الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

مقال- المفتاح السحري ..!!


المفتاح السحري ..!!

أغادر بيتي متجه إلى أماكن عدة, اعلم بأنني سوف أرى وجوه متعددة, متشكلة متنوعة متلونة, لها أحزانها وهمومها وحتى أفراحها, لن أتشكل لأجلها ولن أتلون وحتى أني لن أتكدر بسحاب صيفها, فقط سوف أحمل بين مبسمي مفتاحي السحري, مدركه متيقنة مبتهجة بدورها الفعال وسحرها الحلال عندما أنثر عبير عطر ابتسامتي بين كل من حولي دون استثناء, لن أجبرها ولن أرسم خطوط طيفها, هي من ستتحداني وتغلب نهايتي بصدقها وشفافيتها وبراءتها, هي من ستحرك تضاريس وجهي وعيني وحتى جمالي, هي صدقتي وعطائي, هي لغة معزتي وصداقتي وإخائي, هي هويتي الحقيقية ومعاني خطوط قلبي, هي ديني وأخلاقي وسفيرة موطني..!!

الابتسامة,, لا أعلم لما البعض يعيش دونها,,ويقابل الجميع بوجه جاف قاسي الملامح تصفه فالغالب بالحجر, الابتسامة سر لا بل سحر لا يفك رموزه ولا طلاسمه سوا المتمكن منها, ولا يتمكن منها سوا الصادق فقط, الشفاف, البريء, فعلامات صدقه في مبسمه وبين حناياه تجد كل وجهه فرح مبتهج صادق المعنى ,حتى عيناه تتكلم أعذب الكلمات دون أن ينطق بحرف, حتى انك تكشف فرحه وحزنه وألمه من خلال تلك الابتسامة البيضاء , بينما المتصنع, الزائف, الكاذب, تجد ابتسامته الصفراء مقيده بين وجنتيه مأسورة يفضحها الجانب الأيسر حين يتبلد كأنه أصيب بالشلل النصفي, وجمود يحوم حول عينيه معلن الحداد على عدم الاستطاعة على صمود الزيف والتصنع مخلف وراءه صخر يتفتت ألم يرغب بالعودة إلى ما كان عليه من قبل...!!

للابتسامة,, ألوان وأنواع, منها الصفراء والسوداء, والزائفة والخجلة, ولكن لا يعنينا هنا سوا الصادقة البيضاء, والمتصنعة الصفراء, حين يتحدث البعض مع مجموعة من الناس, فأنه يأسر القلب قبل أن يأسرنا حديثة, فابتسامته كانت سر إقناعه وببهجته وفرحه, أشعل الأمل والتفاؤل في قلوب الجميع, فلو حدثنا متصنع الابتسامة فأنه سيٌكشف وذلك لعدم إقناعه لهم ورتابة أسلوبه ولغة جسده المزيفة وسوف تجد النتيجة عندما يتخلل الملل إلى من يستمع إليه  , فجميعنا يبحث عن بصيص من الأمل وأينما يكون , وهنا العطاء الذي تمنحه الابتسامة, فعندما نزور المريض ونهديه ابتسامتنا فنحن نمنحه الأمل بالشفاء, ونبث في روحه السعادة والسرور, ونبعد عنه الكدر والحزن, لذلك وجب على كل طبيب الابتسامة في وجه كل مريض عند المعاينة أو المعالجة أو حتى الزيارة, وهنا يقول رسولنا الكريم [ تبسمك في وجه أخيك صدقة ],,فلماذا اعتبرت الابتسامة صدقه لأنها باختصار عطاء’أمل,سرور,بهجة,تغير نفسية المسحور بها من حال إلى حال أجمل..

الابتسامة,, بوابة لكل العلاقات الجميلة, هي المفتاح السحري, هي الكنز الثمين الذي تتصدق من خلاله دون خسارة درهم واحد, هي البداية لأجمل البدايات, هي اصدق لغة جسد, هي البلسم والرحيق وتذكرة سفر لجميع القلوب دون استثناء, هي الأمل والتفاؤل والتوازن النفسي لصاحبها ولكل من حوله, هي البهجة والأنس وكل جميل,هي بداية الحب والقصائد والخواطر والشعر, هي بداية اليوم الجميل والتفاؤل حتى أخره, هي الصباح والمساء ,هي الدعوة الصادقة لكل قريب, هي قاعدة الأمل, هي الجاذبية وملامسة المشاعر, هي الجوهر العذب وقناع الحزن, هي هدية غالية دون ثمن, هي التعبير الصادق عن ألاف الجٌٌمل,هي الصورة الجميلة, هي الأمان والطمأنينة, هي عمق بحر لا تنتهي كنوزه, هي لا تختص بفرد معين بل هي للعزيز والصديق والزميل والعامل والفقير والغني والمريض والحزين والفرح وكل من يقف خلف تلك البوابة الصادقة..!

البعض غير جوهر الابتسامة في زماننا هذا بعد أن تصنعها للمصالح والمجاملات والمادة , وهو من جعل لها أصناف وألوان وأنواع لا تنتهي فكل فرد له ابتسامته الخاصة والمتنوعة في كل حال وموقف ولكن أما تبقى صادقه أو زائفة, وبعض المستقبلين لهذه الابتسامة كانوا يأخذونها بعفوية وبراءة ونية صادقه, أم اليوم فهي في نظر البعض لها مغزى أخر كالرغبة في شئ أو الوصول إلى شئ, كابتسامة الفتاة للرجل أصبح لها معنى الغزل أو التقرب أو كثير من الأمور السيئة , فلماذا لا تصفى القلوب والنيات وتعود كل المصطلحات إلى معانيها الجميلة المعبرة عن حال الصدق والشفافية والبراءة بمعناها الحقيقي..!!
ما أجمل الابتسامة حين تغزو الوجه بملامح بريئة تنطلق من خلالها سهم جذابة تخطف جميع القلوب وبنظره غارقة في نعيم الصدق..!!
الابتسامة تحتاج إلى مفاهيم كثيرة وحروف أعمق وتصنيفات وترتيبات مفصلة وفسيولوجية أوضح ليفهمها البشر وأنا لا أحبذ الدخول في تلك التعقيدات الفكرية ولكن سوف أجمل حديثي في كلمتين فقط,, ابتسموا بصدق..!

* قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...