الاثنين، 2 يناير 2012

خاطره.."عمود إنارة الشارع"




حكاية حروفي عجيبة فهي تحتضن حديثي اليوم عن إنارة الشوارع وذلك الضوء الخافت الذي يلتف حول أسفل العمود، فهو يجذبني حد العشق والهيام، أهي الرومانسية التي تملك جوانحي أم هي اللحظة الجميلة لهذا المنظر، أم هي الذكريات العذبة التي تعبر مخيلتي على شريط الذكريات الذي يجول في ذهني في تلك البرهة ، ذلك المنظر أين ما يكون في تلك الناحية أو فوق الجسر أو داخل ذلك المعبر وسواء كنت مسافرة أم أراه من خلال عدسه أو منظر فهو يبهرني أين ما يكون!!!!
يلتصق عشقه بي أينما أراه ويغمرني بمشاعر الحنين لكل شئ، ومنه جدتي رحمها الله، فيذكرني بجلوسها بيننا لحظات هطول المطر حيث كنا نجتمع كلنا في غرفة خاصة  للجلوس وللأكل وللتسامر وسرد القصص وفي أي وقت ولكن ذاكرتي في هذه الهنيهة تجمعني بجدتي وهي تتسامر معنا تحت ضوء خافت يميل للاصفرار يبعث الدفء إلى داخل أعماقي ، حتى أشعرني بجانبها أغرق بدفئها وحنانها يكاد يخترق فؤادي لغوري به كانت في ذلك الوقت تصنع لنا الخبز ونسميه بلهجتنا العامية [الخمير] تصنعه بالبيض والخميره وتدهنه بالسمن الخليجي  يالارائحته الاخاذه وطعمه اللذيذ بطعم [الدبس والهرده] فهو مصدر الدفء مع كوب من الحليب الساخن ممزوج بالزنجبيل ,,، أحب جدتي كثيرا,, ولي ذكريات كثيرة معها فهي رمز طفولتي وجمالها والتي لا تنسى أبداَ، نعود لإنارة الشارع فهي تذكرني أيضا بذلك الطفل الفقير ذا الملابس الممزقة والباليه أشعث أغبر يجلس تحت تلك الإنارة بجانب الشارع يفرش كتبه ودفاتره ليكمل واجبه المدرسي ، فهي مصدر إضاءته أليوميه حين يحل الليل ولو كانت لديه شمعه لما جلس على هذا الرصيف وبجانبه كلبه الذي كان يحميه من المارة  أو أي أمر يؤذيه.
 وهناك إنارة شدتني في مدينة القاهرة لقدمها في مكان شبه مهجور مكسورة الحواف تكاد أن تضيء حدود قليله من الرصيف ولكن شموخها في ذلك المكان كان يبهرني وصمودها يعجز وصفي لها، ربما يراها غيري بشكل عادي ولكنني أراها بشعور مختلف يخالجه حنين عاصف للماضي والعودة إليه، ولا أنسى أمارة الشارقة فهي الجمال بحد ذاته عندما تمر علي شوارعها ليلاً وترى تلك الأنوار الجياشة للمشاعر، والحقيقة أن قلبي يشتعل لكل الأنوار ليلاً ، الشمعة والأبجورة وخاصة القديم منها كا [الفنر] والحطب عندما يشتعل ويصبح جمر، فكلها لها أثر وذكره مرسخه فالقلب لا يمحيها الزمان مهما تغيرت الأحوال,,,!!!
فالحقيقة أنا أقضي معظم أوقاتي تحت إضاءة خافته صفراء وأنفر من الشديدة بأنواعها، فما أجمل الهدوء والسكينة وسيمفونية هادئة، مع دفء المشاعر وحروف ترسمها على أوراقك المبعثرة بأعذب المعاني ترحل بك إلى البعيد البعيد دون عوده تهدم كل ذلك السكون الجميل,,ّّ!

هناك تعليقان (2):

  1. عمود الأناره أجمل لحظات يوم إشوفه من الطياره. تعبيرج جميل في الكتابه و نتريا
    اليديد من قلمج

    ردحذف
  2. شكرا لهذا المرور الكريم أخ علي واتمنى ان تنال حروفي استحسانك,,تقبل احترامي لشخصك الكريم

    ردحذف

كورونا صديق أم عدو,,!!

كورونا صديق أم عدو,,!! #خليك فالبيت.. ** ها أنا أعود لقيثارة حروفي من جديد وقد أجبرتني ظروفي للعودة وذلك بعد الحجر المنزلي الذي...