الخميس، 13 ديسمبر 2018

رسالة لكبار العقول فقط..





رساله لكبار العقول,,

كما كل شيء متغير ومتقلب في هذه الحياه, الصداقة هي دائماً تأخذ المراكز الأولى في هذا التغير, ويُضرب دائماً بها المثل والقصص والعبر, ولا نعلم من الذي يتغير بالضبط هل نحن أم العلاقات أم الزمن, الصداقة تجلب لنا السعادة حالها كـ حال الحب فهي لا تختلف عن الأخير بشيء كثير, وأيضا تجلب لنا الحزن والهم, فلا شيء جميل يدوم ولا شيء محزن بالتأكيد يدوم, الصداقة نكتب ملامحها التي نشعر بها على ورقه, تلك الورقة تحمل كل معنى الحب والتضحيات والوفاء والإخلاص وغيرها, وبعد عدة سنين, نكتب ورقه أخرى ونحن مستائين من نفس تلك الصداقة والمشاعر ولكن تسرد قصه مختلفة تحمل بين طياتها التغير وعدم الفهم والإساءة والتجريح حتى انك تشك بأنك لم تعد تكتب عن نفس تلك الصداقة بل هي لأشخاص أخرين بدلتهم الحياه وجعلت منهم قساة قلب لا يعجبهم العجب وينتظرون الزلة لترك تلك الصداقة وكأنها لم تكن, ولأسباب واهيه أو أسباب كانت موجوده واليوم برزت لتكون عذر اقبح من ذنب ليعلنوا بعدها الفراق.

البعد عن الصديق هو التفكير في بعض الأسباب التي تعكر صفو هذه الصداقة وحلها في فتره زمنيه محدده لكي لا نخسر هذا الصديق وبعدها ترجع الأمور إلى مجاريها, وهذه الحكاية كانت تحدث في الأزمنة التي تحترم وتوقر معنى الصداقة, أما يومنا هذا البعد هو التمهيد للفراق ولو نظرنا للأسباب فستكون أتفه مما يتوقعها الفرد, فهي واهيه وردود الأفعال تكون مشينه وليتها تقف عند هذا الحد فهي تكبر بصغر عقل البعض حتى انك تستنكر أهذا كان صديقك أم عدوك, فهو قد تناسى الأيام والسنين والعشرة وكل مجريات الأمور ووقف بتفكيره عند خطأ أو زله أو عتاب على تقصير دون ان يسترجع أوراق الماضي واعلن الحرب بقسوة ربما يخسر فيها تلك الحرب التي اعلنها دون تفكير مسبق, والغريبة عندما تواجه خصمك بخطأة وعند غيابك تجد بين كلماته التي ينفثها هنا وهناك بأنك أنت المخطئ وليس هو, هنا تتراجع مليون خطوه للوراء وتتساءل هل فهمك يوماً, هل شعر بخطأة, هل كان يحبك, هل اتخذك صديق في حياته بحق, وتتوالى الصدمات من ردود أفعاله وتجريحه لك وتشعر حينها بأنه ليس هو صديقك بل شخص أخر لا يعرفك تماماً, بل هو يشبه الأخرين.

الحياة تعلمك وبقسوة ولكنك لا تتعلم, الحياه كفيله بأن تريك الصح من الخطأ ولكنك لا ترى, الحياة تريدك ان تثق بأن لا احد يستحق ولكنك لا تثق, الحياة عندما تنضج تصبح واضحه ولكنك لا تبصر, كنا نستاء عندما تنتهي بعض الصداقات ونلوم أنفسنا عليها, لأننا مازلنا صغار, ولكن اليوم أصبحنا ندرك بأنك إن لم تخطئ لا تعتذر بل فقط حاول وإن لم يفهمك البعض فتركهم فهم من اختاروا الرحيل, لا تجبرهم على العودة إن لم يرغبوا بذلك, فقط حكم عقلك ولا تتبع أساليبهم, يكفي بأنك قمت بواجبك وحتى أخر لحظه, وبعدها سوف ينتظرون عودتك كما كنت تنتظرهم, حينها سيكون القرار بيدك تعود أم ترحل.

البعض يراك عرقله في حياته لأنك ليس أول اهتماماته, والبعض يرى عتابك تجريح وأهانه له, والبعض لا يرى أفعاله معك بل يرى أفعالك معه, هم لا يرون تقصيرهم بل أنته فقط تراه إذن هم اختاروا أولوياتهم وحياتهم على وجودك, فأهديهم تلك الحياه على طبق من فضه ولو على حساب الفراق, فهذا هو حال الصداقة كما أصبح اليوم, والناس يتشابهون في أفعالهم التي تظهر ولو بعد حين.

 

رساله بلا عنوان,,

اهديها للجميع دون استثناء, الصداقة عندما تألمك فهي لم تعد صداقه, والصداقة الحقيقية لكبار العقول فقط.


هناك تعليقان (2):

  1. كلمات تسطر بماء الذهب ،، لها ذوق عذب ،، ومعاني جميله .. راقت لي كثيرا .. أهنئك علئ الاختيار الجميل لمفردات كان لها بريق لامع .. ودي وتقديري .

    ردحذف
    الردود
    1. ...مرور كريم احترمه واقدره,, لن يتذوق تلك الكلمات سوأ من فهم فحواها,, شكرا على حروفك المشجعة,, ثم شكراً لك.

      حذف