الأحد، 25 ديسمبر 2011

قصه قصيره\..تميزي سر نجاحي..


ولدت يوماً فأشرقت شمس السعادة في قلب أمي وأبي ,,جاءها المولود الذي كانت تحلم به..
منذ سنين,,السماحة تملئ وجهي,,وثغري يبتسم بين الحين والحين,,(ولد) كما كانت الأمنية,,
جميل,, تلك كانت ملامحي وعيني يغمرها الأمل,, ولكل من حولي......ولكن ..!!
لم أكن كامل فالكمال لله سبحانه..كانت تنقصني يدي التي لم أخلق معها..والتي لم أعلم ما هي ولم
أعتد يوماً عليها,,تجهم وجه أبي حينها يبحث عن جواب لسؤاله..!!
أما أمي المتعبة فكانت تضمني بين أضلعها وتحمد الله على صحتي وما جاءها...!!
شربت حليبها النقي الطاهر,, ونميت عليه,,وفطمت منه,,حتى كبرت ببركاته ,,!!
كانت تسهر على راحتي ليل نهار,, جميله هي رعايتها لي,,حتى جاء ذلك اليوم الذي أطرح عليها
سؤال كانت تترقبه بخوف لدرجة أنها تتناسى حروفه...!!!!! طرح لحظة ترتيبيها لمائدة الغداء..!!
أمي: ما أسم هذا الشئ الذي تحملين به الأطباق..فأجابت بتردد : هذا الشئ أسمه يد عزيزي..!!
أمي: لماذا لديك يدين وأنا ليس لدي أي منها؟..فأجابت : هذه مشيئة الله عزيزي..ثم أكملت:
أتعلم أنك مميز من بيننا ..فالله سبحانه وتعالى أفردكَ من بين الجميع بهذا التميز لأنه يحبك كثيراً..
أخذت الرد بعين الاعتبار ..حتى دخلت سن طالب العلم..!!!
رفض أبي دخولي وأصرت أمي أن أنهل من ذلك العلم الذي شرب منه البعض دون توقف..
كانت أموري جيده فأنا بخير لا ينقصني شئ البتة قبل التحاقي بالمدرسة  على حد علمي..

أول يوم دراسة الكل استغربني واستغربتهم جميعاً, دخلت الفصل وألقيت السلام كما علمتني أمي,,
وجلست على المقعد المخصص لي..وعرف المعلم عن نفسه وقام بتعريفنا على بعضنا,,وطلب من
الطالب الذي بجانبي أن يساعدني في فتح الكتاب ,, هنا أحسست بحاجتي لهذه اليد,, كي لا يساعدني أحد..
وأخذ من وقته,, وبعدها جاءني زميل من الزملاء وطرح علي نفس سؤالي : لماذا ليس لديك يد مثلنا؟
فأجبته: لأنني مميز وأختلف عنكم وهذه حكمة الله..هكذا أجبت دون تردد..
توالت الأيام وأصبحت حاجتي لليد كبيره,,فهناك أقلام ودفاتر وممحاة وواجبات يجب القيام بها, فأمي تعمل فالبيت طوال اليوم, وتقوم بتدريسي  فهل سأكلفها أيظاً بكتابة واجباتي المدرسية..لا...يجب أن يكون هناك حل..!!

ذهبت إلى غرفتي وجلست على الأرض وبدأت أمسك كتابي بقدمي وأفرشه على الأرض ثم جئت بقلمي وبنفس الرجل محاولاً الكتابة به, المحاولة كانت صعبة جداً والألم يخترق بين أصابعي ولكني قاومت ..نعم ..قاومت..
حتى استطعت أن أخط بقدمي أول حروفي..ألف..نعم كان حرف الألف..وباء..وتاء ..وثاء..يااااه..لقد بدأت أكتب..!!!!!!!
نعم أنا أكتب وأتعلم الكتابة بسرعة..يا سبحان الله..اللهم لك الحمد والشكر..
حتى تذكرت كلمة أمي الغالية (أنت مميز) نعم أنا مميز بالفعل ,,فقلمي يكتب كالجميع ,, لا يهم أي عضو يمسك بهذا القلم ولكن الأهم هو القدرة على حمل القلم والكتابة به..فكثير لديه ذلك العضو ولكن لا يزال يخطأ في حمل القلم..كانت سعادتي لا توصف..فأنا لست كالجميع..لا أحد يستطيع الكتابة بقدمه مثلي..أحسست بأنني أقوم بشئ عظيم,, أنجاز حد المعجزة..أبهر أمي بحق حين علمت بذلك ولم تتملكها السعادة فبكت وأبكتني معها..!!!
كنت أقصد المدرسة وشغفي يسبقني للقاء زملائي , لأخبرهم بأنني أنجزت فروضي بنفسي, فانبهارهم وإعجاب معلمي بي كان يسعدني جداً, لم أمسك القلم فقط, ولكني كنت أتميز بالذكاء والشطارة التي كانت تخلق مني طالب يساعد جميع زملاءه في شرح الدروس مما جعل لي حصيلة وافره من الأصدقاء المحبين لي ولسلوكي وخلقي الحسن كما يصفوني, كما كنت أشارك في جميع المجالات المدرسية دون تردد  وبها كانت متعتي..!!

درست وتعلمت وتفوقت في دراستي فكنت الأول في كل شئ أحصده,,وأنا اليوم في بعثه دراسية  نتيجة تفوقي
في الأعوام الماضية لا ينقصني سواء أمي الغالية وها أنا أكتب لها رسالة شكر وامتنان على زرع الثقة في عقلي وقلبي وكياني..لأخبرها بأنني نجحت والفضل يعود لله ولكِ ولدعواتكِ المستجابة, فالتميز الذي أفردتني به عن غيري كان سر نجاحي....!!!...نعم تميزي سر نجاحي...وهو بداية الطريق...!!!!
رسالتي ليست لأمي فقط..فهي للجميع دون استثناء..خلقت بلا يدين وعوضني الله بالعقل لأدرك بأن لله حكمة في كل شئ..وأن لله في خلقه شؤون..فالله الحمد والشكر........!!!!
علمت بعدها بأن هناك من يفوقني تميز خلال قراءتي للصحف حيث تم نشر موضوع عن أحدهم يمسك ريشته بفمه ويرسم أجمل اللوحات وقد أشتهر وتميز بألوانه وإبداعه....فما أجمل التميز حين يأتيك من الله..!!
الثقة والإرادة هي دافع للجسد,,فتميزوا بما لديكم لتحصدوا النجاح...!!!!




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...