الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

خاطره\..!أجمل لحظات ذاكرتي!





!أجمل لحظات ذاكرتي!




أحن إلى كل شيء لمسته كالرمل والدمى وشممته كالأشجار والمطر ووقعت عيناي عليه كالضوء والغسق وأصبح من عبق الماضي البعيد..
وأحن إلى شقاوتي ولعبي ووحدتي وقصص ذكرياتي التي تصنع كتاب يحمل في طياته طفله بريئة تعشق النظر للبعيد دون توقف....!!!
حروفي هنا سوف تنثر أجمل اللحظات التي تخللت كل وقت من أيامي اقتبسته من ذاكرة طفولتي..لأجمعه لكم في يوم واحد..!!..فهيا إلى الوراء معاً ثواني..!!




صباحاً..!!

أحن إلى صباح طفولتي المتناغم مع تغار يد العصافير,حين كنت أجمع ألعابي وهي عبارة عن أدوات المطبخ , واذهب بها إلى سطح المنزل الذي لم يكن له باب بل أتسلل إليه من عمود حديد (أريل) نستخدمه لتلفاز,واجلس بمطبخي الصغير تحت أوراق شجره تدعى (أبو فأس) كما يسمونها, ذات رائحة زكية, كنت اذهب هناك قبل شروق الشمس بدقائق معدودة كي أرى ذالك الشروق العذب,وأتخيل الشمس في اكتمال ظهورها فوق الجبال كـ قرص بيض برتقالي اللون مفعمة بالنشاط والتجدد ليوم جديد لا نعلم ماذا يحمل في طياته,كنت العب بمطبخي الصغير وأجهز الفطور بخيالي من بيض ومربى وشاي وقهوة وحليب وأقدمه لنفسي حتى يحين الإفطار الحقيقي ,حينها تناديني أمي بعد بحثها عني في الفراش وهي تعلم كالعادة أين أكون كل صباح,وتعنفني على فعلتي وتسلقي الجريء لبلوغ السطح كل يوم, طفله ولها حياتها الخيالية والتي تصنعها كي تلهو بها...!!
أذكر ذات يوم تسلقت لاختبئ من الجميع وعند وصولي للسطح رأيت حافلة المدرسة تقترب من المنزل فخفت أن يراني أصحابي وأنا أعلى السطح حفاظاً على (البرستيج) دلع أطفال قلت في نفسي يجب أن أنزل بسرعة , وأنا أهم بالنزول اقتربت الحافلة بسرعة فتركت العمود كي أنزل بسرعة فهويت على الأرض من أعلى البيت وانكسرت قدمي , ونقلت على
أثرها إلى المستشفى في الحال..ولم أمشي بعدها مدة سبع شهور إلا بمساعدة الآخرين كنت ابلغ من العمر وقتها ثماني سنين وهنا كانت نهاية رحلتي للسطح..!!مجرد طفله..!!





 



ظهراً...!!

أحن إلى ذلك البحر الأزرق المخضر الذي اهرب إليه من أسرتي التي ربما تمنعني من الحضور والاستمتاع به خوفاً علي, كي اجلس بجانبه وانثر بيدي رمال شاطئه على راحتاي, واغرق خلاله إلى ذلك البعيد المجهول المنتظر بعيني النصف مغلقه لتسرب خيوط الشمس إليها والتي تمنعني من النظر إلا بظلال من يدي كي استمتع بكل ما حولي ومنها السفن البعيدة , هي الظهيرة الشبه قاسية لتقلب أحوالها, والتي لا تحلوا إلا بوحدتي التي يكسر جمودها صوت بحر, سخونة رمل, سطوع شمس, وهواء
هامس بحروف التساؤل ,,إلى أين ستصلين بفكرك..!!
حدثني أبي ذات يوم وسرد لي حادثه وقعتُ فيها ولا أذكرها لصغر سني, عندما ذهبنا في رحله أسريه إلى شاطئ البحر, فقال لي أبي: بأنه عندما أوقف السيارة وفتح بابها من الخلف لينزل الجميع , تفاجأ بهذه الطفلة التي نزلت مسرعه وانطلقت إلى وسط البحر دون خوف من أب أو غرق والكل مذهول من فعلتي فلحقني أبي مسرع وحملني قبل أن اغرق, والكل يتساءل حتى اليوم هل كنت أنوي الانتحار حينها وفي مقتبل العمر..وهناك الكثير ولكن لنترك الطبق مستور..!!



عصراً...!

أحن وقت العصر للذهاب منزل جدتي القديم, واستغرب جمال نور الشمس المائل للبرتقالي المتخلل بين الأشجار المتمايلة على نغمات ذاكرتي والتي تمعن في كل ما حولها وتتراقص على أي نسمه تبهج خاطري, منزل جدتي هو الحنان والدفء والطمأنينة الذي لن أنساه ما حييت , كنت اقطن بين أسرة ممتدة تتشارك الأفراح والأتراح, وجدتي هي أم هذا المنزل الدافئ ونحن ضيوفها حتى فرقنا الاستقلال, عصر طفولتي حافل بالمغامرات مع أصحابي , فانا أحب التجول بين الإحياء ولي كل يوم
حكاية أما مضحكه أو مبكيه..فكنت دائماً قائدة الأطفال من بنات وأولاد ويستشيروني في كل شيء..نصنع المنازل الصغيرة..ونلعب بكل شيء وأي شيء..وكنت شديدة ,شقيه ,عنيدة ولا أعود الى المنزل إلا عند المساء..
رحلت جدتي رحمه الله وانتهى ذاك العصر بحلوة ومره...كم أحن لذلك الوقت الرائع...!!
أذكر ذات يوم كنت مولعة بدق أجراس منازل الناس والهروب بعدها, تسليه غريبة, وذات مره فتحت لي طفله تصغرني بالقليل فضربتها وهربت وحتى الان أتسائل ..!!ما السبب لا أعلم هل هي مجرد شقاوة..!؟؟؟


مساءاً..!

أحن لذلك المساء حين تغرب الشمس نصفها في البحر ونصفها الأخر في السماء, وكم أهوى مداعبة البحر لضوئها العاكس على سطحه ..ألوان ناريه متمايلة بحركات البحر ,منظر يبهرني بحق وانسي بعدها أن هناك جمال يسلب وقتها عقلي..ما أروع الطبيعة, يتبعه شفق احمر يسكن عيناي حتى يتلاشى, تاركاً وراءه أثار إقدامي وضحكاتي وفرحي وبيت من رمل صنعته بأناملي الصغيرة على شاطئ حلم رسمته وحدي ببراءتي التي أأن واشتاق لعودتها كي أضيع بين حنايا ماضي أحببته بشغف الطفولة الراسخة بقاياه في ذاكرتي..!!!
أذكر ذات مساء كنت نائمة فترة العصر ودخل وقت المغيب وصحوت على وقت غروب الشمس, كنت اعتقد بأنه الفجر فهرعت إلى ملابسي المنشورة على الحبل وهي مبلله ولبستها وانطلقت إلى أختي فلم أجدها فخرجت ابحث عنها بيت الجيران فأخذتها عنوه وهي تلعب مع الأطفال ورجعت بها إلى البيت وهي والجميع مستغربين فعلتي فسألوني لما افعل كل هذا فقلت لهم كي نذهب إلى المدرسة..!!!إلى المدرسة ألان في هذا الوقت!! ..قلت نعم السنا في الصباح وسوف تشرق الشمس بعد قليل..فضحك الجميع على..فكنت لازلت منغمسة في نوم المغرب الذي أصابني بالجنون..موقف يستحيل أن أنساه حتى (الشغالة)استنكرت اخذي للملابس وهي مبلولة..!!


ليلاً...!

أحن لذلك الليل , دفئه وظلمته, والخوف الذي يزرعه في قلوبنا لرهبت حضوره..!.فهو الجمال بمعنى الكلمة, يغمرني قمره بنوره وانظر إليه بسكون يخالجني حينها شعور التقدير لوجوده, وأشعر بأنه لم يخرج إلا لي وحدي, انسي كل الحروف والكلمات ولا اذكر إلا أن عيني لا تستطيع مفارقته, فهو كريم بحضوره رغم صمته, الليل جميل بردائه المرصع بالألماس , معالم قصص دلائل هي النجوم لا محال, أحن لبريقها وابحث عنها بين الغيوم وما أجملها حين تخجل وتتوارى بين السحب
المتشحة كبد السماء في عتمة الليل الدافئ.
احن لليل حين أشعل شمعه تبكي بشفافية طوال الليل, وحين تنطفئ بأنفاس الوهج, يعم الليل السكون معلناً الحداد على توقف الأنفاس عن الحراك, اهرع وقتها للنافذة ابحث عن نور القمر الذي يتسرب بين غصون الأشجار مزين بها أطراف الغرفة بإضاءة متلألئة تبعث داخلي الشوق للسفر إلى المجهول دون عوده.
وفي وسط نسيم بارد يخطف الوعي مني إلى اللاوعي اسحب غطائي وارحل في منامي إلى حيث الأحلام التي
تنتظر غداً جديد تملؤه الطفولة والشفافية...!!!
اذكر ذات ليله أنطفئ فيها التيار الكهربائي ورغم وجود أخوتي إلا أنني كنت خائفة فذهبت لكبريتي وشمعتي المخبئة بين ألعابي لهذا الوقت العصيب برأي, تغمرني الفرحة أنني سوف أشعل الضوء ولكن تحت غطاء الفراش حتى لا يشعر أو يراني احد, وأشعلتها وأنا في قمت السعادة ثواني واحترقت مقدمة شعري لقرب الشمعة من وجهي فعلم الجميع بذلك..!!كيف..!!صرخت بأعلى صوتي, شعري يحترق..!!فعنفني الجميع..!!بحق طفولة..بريئه مملوئه بمفاجأت ,,!!




أجمل اللحظات..!!

حين تحن لكل أساس بني في الماضي , واقع , وخيالات , ولا نحن لغيره, وكل شيء اليوم لا يساوي قطره في بحر ماضي عشناه بين أناس كانوا يوماً أحياء يعيشون بيننا, وبين بيوت كانت مشيده, وبين أوقات باردة ودافئة بدفء الطبيعة, وبين مواقف وزمان لا نعتقد بأنه سيعود يوماً إلا من خلال ذاكره شبه مموهة كانت تتذكر..
أجمل لحظاتها..!! .. بين بحر, رمل, شمس, قمر, وقت, طفولة, وحنين قاتل..!!
أتمنى قد استمتعتم برفقتي بين حروف لحظات عمري..!!

♥♥♥♥♥♥♥♥






 
 

هناك تعليقان (2):

  1. عزيزتي ..اجمل اللحظات حين اغلق عيني وارجع إلى عالم اود ان يعود حتى لو ثوانٍ..شكرا على كلامك الراقي والقصة التي عشتها بين سطور كتاباتك..

    ردحذف
  2. شكرا على المرور الكريم ولكن لم أتعرف على صاحب المشاركه,,تقبلوا احترامي

    ردحذف

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...