ألحان في الذاكرة,,!! ♪♪♫
لا أحبذ فكرة وضع شريط أو سيديه أو فتح الراديو على الأغاني وسماعه ولكن!,,, بعض الأحيان تشتاق للسفر بعيدا بإحساسك وذاكرتك وما أجمل الحنين حين تسمع موسيقى قديمه أو لحن أو كلمات من عبق الزمان القديم تجرك إلى عالم حتى لو لم تعايشه منذ سنين إلا إنك من خلال متابعتك لبعض الأمور القديمة والتراثية تتمنى لو تعايشت مع ذلك الزمان لرقيه وإحساسه وأناقته وحتى جمال أفكاره و وعيه وحروف كلماته، أتذكر عندما كنت في بدايات عملي كمعدة للبرامج الثقافية والاجتماعية من خلال الراديو أول ما شد انتباهي هي الأغاني القديمة وأولها أغاني "فريد الأطرش" ومنها [ يا حبايبي يغالين" ولكتب على أوراق الشجر] فرغم عدم إعجابي بالأفلام والشخصيات القديمة ولكن من هذا المنطلق ابتدأ مشوار سماعي لتلك الألحان والكلمات التي وجدتها بالفعل عميقة ورزينة ولها معاني غزيرة وليس كـ كلمات وألحان اليوم الهابطة بالفعل دون أدنى مجامله لهذا الفن الذي لا يحمل في طياته أي معنى أو فكرة أو حتى جمال، مما جعلني أعود لزمن ليس بزمني من خلال الأفلام والأغاني القديمة التي تحمل عبر وإحساس لا يضاهي ملايين من الأحاسيس اليوم ، وبعد متابعة "فريد الأطرش" تتابعت الاتجاهات وتنوعت الأذواق حتى وصلت لـ"فيروز" [نسم علينا الهواء"وزوروني كل سنة مره] إلى "أم كلثوم"[سيرة الحب"وانته عمري] بجانب العندليب الأسمر"عبد الحليم" وأجمل أغانية [ زي الهواء"وموعود] وتعرفنا على شادية وحزنها وقصصها العذبة, ولكن!
كانت لدينا كنوز من الأصوات والألحان القديمة التي تعرفت عليهم خلال تلك ألأوانه وأنا طفلة من خلال أبي ورحلاته إلى البراري, حيث تعودنا على سماع بعض الأغاني القديمة ولم أعيرها أي اهتمام حتى كبرت وفهمت معانيها الثقيلة على القلب والإحساس ومنهم" أبوبكر سالم بالفقيه"وأشعاره الحضرمية مثل"[سر حبي]" محمد عبدوه"[لنا الله]" طلال المداح"[مقادير]" عبد الكريم عبد القادر"[مشترية]" وعبد الله الرويشد "[علمني عليك]"، باقة قديمة من الجمال
لازال حنينها ونغماتها في الذاكرة مهما مرت علينا وأينما نكون ، فحروف كلماتها محفورة في عقولنا نرددها كلما تغنوا بها هم أم غيرهم ، الفنون القديمة كلها طرب أما اليوم فهي مجرد أداء وتفقد رونقها بظهور غيرها من الأغاني، حتى مغني تلك الحقبة لم تعد ألحانهم وكلماتهم كما كانت بل تغيرت وتحرفت وأصبحت تواكب عصر التطور بآلات غريبة تغير حتى اهتزاز الصوت وتجعل من المؤدي مغني محترف ولكن صناعياً ولولا تأدية الصوت على التسجيل لما أشتهر المغني في الحفلات ولكن أبعد عنه الآلات والتسجيل واتركه يغني منفرد سوف تسمع نهيق وليس طرب أصيل ، لذلك يبقى لكل زمن وعصر جماله الخاص مهما تعاقبه ألازمنه.
وأجمل حقبة زمنيه كانت فالسبعينات من ملابس ورقي وتطور وسلوك، حتى أشكال الناس كانت تختلف وتتشابه بين الدول، فالبساطة والجمال هي التعبير عن تلك الأيام، وسلوكيات الناس وأذواقهم وبرستيجهم ذا معنى راقي ، ولا ترى بينهم كلمات الحقد والأنانية والكذب كما هي اليوم، فالأمور بسيطة مغلفة بعلبة زهرية تنتثر رائحتها العطرية بين الجميع بكل بساطه، ليت الزمان يعود يوماً،،فكل قديم جميل وباقي فالذاكرة ,,,!!!
لا أشجع على الرجوع لسماع الأغاني حديثة كانت أم قديمة ولكن هي مجرد لفتة لجمال وعمق القديم عن الجديد.

ياليت الزمان يعود يوماً،،
ردحذف