخلص معرفتنا بهم في يومٍ واحد, وجوههم ليست بغريبة, طباعهم, سلوكهم, وحتى حروف حديثهم تشبهنا تماما, نرتاح لهم, ونندفع باتجاههم كسيل منجرف يحمل في طياته الكثير, نعتادهم بسرعة البرق, حتى مشاعرنا تتحرك بذات الاتجاه بشكل نحن نجهله, نحلم ونرسم الخيالات ونترك إلا مبالاة, ونصنع المستحيل, لنعيش فقط يوم أو يومين, سعادة جميله غريبة, تجذب الإحساس إلى منحدر يجمع صور كلها جميله ومعبره, أجواء باردة وربما ماطرة, يحصل كل شئ سريع, بلا وعي أو تفكير, حتى نفترق في نصف الطريق, ملوحين بأبصارنا دون العلم هي بداية أم نهاية ولا يوقفنا إلا اصطدامنا بالواقع من كان ذالك الشخص الذي يقف معنا في وسط الطريق, وأنها كانت مجرد عفوية مشاعر مؤقتة.....!!!!

عفوية بعض القلوب تأتي مؤقتة أي بحضور المشاعر والعواطف فقط والقلب الأبيض واعتيادها فطريا على الطرف الأخر, لا نعلم أعماقه! فقط أننا انجذبنا لها من البداية, تجد نفسك مندفع لا أسرار تختبئ سوا حصار شديد لمعرفة الطرف الأخر حتى تصل لأخر الطريق وانته في بدايته, هنا يأتي ما بعد العفوية هل تكمل أم تنتهي ويقف التنفيذ على الطرفان,,ويكمن الخطأ في الاندفاع, والسلامة في التأني فما يأتي سريعاَ يزول سريعاَ..!!
وهذه الحالة من العفوية ربما تكون مدخل لأصناف من البشر دون وعي أو شرط  لقلوب الآخرين..!!

 ولكن هناك عفوية بشكل أخر تندرج تحتها الطيبة المستغلة والسذاجة الدائمة , فمهما أعطى هذا الشخص لا يأخذ, يضحي بنفسه حتى لمن لا يستحق, ينسى عزته وكرامته, يتقبل الإهانة والسخرية بقلب رحب, يسامح لحد الجنون, لا يغضب, لا يسئ’ لا يدافع عن حقه’ لا يعامل كما يحب هو أن يعامل, لا كلمة له, لا احترام له ولا شخصية تذكر, تجده مبتسم, كل ما في قلبه ينطقه بلسانه, يتحدث بعفويه تامة وكأنه طفل صغير لا يفكر فالكلمة قبل النطق بها, وتلك من سلبيات العفوية على بعض أفرادها...!
وهناك عفويه تندرج تحت تلك السلبيات, ولكنها تجرح دون قصد, تتحدث دون أدنى فكره بأنها سوف تجرح البعض كـ سؤال البعض عن سبب تأخر إنجاب البعض الأخر حتى اليوم دون مراعاة لمشاعرهم..!!

عفوية القلوب يجب أن تكون معتدلة, طيبة محدودة, خالية من السذاجة التي يأخذها البعض نقطة ضعف على العفويين, العفوية يجب أن تكون نقطة حسنه بين مجموع الأخلاق الحسنه, لا صفه منبوذة كما يصفها البعض اليوم, العفوية يجب أن تكون لها مواضع محدده فالتركيبة ﺍﻟﻔﺴﻴﻭﻟﻭﺠﻴﺔ وليس عاده دائمة, يجب التحكم بها وإلا وقع صاحبها في مصيدة الاستغلال, فالبعض يأخذ المال من صاحبه العفوي ولا يرجعه متذرعاً بطيبة صاحبه غير مكترث بحاجته, والبعض فالعمل  يستغل زملاءه بإعطائهم العمل المناط إليه ليقوموا به وذلك بسبب فرطهم فالطيبة والعفوية, وكثير من المواقف تثير العجب من البعض, وأسوأهم من يستغل عفوية من يحبه في كل الأمور وإلا لن يجد محبة الطرف الأخر المستغل...!!,,العفوية نقمه وليس نعمه إذا لم يستغلها صاحبها على الوجه الصحيح, ,,!

ابتسم, ساعد الجميع, تعاون, أخدم, انشر المحبة, امنح وقتك, أعطي, اضحك, سامح , وأكثر,,, ولكن,,,
بحدود العقل, بحدود من يستحق ولا يستحق, بإيجابية, بحدود عدم تخطي حد السذاجة, بحدود عدم الاستغلال, بحدود أن تكون نقطه تضعفك أمام الغير, بحدود أن أبقى أنا كما أنا باحترامي لنفسي وذاتي وكسب احترام الآخرين..هذه هي العفوية الحقيقية أن امنح ما في عقلي وقلبي بصدق وصراحة, دون غش أو كذب أو مجامله أو نفاق, أن أكون إنسان حقيقي حليم لا مجموعة أصناف رديئة ينبذها المجتمع, أخدم نفسي ولا أهمل حقي, شفاف لأبعد الحدود تجبرني ملامح وجهي ولغة جسدي على العفوية, ولا أتغير تحت أيَ من الظروف,,, فلا تهضم حقك بالعفوية فحتى الطفل في يومنا هذا يدافع عن حقه فالحياة..!!!

هناك 5 تعليقات:

  1. قرأت ما باح به قلمك , ودائماً حروفك تترجم واقع حياة الكثير منا , كل حرف ومعنى عايشته , ولكن ليس فيّ بل في من حولي , قلوب عفوية :عنوان سطّر طيبة القلوب , طيبة إيجابية وأخرى سلبية , وكما قلتي العفوية المعتدلة هي الأنسب لكل زمان ومكان , فالبعض يتفنن في استغلال القلوب الطيبة , وأبشع استغلال هو استغلال قلب الفتاة من قبل ثعلب مكار ..أتطرق لقراءة المزيد من إبداعك , وسلم قلبك وقلمك من الغش والنفاق .. شكراً لك .

    ردحذف
  2. جزيل الشكر لهذا المرور الكريم..وتعليق واعي يلخص موضوعي في سطرين,,سوف انتظر هذه المداخله عند طرح حروفي..وسوف استفيد أكيد بهذا الرأي النير..دمت بخير..

    ردحذف
  3. مررت بمقالاتك عن طريق الصدفه و اعجبت كل الإعجاب لسلاسة السرد التي تجذب القارىء و تلصق العين للسطور فتمشيه سطرا سطرا و يزداد منه العقل و يرتوي كلمه كلمه. تعليقي ليس لهذا الموضوع فحسب و لكنني وجدت نفسي غارقا و قارئا لمواضيعك السابقه. نأمل ان نكون ممّن يتذكرهم الناس بالصدق و الصراحه بعيدا عن الكذب و المجامله (ان سمحت لي ان اقتبس هذه الجمله من مقالك).
    ترددت في التعليق لخوفي من ان لا تكون كلماتي في المستوى اللائق لهذا الموضوع و لكن بما ان الموضوع عن العفويه فارجو ان تقبل تعليقي البسيط

    ردحذف
    الردود
    1. شكرا لهذا المرور الكريم وهذا التعليق اللي اثلج صدري بالفعل..دمت بخير

      حذف

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...